خطر الحرب الاهلية يخيم على انتخابات تشاد

> نجامينا «الأيام» رويترز :

>
الرئيس التشادي ادريس ديبي
الرئيس التشادي ادريس ديبي
يقود الرئيس التشادي ادريس ديبي بلاده بعد غد الاربعاء الى انتخابات من جانب واحد ستجعله يحتفظ بالسلطة لمدة خمس سنوات اخرى لكنها قد تؤدي الى اندلاع حرب اهلية في تلك الدولة الافريقية.

وديبي قائد سابق للجيش استولى على السلطة في ثورة عام 1990 وهو يقدم نفسه على انه الضامن للوحدة والاستقرار في المستعمرة الفرنسية السابقة التي تعادل مساحة فرنسا مرتين وتعاني من العداء العرقي والصراعات منذ استقلالها في عام 1960.

ويصور ديبي حكومته التي تتلقى مساعدات واستثمارات من فرنسا والولايات المتحدة وتايوان على انها حاجز وقائي ضد امتداد الاصولية العربية الى الدول الافريقية الواقعة جنوب الصحراء وهو تهديد يقول انه متمثل في دولة السودان المجاورة التي تعد الصين الداعم الرئيسي لها.

وقام حزب حركة الخلاص الوطني الحاكم بزعامة ديبي بتعليق ملصقات انتخابية الى جانب اعلام الحزب الزرقاء والصفراء في سائر انحاء العاصمة نجامينا وكتب على احد الملصقات "ادريس ديبي..مهندس السلام والديمقراطية."

ويقول المتمردون الذين يقاتلون للاطاحة بنظام ديبي انهم سيحاولون تعطيل الانتخابات التي ستجرى في الثالث من مايو ايار. وكانوا قد انطلقوا من شرق البلاد في شاحنات صغيرة لشن هجمات على العاصمة نجامينا في وقت سابق من هذا الشهر واعلنوا عن خطة لتنسيق المزيد من الهجمات.

وقال تيمان ارديمي الذي تربطه صلة قرابة بديبي ويقود جماعة متمردة شكلت حديثا تعرف باسم تجمع القوى الديمقراطية "سنبذل كل ما في وسعنا لمنع هذه الانتخابات."

والامر الذي يخيم بظلاله ايضا على ثالث انتخابات رئاسية تشهدها تشاد خلال عقد من الزمان هو مقاطعة احزاب المعارضة الرئيسية التي تصف الانتخابات بانها مسرحية هزلية الهدف منها ابقاء ديبي في السلطة.

ومن بين المنافسين الاربعة لديبي في الانتخابات اثنان من اعضاء حكومته والاخران من احزاب متحالفة. وهذا الامر كما يقول المنتقدون يجعل من انتخابات بعد غد الاربعاء نتيجة محسومة سلفا.

ويخشى محللون ان يؤدي رفض ديبي دعوات تطالب بتأجيل الانتخابات والتفاوض مع المتمردين الى الزج بخامس اكبر دولة افريقية من حيث المساحة والبالغ عدد سكانها اكثر من عشرة ملايين نسمة في صراع اخر يتسبب في اضعاف اخر للبلاد.

وقال سليمان بالدو مدير برنامج افريقيا في مجموعة الازمات الدولية وهي مؤسسة بحثية مقرها بروكسل "الانتخابات ستكون البداية وليس النهاية لمشكلات تشاد."

واضاف "اذا جرت (الانتخابات) فقد تقود تشاد الى حرب اهلية."

ويقول مراقبون انه اذا تدهور الوضع في تشاد فسيؤدي هذا فحسب الى تفاقم صراع عرقي وسياسي مواز في منطقة دارفور المجاورة بغرب السودان وهو الصراع الذي ادى الى تدفق جماعات مسلحة متمردة والاف اللاجئين الى شرق تشاد المهجور.

وحذر ديبي من انه اذا لم تسارع الامم المتحدة في وضع خطط لتأمين دارفور فان بلاده ربما لن تتمكن بعد ذلك من توفير المآوى الآمن لما يقرب من 300 الف لاجيء سوداني.

وقال بالدو "اذا انفجر الوضع داخليا في تشاد او اندلعت حرب اهلية فلن يمكن التوصل الى حل دائم لمشكلة دارفور."

وتعرضت قوة ديبي السياسية للضعف بسبب مخاوف من حدوث انقلابات وفرار عدد من كبار اعضاء حكومته وضباط الجيش خلال الاشهر الماضية ومنهم اعضاء من قبيلته زغاوة التي يقول معارضوه انه يحابيهم على حساب الامة.

وفي تكثيف للضغط على ديبي قالت الجبهة المتحدة للتغيير الديمقراطي التي نفذ مقاتلوها هجوم 13 ابريل نيسان على نجامينا في مطلع الاسبوع انهم سيقومون بتنسيق عمليات عسكرية مع الجماعة المتمردة التي يتزعمها ارديمي.

وقال ارديمي الذي كان يتحدث من خلال هاتف يعمل بالقمر الصناعي ان قوام القوات المشتركة للمتمردين يبلغ اكثر من 12 الف شخص وقال انهم ينتشرون في الوقت الراهن حول جيريدا وأدري في الشرق,ويعم احساس بعدم الامان حتى بالقرب من العاصمة نجامينا.

وفي لينيا التي تبعد 30 كيلومترا الى الشرق شاهد مراسلو رويترز عربات عسكرية محملة بقوات حكومية وتتجه مسرعة نحو الشرق. ورفضت هذه القوات الرد على اي تساؤلات للمراسلين.

ويصف ديبي المتمردين بانهم "خونة ومرتزقون ومغامرون" يدعمهم ويسلحهم السودان وهو اتهام تنفيه حكومة الخرطوم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى