رجال في ذاكرة التاريخ

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

>
من القائمين الاول السيد محمد وعوض محمد جعفر (عبدالحق) وعلي جاحص (وطس) وعبدالنبي مدرم وهاشم الشعبي (رويتر) ومن الجالسين من اليمين محمد سالم مدرم وجميل مشبق وحامد مدرم وسعيد عبدالله (محسن) وعبدالجبار فضل (باحينية).
من القائمين الاول السيد محمد وعوض محمد جعفر (عبدالحق) وعلي جاحص (وطس) وعبدالنبي مدرم وهاشم الشعبي (رويتر) ومن الجالسين من اليمين محمد سالم مدرم وجميل مشبق وحامد مدرم وسعيد عبدالله (محسن) وعبدالجبار فضل (باحينية).
1- عوض محمد جعفر: أحد الفرسان الذين أنجبتهم (الوهط) .. الميلاد والنشاة .. الشهيد عوض محمد جعفر (عبدالحق) من مواليد عام 1935م في فيحاء (الوهط) بسلطنة لحج، وتميز أهل الوهط وفي مقدمتهم السادة آل السقاف ببيئة جمعت بين العلوم الدينية والعلوم الدنيوية وتمكن أبناؤها من أخذ حصتهم في كل مجالات العلم والمعرفة والإبداع ونجد فيهم الفنان والطبيب والمؤرخ والفقيه والمهندس والتربوي والاكاديمي والعسكري والاديب والشاعر والصحفي والإداري والمحاسب ولا تجدهم إلا فرساناً في مجالاتهم وللقاعدة استثناء.

تلقى عوض محمد جعفر تعليمه الاولي في الوهط واكتفى بذلك القدر من التحصيل فقد أملت عليه ظروفه الاسرية الخروج الى ميدان العمل طمعاً في الحصول على وظيفة فشد الرحال إلى مدينة الشيخ عثمان.

قرار الارتباط بناصر عمر فرتوت
التقى عوض محمد جعفر بالشخصية الوطنية والاجتماعية المعروفة ناصر عمر فرتوت في مدينة الشيخ عثمان وتفهم فرتوت حاجة عوض لفرصة عمل فاستوعبه للعمل محاسباً في محطة الوقود، التي كان يملكها مع شركاء آخرين بمنطقة دارسعد، التابعة لسلطنة لحج.

برز ناصر عمر فرتوت في المحطة الثانية من حياة عوض محمد جعفر، الذي ربطته علاقة وثيقة بفرتوت والتي كانت عاملاً مساعداً في انضمام عوض الى حركة القوميين العرب وتيسر له الاقتراب من الرموز القيادية للحركة وأقام علاقة متميزة مع المناضلين الوطنيين علي أحمد ناصر السلامي وسيف احمد ضالعي.

عوض محمد جعفر من طلائع مناضلي الجبهة القومية
فور قيام ثورة 14 أكتوبر 1963م، كان عوض محمد جعفر من أوائل الملتحقين بصفوف تنظيم الجبهة القومية مع رفاقه فارس سالم ويوسف علي بن علي وفضل عبدالله عوض والحاج صالح باقيس وعلي جاحص ومحمد سعيد عبدالله (محسن) وعبدالله احمد حسن (عبدالسلام) وآخرين.

كشفت المخابرات البريطانية بعض خلايا الجبهة القومية، وكان عبدالفتاح اسماعيل أحدهم وكان مسوؤلاً عن القطاع العسكري في جبهة عدن وتعرض مع آخرين لملاحقات السلطات الامنية وتم تكليف عوض محمد جعفر بتأمين تنقلاته وتنقلات المناضلين الملاحقين الآخرين.

عوض محمد جعفر رجل المهام الصعبة
نشط عوض محمد جعفر في صفوف الجبهة القومية على نحو جعله محل تقدير رفاقه في القطاعين السياسي والفدائي، وحظي بثقة القيادة بأن يترأس مجموعة من الرفاق أسندت لها مهمة نقل السلاح والذخيرة والقنابل والمتفجرات التي كانت تصل الى منطقة الصبيحة ويقومون بخزنها في منطقة دارسعد وتوزيعها بعد ذلك بحسب أوامر القيادة.

من ضمن الادوار الفاعلة لعوض محمد جعفر قيامه بتدريب العناصر التي التحقت بالقطاع الفدائي للجبهة القومية على استخدام الأسلحة والمتفجرات، الى جانب تحمله مسؤولية العمل في دارسعد والشيخ عثمان، كما شارك مع رفاق آخرين في تحمل المسؤولية في جبهة عدن بعد استشهاد عبدالنبي مدرم، القائد العسكري والفدائي، حيث شارك في العديد من العمليات العسكرية والفدائية منها ضرب الطائرات العسكرية البريطانية الرابضة في مطار خورمكسر.

عوض محمد جعفر مع القائد المناضل فيصل عبداللطيف
تحمل عوض محمد جعفر شرف المهمة التي أسندت إليه ضمن مجموعة من المناضلين كلفت بإسقاط إمارة الحواشب، وقد تولى المناضل الوطني الكبير فيصل عبداللطيف الشعبي قيادة تلك المجموعة التي ضمت كلا من: محمد احمد البيشي ومنصور علي مثنى ومحسن صالح حتيس وعبدالله علي وآخرين وتمكن مقاتلو الجبهة القومية من اسقاط الامارة إلا أن كتيبة تابعة للجيش النظامي المرابطة في منطقة الحواشب وكانت موالية لجبهة التحرير تدخلت واعتفلت المناضلين المذكورين وسلمتهم للقيادة المصرية بتعز.

تم ترحيل المناضلين فيصل عبداللطيف ومحمد أحمد البيشي إلى القاهرة وأودع 1986م.

أولاد عوض محمد جعفر يديرون ظهورهم لأحد الاوسمة
حصل عوض محمد جعفر على وسامين: وسام ثورة 14 اكتوبر ووسام الإخلاص من الدرجة الاولى وبعد سنوات من استشهاده حصل على وسام 30 نوفمبر من الدرجة الثانية إلا أن اولاده رفضوا تسلم الوسام، لأن آخرين حصلوا على نفس الوسام ولكن من الدرجة الاولى فاختلط الحابل بالنابل، من يستحق ومن لا يستحق.

خلف عوض محمد جعفر (7) أولاد، الذكور منهم (4) هم: 1- طالب، 2- عبدالله ، 3- ماهر ، 4- محمد.

2- عبدالله علي العقربي: مشوار كفاحي انتهى بجلطة دماغ وشلل نصفي .. الميلاد والنشأة .. من مواليد عام 1939م في قرية بني غازي، تربة ذبحان، لواء تعز. نشأ في أسرة فقيرة وفرت بالكاد لقمة عيشها من الدخل المتواضع لرب الاسرة الذي كان عاملاً بسيطاً في الشحن والتفريغ بميناء عدن.

التحق بكُتاب (معلامة) القرية وهو في الثامنة، حيث حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، إلا أنه كابد ظروفاً معيشية قاسية في القرية على الرغم من قيامه مع إخوانه برعي الماشية، فاستغل إحدى زيارات والده للقرية فاقترح على والده بمرافقته الى عدن في رحلة العودة عسى أن تنفرج ضائقة الاسرة.

إلى عدن والبداية الشاقة
غادر عبداله علي سعيد قريته (بني غازي) في طريقه الى عدن برفقه والده وكان في ربيعه العاشر، وحتى لا يصبح عبئاً على والده، اقام عند احد أقارب والده لمدة ثلاث سنوات عمل خلالها عند اسرة أخرى، وطرأ تحسن نسبي على ظروف معيشته عندما عمل مستخدماً لدى أحد البريطانيين حيث عمل بعقد عمل حددت فيه شروط الخدمة.

ثمرات العمل في جيش الليوي
ابتسم الحظ لعبدالله علي سعيد عندما التحق بجيش محمية عدن (الذي اشتهر باسم الليوي) في الفاتح من ابريل 1954م فكانت بداية استقراره الذهني والنفسي وتمكن من مواصلة دراسته المسائية التي يسرت له مبادئ القراءة والكتابة والحساب وتواصل بجهده الخاص مع التطوير الذاتي حتى العام 1959م.

تمكن عبدالله علي سعيد في إجازته السنوية عام 1956م من المساهمة مع إخوانه في بناء منزل متواضع في القرية وتمكن في إجازة عام 1957م من إكمال نصف دينه واضطرته ظروف خاصة إلى نقل زوجته من القرية إلى عدن حيث أقام مع زوجته وأطفاله الثلاثة في منزل صغير مع خاله، وانتقل بعد ذلك الى منزل مستقل في «معسكر ليك» (عبدالقوي حالياً).

أداء القسم أمام علي حسين قاضي
بادر عبدالله علي سعيد مع رفيقه عبدالقوي عبدالله بتشكيل الخلايا السرية التي أسندت لها مهمة جمع المعلومات والبيانات والتحركات في صفوف جيش الجنوب العربي وتسلم الحصيلة الى المؤتمر العمالي بواسطة سعيد حسن، بتكليف من رئيس المؤتمر العمالي، المناضل الوطني والنقابي الكبير علي حسين القاضي، الذي اقسم بين يديه عبدالله علي سعيد بوضع يده على المصحف والمسدس واستمر عبدالله علي ورفيقه عبدالقوي في أداء تلك المهمة حتى عام 1963م.

في التنظيم السري للجيش بإشراف نورالدين قاسم وآخرين
ورد في كتاب تأبين الفقيد بأن الفقيد عبدالله علي سعيد كان على صلة مستمرة مع قيادة المناطق للجبهة القومية لتلقي المعلومات والأخبار لتضمينها في النشرة الجديدة الخاصة بتنظيم الجبهة القومية داخل القوات المسلحة، وسميت النشرة في البداية «الشهيد» ثم جاءت نشرة «الجندي» امتداداً لها خلال الفترة 1965/1966م وكان الفقيد عبدالله علي سعيد رئيس تحريرها.

تداول الإشراف على التنظيم السري داخل الجيش عدد من رموز الجبهة القومية المعروفين منهم نورالدين قاسم وعلي عبدالعليم وعبدالله الخامري وفضل محسن عبدالله وغيرهم، وكان الفقيد عبدالله يتولى نقل رفاقه إلى مواقع الاجتماعات بواسطة دراجته النارية في البداية وحلت محلها بعد ذلك سيارته من طراز فيات، وكان منزله الكائن في معسكر ليك والمكون من غرفة وحمام يستخدم مخزناً للسلاح، بل وكان يقوم بتنظيمها وتجهيز العبوات الناسفة (تي.إن.تي).

اتحاد الجنوب العربي ومكرمة الشيخ محمود العقربي
في نهاية العام 1966م ترقى الفقيد عبدالله إلى رتبة مساعد أول دون الاستحقاق بحكم الاقدمية التي تقتضي ترقيته الى رتبة ضابط، وفوجئ بعد تقديمه التماسا باستحقاقه المنصوص عليه في القانون، اكتشف أنه ليس من مواطني الدولة الاتحادية، وسيتيسر للباحث في مجلدات الجريدة الرسمية قبل انضمامها الى اتحاد الجنوب العربي التوصل الى أن العديد من المواطنين الشماليين آنذاك تقدموا إلى والي عدن (المندوب السامي لاحقاً) بطلب الجنسية العدنية ونشرت طلباتهم في الجريدة الرسمية وطلب من مواطني عدن (في نفس الاعلان) تقديم مبرراتهم بعدم استحقاق مقدمي الطلبات للجنسية إن وجدت ثمة أسباب لذلك.

قام الفقيد عبدالله علي سعيد مع عدد من زملائه بزيارة الشيخ محمود محمد فضل العقربي، شيخ العقارب، طالبين منه شهادة وضمانة تثبت أنه من مواليد بئر احمد (أي عقربي) وعرف الفقيد بعد ذلك باسم العقربي.

وبتلك الشهادة منح الفقيد رتبة «ملازم ثاني» وانتقل بحسب الشواغر من الجناح الثقافي الى المستودع العام وبعدها إلى قيادة المنطقة الغربية «العند» والذي سمي لاحقاً «اللواء 14» (كتاب التأبين - ص 16).

مشوار الفقيد في الخدمة العسكرية
تحمل الفقيد عبدالله علي سعيد مهام قيادة الشرطة العسكرية عام 1969م وفي العام 1971م غادر عدن الى موسكو والتحق بأكاديمية لينين للعلوم العسكرية والسياسية وتخرج فيها بدرجة الماجستير للعلوم العسكرية والاجتماعية عام 1975م وعُين بعد عودته من موسكو نائباً لقائد الكلية العسكرية للشؤون السياسية وعُين في العام 1977م رئيساً لتحرير مجلة «الجندي» ومديراً للمطابع التابعة لها.

مشوار الفقيد في الخدمة المدنية
بناء على طلبه، أحيل الفقيد عبدالله علي سعيد الى الخدمة المدنية حيث عمل مشرفاً للعلاقات العامة بوزارة المواصلات اعتباراً من اكتوبر 1978م، حيث تحمل مسؤولية المدير الفني بالشركة اليمنية للنقل البري ثم رئيساً لمجلس ادارة الشركة اليمنية للنقل البري (بين شطري اليمن).

بناء على رغبته في تطوير مداركه السياسية والثقافية التحق الفقيد عبدالله علي سعيد بمدرسة العلوم الاجتماعية في نوفمبر 1980م وعمل خلال تلك الفترة ضابطاً ادارياً في نفس المدرسة.

الفقيد ومهام إضافية
كان الفقيد عبدالله علي سعيد أحد أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة عن الجانب الجنوبي في دورتها السابعة بصنعاء في العام 1976، كما كان عضواً في لجنة فرز المناضلين في قطاع القوات المسلحة وكان عضواً في المجلس الوطني لمناضلي الثورة اليمنية وأسر الشهداء.

جهود درهم ومحسن ومكرمة وزارة الدفاع الأردنية
عقد الفقيد عبدالله علي سعيد النية على السفر مع أم اولاده الى بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج إلا أن مشيئة ربه قضت يوم 4 فبراير 2004م بابتلائه بجلطة دماغية وشلل نصفي في الجانب الايسر من جسمه، الذي قاوم الداء لمدة عام واحد ولم يطرق خلاله باب أحد، والشكوى لغير الله مذلة، حتى قيض الله له من اصدقائه الاوفياء وفي مقدمتهم الأخ محمد سعيد عبدالله حاجب (محسن) والاخ درهم عبده نعمان، حيث بذلا جهداً كبيراً لنقله الى المملكة الاردنية الهاشمية لتلقي العلاج على نفقة وزارة الدفاع الاردنية خلال الفترة 28 يناير - 12 فبراير 2005م وكان المرض قد تمكن منه وكانت حالته حرجة، فعاد إلى ارض الوطن لتلقي العلاج الطبيعي حتى فاضت روحه الطاهرة في الثامنة من مساء السبت الموافق 30 أبريل 2005م عن عمر ناهز 66 عاماً.

الفقيد والتكريم
الفقيد عبدالله علي سعيد (العقربي) حاصل على ميدالية حرب التحرير ووسام الاخلاص الذي منحه إياه رئيس هيئة رئاسة مجلس الشعب الاعلى المناضل الوطني الكبير علي ناصر محمد ووسام الاستقلال (30 نوفمبر) الذي منحه إياه رئيس هيئة رئاسة مجلس الشعب الاعلى المناضل الوطني البارز المهندس حيدر ابوبكر العطاس في 19 مايو 1990م. الفقيد عبدالله علي سعيد متزوج ولديه سبعة من البنين والبنات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى