يوم من الأيــام..الانتخابات.. المعركة السلمية لا الحربية

> محمد علي محسن:

>
محمد علي محسن
محمد علي محسن
من الأخطاء الفادحة قولنا واعتقادنا بأن مسألة إصلاح وتسوية الأرضية الانتخابية هي مطلب ومهمة تقع فقط على كاهل أحزاب المعارضة الرئيسة دون غيرها من الأحزاب والجهات والمؤسسات الأخرى في البلد، بما في ذلك المؤتمر الشعبي العام . أظن هكذا قول واعتقاد يراد تعميمه يعد تحجيماً وانتقاصاً من مطلب نحسبه جمعياً وحاجة ضرورية للعملية الديمقراطية إذا ما أردنا انتخابات حرة وعادلة ومؤهلة لانتقال سلمي للسلطة وفي بلد أنهكته الحروب الأهلية والصراعات الدموية لقرون في سبيل الحكم.

فعندما يصبح عضو اللجنة العليا للانتخابات ناطقاً باسم الحكومة وعندما تصبح وظيفة فروع اللجنة موسمية وتابعة بل وخاضعة للسلطة المحلية أو القيادة العسكرية والأمنية، فهذا يجعلنا مجبرين لا مخيرين بأن نطعن ونشكك بنزاهة الحكم وبطاقم التحكيم عامة، فليس من العقل أو المنطق قبول لعبة مصيرية ومهمة ونتيجتها في الفوز أو الخسارة لشعب ككل بحكم غير كفء وغير مؤهل ولا محايد، فحتى إن من أبسط الحقوق لممارسة رياضة ما الاطمئنان لطاقم التحكيم ومن الفريقين المتباريين للظفر بثلاث نقاط أو أدنى من ذلك، فكيف اذا ما كان هذا الفوز أو الخسارة لأمة ووطن.

المهم في المسألة كلها هو عامل الثقة والطمأنينة بكفاءة وحيادية الإدارة الانتخابية المناط بها قيادة وسلامة المعركة الديمقراطية السلمية الممارسة على أرضية صالحة لكل الغرماء السياسيين ودونما انحياز أو تمييز بين هذا الفريق وذاك وهذا المرشح وذاك وبما لا يثير أو يستفز الجمهور المشارك الذي هو في المحصلة صاحب المصلحة والنتيجة المبتغاة من الاستحقاق الانتخابي ويجب أن يكون فوق الأشخاص والأحزاب والقبيلة والمنطقة والطائفة والعشيرة.

أؤكد لكم أن الانتخابات القادمة إذا قدر لها المضي على هذه الشاكلة من الإجراءات المفتقرة للثقة والسلامة، ستكون أعظم مهزلة ديمقراطية تبتدعها العقلية اليمنية في حقبة الألفية الثالثة، فعندما يغادر قائد اللواء أو الكتيبة ثكنته العسكرية لخوض معركة سلمية أدواتها البطاقة والصندوق وليس الصاروخ والدفع أو الدبابة أو الطائرة فهذا معناه إحلال القوة في المعركة الخطأ، وعندما تجد أمامك المدير أو المسؤول الأمني محدثاً ومحرضاً لأحد الخصوم ومتأهباً لحماية لجنة التحكيم أكثر من حماية اللعبة، فبكل تأكيد ثمة اختلالات وتجاوزات فادحة وغير مطمئنة على الإطلاق. أما رؤية الحكم وهو يصفق ويحكم بنزاهة ومشروعية اللعبة والنتيجة لا بل والبطل والهداف وقبل انطلاق المباراة فهذه باعتقادي الكارثة الكبرى المراد إنجازها.

علينا جميعاً كمجتمع وأحزاب ومؤسسات وأفراد عدم الصمت إزاء ما يحدث ويجري على الواقع الممارس، لأن هذه الأفعال معيبة ومشينة ومستفزة لنا كبشر نحسب أنفسنا على عصر التحرر من ربقة العبودية والدولة المستبدة والمهيمنة على كل شيء وإذا بنا للأسف عاجزون وفاقدو القدرة لإثبات حقيقة الانعتاق من ربق الدولة الشمولية المستحكمة بكل الشؤون الحياتية من سلطات وتشريعات وأفعال وحتى الأفكار ولقمة العيش التي لم تسلم من هكذا عبث وتشويه للعبة ديمقراطية لها أصولها وأدواتها وقوانينها ومعاركها السلمية وليس الحربية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى