مبارك ميلاد المبارك

> عفاف سالم يحيى محمد:

>
مبارك حسن الخليفة
مبارك حسن الخليفة
أطفأ الدكتور مبارك حسن الخليفة الشمعة الخامسة والسبعين من عمره المديد بمشيئة الله تعالى في أجواء فرائحية. وبهذه المناسبة السعيدة التي غمرت عائلته وذويه وكل من عرفه وتعامل معه من أساتذة وطلاب وباحثين وأصدقاء ومحبين تكون الفرصة قد سنحت لي للتعبير عن جزيل شكرنا وعظيم امتنانا لهذه القامة العلمية التي كانت وستظل دوماً وأبداً المثال والقدوة في الإخلاص والوفاء والصبر والعطاء، هذه الشخصية التي قدمت الكثير ومع ذلك لم تحظ إلا بالقليل من الرعاية والاهتمام مع أنه قد أمضى في موطنه الثاني اليمن زمناً تجاوز ربع قرن من الزمان حتى أنه عرف بين تلاميذه ورفاقه بالشخصية السومانية اشتقاقاً وقد اتصف بتفانيه وإخلاصه وعمله الدؤوب لإضاءة الشموع التي تنير الدروب فضلاً عن كونه يعد مرجعاً ثراً ومورداً عذباً يروي عطش الصادي ولا يرده خائباً متى ارتاده مكرساً وقته وجهده متناسياً مشاكله الخاصة مع أن في دواخله براكين من الحمم الملتهبة آثر أن يدسها في أعماقه تماماً كالبحر الذي يبدو للناظر في غاية الدعة مع أن في أعماقه هموماً تتزاحم وأمواجاً تتلاطم، ربما كانت ناتجة عن اغترابه عن موطنه الأصلي أو ربما كانت نابعة عن ما يقاسيه من آلام لمرض زوجته فضلاً عن اغتراب أولاده عنه أو لعلها قضية وطنه والفتن التي تلاحقه.. وربما وربما.

إذن همومه ومعاناته وما يقاسيه في غربته أمور تدفعنا لاستكشاف عوالمه الداخلية وستكشف لنا أسراراً عديدة وستفتح الباب على مصراعيه للدارسين والنقاد حتى يتم تسليط الأضواء عليها وكم أتمنى في قرارة نفسي أن تحظى هذه الشخصية بما تستحق من اهتمام النقاد والباحثين من خلال دراسة شافية أو عدة دراسات تسلط عليها الأضواء عن كثب بحيث تمتلك الجرأة في الاقتراب منها والخوض في عباب هذا المحيط الذي يكتنفه السكون ويغلفه الصمت ويرسم البسمة على محياه مع أن في النفس شجوناً.

ومن هنا فإن من حقه علينا نحن أبناء السعيدة أن ننصفه ونقدره ونكرمه بعد هذه المسيرة الطويلة من البذل والعطاء من دون كلل أو ملل متمنين له دوام الصحة والطمأنينة في موطنه الثاني، فألف تحية لهذه القامة السومانية المباركة بعلمها وخلقها وتواضعها، هذه القامة التي وهبت لليمن ربيعها بلا أدنى تردد وبنفس راضية قد احتفلت بميلادها الذي صادف يوم الجمعة 3/3/2006م وفيه جددت عهد الوفاء والولاء والعطاء لبلد الحكمة والإيمان فمبارك عيدك السوماني مبارك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى