ومضات ونبضات من وادي حضرموت

> «الأيام» علوي بن سميط:

>
حصن حذية بالقطن أدركوه قبل الانهيار
حصن حذية بالقطن أدركوه قبل الانهيار
على الرغم من التقدم الملموس في إعادة الحقوق التي صودرت في سبعينيات القرن الماضي في حضرموت وحل عدد من الإشكاليات في تسعينيات القرن ذاته عبر لجان المعالجات والسلطات المحلية، إلا أن هناك ندبات واضحة لم تزُل بعد، فالكثير ممن صودرت حقوقهم لم تعد لهم حقوقهم حتى اللحظة بل تستخدم كمقرات حزبية، وأيضاً فإن تعويضات لمن صودرت أراضيهم مازالت في مهب الريح والملفات في الأدراج منذ بداية التسعينات (لدينا في الصحيفة وثائق هذه الحالات) وكان من الممكن تعويضهم ولكن مساحات الاراضي وزعت وأزال المحسوبون هذه (البقع).. أليس من العيب أن مديريات بكاملها لم تعالج ولم تعوض سوى بالكلام وبالتقارير أما الواقع فشيء آخر.

< حالة من حالات المطالبات باستعادة الحقوق تبدو جلية واضحة، وهي عبارة عن مبنى تم بناؤه على أرض أحد الأسر بسحيل شبام في مرحلة الانتفاضات واستخدم كمدرسة، تم إخلاؤه وظل مهجوراً وتقدم ملاكه منهم من هو مقيم بالوطن وآخرون في سنغافورة، وظلوا ومنذ بداية الوحدة اليمنية يجرون ويلهثون خلف حقهم ولم يستجب أحد لهم.. حملوا كثيرا من التوجيهات الصريحة بإعادة حقهم المسلوب، ولكن ومنذ ثلاث سنوات أصبح جزء من هذا الحق المغتصب مقراً للحزب الاشتراكي ومنذ عامين أصبح جزء منه أيضاً مقراً للمؤتمر الشعبي.

الأخ محافظ حضرموت عبدالقادر هلال أعطى توجيهاته لإعادة الحق لأصحابه وكذلك فعل الأخ الجنيد وكيل المحافظة والأخ د. محمد فلهوم مدير التربية، إلا أن توجيهات الإعادة والتسليم لأصحاب الحق لم تنفذ ولم تر النور.. ثم من أعطى الحق لأحزاب أن تستخدم (حقا مغتصبا)؟ هل يعني أن الحزبين الاشتراكي والمؤتمر يعملان على تكريس الانتفاضة وبعد أكثر من عشر سنوات أو خمس عشرة سنة منذ تحقيق الوحدة اليمنية؟

< هناك أيضاً من يشكو كذلك في الجانب الزراعي، فالمزارعون الذين أعادوا الاراضي الزراعية المؤممة لملاكها خصصت الدولة لهم مساحات لتعويضهم وصرفت لهم عقود تمليك، إلا أنهم وحتى اليوم لم يستطيعوا استصلاحها لقيام آخرين بالمطالبة بها باعتبار الأرض المصروفة كتعويض هي ملك للآخرين.. التعويضات جاءت حلولاً لبطالة يعيشها الفلاحون، وهم حتى الآن لم يستلموا أراضيهم فعلياً بل على الورق فقط.. والموضوع بحاجة لفصل قضائي بالبحث لهم عن أراض أخرى وتمكين من يدعي ملكيتها من حقهم إذا كان لديهم وثائق شرعية وقانونية.

ملاك يطالبون بحقهم في المبنى وأحزاب تستخدمه مقرات
ملاك يطالبون بحقهم في المبنى وأحزاب تستخدمه مقرات
مساهمات فاعلي الخير من أهالي حضرموت في تأسيس المشاريع الخدمية المرتبطة بحياة الناس كثيرة، وبذل الكثير من جيوبهم ملايين الريالات لتأسيس مدارس ووحدات صحية وتدار من قبل الحكومة، وهنالك نماذج من هذه التبرعات والمشاريع شاهدة، فخلال العشر سنوات الماضية وحتى هذا العام بنيت مدارس ثانوية بكامل تجهيزاتها وعلى نفقة المواطنين، من هذه المشاريع مدرسة ثانوية بتاربة على نفقة بن حم، ثانوية بنات شبام على نفقة محفوظ شماخ وإخوانه، ثانوية المصموم بدوعن على نفقة بامعروف، ثانوية الغرفة على نفقة باعباد وبلجون، وكل مدرسة من هذه المدارس تزيد كلفتها على خمسين مليون ريال يمني، وما ذكر من هذه المشاريع ما هو إلا غيض من فيض، فتحية لهؤلاء المحبين لمناطقهم وللعلم، وخيرهم هذا يعد صدقة جارية.

< من المؤسسات الصحية الخيرية أيضاً التي تقدم خدمات طبية برسوم رمزية تستحق الثناء والتقدير: مستوصف عيديد بتريم، مستشفى بابكر الخيري، مستشفى الهجرين، مستشفى بضة، وعدد من هذه المنشآت التابعة لجمعيات خيرية تقدم أنشطتها الصحية في مختلف مديريات الوادي والصحراء .. فمزيداً من هذه الخدمات العامة التكافلية.

< الاهتمام بالمعالم التاريخية التي تؤكد عظمة وعمق الحضارة في هذه المنطقة خطوة واعية من حيث ترميم وإعادة تأهيلها، واليوم بدأت خطوة مهمة بتوجيه من الأخ عبدالقادر هلال، محافظ حضرموت للاهتمام بقصر (الرناد) بمدينة تريم بعد أن ساءت وضعيته وأضحى قاب قوسين من الانهيار، فالقصر تاريخه يعود إلى ما قبل الإسلام واستخدمته الدول والدويلات منذ العصور القديمة وحتى اليوم، ولحمايته قام فريق هندسي خبير من الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية فرع شبام بإجراء الدراسات الميدانية على وضعيته ووضع مقترحات لكيفية المعالجة ويبقى الحفاظ أولياً بالترميمات، ولأنه في سلم أولويات الاخ المحافظ فالثقة كبيرة بأنه سيوجه بالبدء في ترميمه فعلياً.

ويجري العمل في معالم شبيهة به تاريخياً، إذ انتهت أعمال إعادة صيانة وترميم المراكز الحدودية بالحزم وقلعتين (كوتين) يجري العمل فيها في جبل شبام على نفقة ومشاركة الصندوق الاجتماعي للتنمية والمكتب الألماني للتنمية الحضرية بشبام.

متسولات في سيئون يُحطن بسياح أجانب
متسولات في سيئون يُحطن بسياح أجانب
وفي وادي حضرموت مئات من هذه الشواهد تحتاج إلى دراسة وضعها ثم التفكير في كيفية الحفاظ عليها، وخصوصاً تلك البارزة والتي تشاهد من على بعد، ومنها: قلعة الركية القريبة من حورة وسدبة، قلعة القارة، قلعة قريو، حصن المداشلة، حصن حذية بمديرية القطن وقلعة سعيدية بشبام.

< مع أن انقطاعات الكهرباء بدأت ولفترة بسيطة زمنياً، إلا أن المؤمل وصول المولد الرابع الذي تم التوقيع عليه حتى يساعد على إيقاف مشكلة الانقطاعات قبل أن تزداد ساعات الانقطاع، كما أن الصيف قادم وجو وادي حضرموت معروف ارتفاع درجاته الجهنمي.

< مرة أخرى فإن قضية التسول تتفاقم أعداداً وسلوكاً غير حضاري ومؤذياً، ففي سيئون أمس أقدمت مجاميع من المتسولات على متابعة سياح حيثما ساروا بوسط سوق سيئون، ولم ينفككن يضايقنهم حتى حصلن على مبالغ من هؤلاء السياح، وظن الأجانب أن النسوة المتسولات من سكان المنطقة.

مشكلة التسول تحتاج إلى وقفة جادة لإيقافها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى