حكومة بلير تتبنى موقفا دفاعيا قبل الانتخابات المحلية

> لندن «الأيام» روبن ميلارد :

>
رئيس الوزراء البريطاني توني بلير
رئيس الوزراء البريطاني توني بلير
تبنت حكومة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس الأربعاء موقفا دفاعيا لمحاولة الحد من الاثار السلبية للفضائح التي لحقت بها وذلك في اخر يوم من الحملة الانتخابية للمجالس البلدية في بريطانيا والتي يتوقع ان تتكبد فيها الحكومة خسائر جسيمة.

وتعتبر الانتخابات، التي تجري اليوم، لاختيار مرشحين لاكثر من اربعة الاف مقعد في السلطة المحلية في انكلترا اختبارا حقيقيا لهذه الحكومة التي يرى البريطانيون انها غارقة في الفضائح وتعاني من العجز بعد تسع سنوات من السلطة، حسب ما اظهرت استطلاعات الرأي.

وفي حالة عدم حصول الحكومة على عدد كاف من المقاعد، ستتصاعد الضغوط على بلير لكي يحدد موعد تنحيه عن السلطة وهو ما وعد بالقيام به قبل انتهاء فترة ولايته الثالثة.

وتصدى جون ريد وزير الدفاع للدفاع عن وزير الداخلية تشارلز كلارك الذي يواجه العديد من الدعوات بالاستقالة بسبب قراره اطلاق سراح مئات الاجانب من السجون والسماح لهم بالعودة الى المجتمع البريطاني بدلا من ترحيلهم، وارتكاب خمسة منهم على الاقل جرائم بعد الافراج عنهم.

ومن المقرر ان يدلي كلارك بتصريح أمس الأربعاء امام اعضاء البرلمان لاطلاعهم على وضع السجناء الذين كان من المفترض ان يجري النظر في طردهم من البلاد بعد انتهاء مدة الحكم عليهم ولكن تم اطلاقهم في المجتمع البريطاني بدلا من ذلك.

وقال ريد "النقطة هي التالي: في ما يتعلق بهذه المسالة بالتحديد، هل تم ارتكاب خطأ؟ الجواب: نعم. هل حاولت الحكومة التغطية على هذه المسالة والتظاهر بانها لم تحدث: لا".

واضاف "هل تحمل تشارلز المسؤولية؟ نعم. هل يجب عليه تصحيح الامر؟ نعم. هل هناك قلق بان موقفنا من الترحيل ليس قويا بما يكفي؟ نعم. هل من المرجح ان يقوم (كلارك) بتغيير ذلك وتعزيزه اليوم؟ نعم".

ويرجح ان يقترح وزير الداخلية تشديد قوانين الترحيل لضمان ترحيل اي اجنبي يدان باي تهمة تؤدي الى سجنه.

وذكرت الصحف ان صوماليا مطلوبا بتهمة قتل شرطية بريطانية في تشرين الثاني/نوفمبر كان من المفترض ان يرحل بعد ان قضى فترة سجن سابقة، الا انه سمح له بالبقاء في بريطانيا بعد ان قرر مسؤولون ان عودته الى بلاده تشكل خطرا على حياته.

وقد احدث مقتل عنصر في الشرطة صدمة في بريطانيا التي يندر ان يقتل فيها رجال الشرطة حيث انهم لا يحملون اسلحة. وزاد من الصدمة ان عنصر الشرطة امرأة.

وانضم زوج زميلة الشرطية القتيلة، والتي اصيبت هي ايضا بجروح في الحادث، الى الدعوات باستقالة كلارك.

وقال كريستوفر ميلبيرن لصحيفة "يوركشاير بوست" المحلية "اعتقد ان على تشارلز كلارك الاستقالة. لا يمكن الدفاع عن موقفه".

وذكرت صحيفة "صن" اكثر الصحف مبيعا في بريطانيا، ان اخفاق الحكومة في ترحيل "الاشخاص غير المرغوب فيهم والخطرين" مثل الصومالي مصطفى جاما، يزداد يوما بعد يوم، داعية كلارك الى الاستقالة.

وبالاضافة الى مسالة ترحيل السجناء المدانين، فقد اضافت الفضيحة الجنسية لنائب رئيس الوزراء جون بريسكوت والاستقبال بهتافات الاستهجان لوزيرة الصحة باتريشيا هيويت في مؤتمر للممرضات، الى مخاوف بلير بانخفاض التاييد له في صناديق الاقتراع.

الا ان بلير قال أمس الأول الثلاثاء ان تسعة ايام من عناوين الصحف السلبية تجاهه يجب ان لا تلقي بظلالها على تسع سنوات من حكمه.

غير ان صحيفة التايمز المحافظة دعت بلير الى انقاذ تاريخه السياسي.

وقالت "بلير محاط بوزراء فقدوا المصداقية وامامه تحدي المعارضة الاخذة في تجديد نفسها"، مضيفة انه "لم يعد امامه خيار سوى القيام بالتغييرات السريعة التي يفكر في القيام بها بعد الانتخابات ثم التركيز بشكل متواصل على اربعة مجالات رئيسية في السياسة".

ويرجح ان يخلف وزير المالية غوردون براون رئيس الوزراء بلير في منصبه,ويتوقع ان يضمن بريسكوت (67 عاما) انتقالا سلسا للسلطة الى براون.

غير ان الكشف عن العلاقة الغرامية التي اقامها بريسكوت، الذي يعتبر من اكثر اعضاء حزب العمال نفوذا، قد تهدد باقالته من منصبه اثناء عملية اعادة الترتيب الحكومي المتوقع بعد الانتخابات.

ويجري التنافس في الانتخابات التي ستجري اليوم الخميس على 4360 مقعدا من اصل 19500 مقعد في المجالس البلدية. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى