أين صحوة الضمير يا مدير؟

> «الأيام» ميادة محمد الحامد / حضرموت

> كان المدير ظالما لم يدع حقاً إلا أكله ولم يدع صاحباً إلا آذاه، همه الوحيد مصلحته وزيادة دخله ومركزه، هكذا كان هو، وكل من يسأل عن المدير عندما يعرف اسمه يذهبون ولا يريدون الدخول عنده وذلك بسبب سمعته السيئة. كان أصدقاؤه مثله تماماً يفكرون مثلما يفكر ويخططون وهو ينفذ من دون تردد، ليس هذا فحسب بل يمدحون عمله وغيابه وانشغاله بمواعيد أخرى وأعمال أخرى ويمدحون ظلمه للموظفين والعاملين والداخلين والخارجين من مكتبه.

كان المدير يحتاج إلى صحوة ضمير ويحتاج إلى صوت يجلجل كيانه المتشدد وسلطته القوية، ولكن من هذا الصوت؟ أحد العاملين أهداه شريط قرآن ونصائح ولكن لم يسمعه فهو مشغول بأعمال أخرى. ما يحزنني فعلاً هو طيبته الزايدة وكرمه الكبير مع من لديهم واسطة ولديهم مصلحة معه، وقسوته وبخله مع من ليس لديهم سوى الله. وكلما رأيته على مكتبه جالساً بكل ثقة عمياء يصيبني الاشمئزاز، فوجوده كعدمه.

وذات يوم جئت كعادتي مبكرة ولم يكن في المكتب سوى المراسلة، جلست على مكتبه وأخذت أعطي الأوامر وأشير بيدي وأقول: اعطوا العاملين حقهم، أدخلوا الناس لا تمنعوا احداً ومن يخالف يعاقب، حتى رأتني المراسلة، فضحكت وضحكنا معاً، فقلت لها لو كنت مكانه لغيرت أشياء كثيرة سيئة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى