ألم الحنايا!

> «الأيام» فهد علي البرشاء /لودر - أبين

> ها هو قلمي المضطجع على أوراقي المبللة بالحزن والأسى قد بدأ يخط على سطورها الخرساء معاناة الأعماق المسلوبة.. الأعماق التي تنضح منها رائحة الأحشاء المحترقة، ها هو قلمي تنساب من مآقيه دموع القهر وتصدر من بين لفائف روحه صرخات الاستغاثة والانسحاق والفجيعة.

ها هو قلمي الذي حفرت على محياه الأخاديد عميقاً، وأنهكته السنون بفعل اضطراباتها وتناقضاتها حتى بدا خرفاً مسناً منهكاً من هول ما رأى، يناجي معبودته الخرساء بكل لغات البوح المسموح وكل لغات الصمت المكبوت، يناجيها في دجى الألم الخائف فتنساب كلمات أمضى من حد الحسام وأمر من كؤوس المر، يناجيها بهمس المحب الصادق وشغف العاشق المتيم وحزن المفارق المتألم، يناجيها بلغة لم تكن لغة قلم، أو محاكاة عقل إنما هي صيحات تنبعث من أعماق قلب خال أن ما يعتمل فيه استكان ووئد في الجوانح، بيد أنه لم يمت ولم تسدل الأيام ستار النسيان عليه.

و قلمي يسطر أحداث الأيام الخوالي وينكي بسطره هذا جروحاً غائرة بين ثناياها، مع هذا سيظل قلمي في نوحه المكتوم، وصرخاته المخنوقة بعبرات الألم يواسي الأعماق التي اكتوت بكل ألوان اللهب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى