حوار الطرشان!

> عبدالرحمن خبارة:

>
عبدالرحمن خبارة
عبدالرحمن خبارة
عندما تكون العقلانية والعصرنة وسيادة الثقافة العميقة.. يكون لأي حوار جدواه مهما طال الزمن.. ففي جنوب أفريقيا بعد حكم الأغلبية السوداء دام الحوار بين السلطة الجديدة والمعارضة.. كل المعارضة ست سنوات. حتى اتفق الجميع حول حاضر ومستقبل البلاد.

< وفي لبنان يمر الشهر الثالث للحوار وفي العراق شهرنا الحالي هو الرابع من الحوار الجدي والمسئول لبناء وحدة وطنية حقة، وحكومة تضم كل الشرائح والطوائف والأعراق!

< أما حوارنا فإنه يشبه حوار (الطرشان) فجلسة (قات) واحدة سرعان ما يتبادل الكل الصراخ (الطماشي) وتبادل الاتهامات وتتم القطيعة وسبب ذلك غياب لغة الحوار.. بل إن الحوار يتم بدون تحضير ولا (أجندا) واللوم يقع على الكل.. فلا السلطة ولا المعارضة يقبلان الحوار مع كل المعارضة.. فالمعارضة ليست هي (أحزاب المشترك) فقط بل هناك معارضة أخرى في الداخل والخارج وبدون أن يتم الاتفاق على المشاركة في أي حوار قادم مع السلطة لكل أحزاب المعارضة، فالنتيجة لا يمكن أن تكون متسمة بالجدية.. ولن تنتهي لبناء وحدة وطنية حقة!!

< ما أحوجنا إلى الإعداد الجدي لوضع مشاريع تفصيلية لمجمل حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية.. إن البرامج العامة لا تسمن ولا تغني من جوع.. من هنا يكون الحوار جادا وتفصيليا، هكذا تم في أكثر بلدان العالم.. أما برامجنا العامة أو العمومية فلن تقود إلا إلى السراب!

< فجنوب أفريقيا تأتي فيها البرامج التفصيلية بما هو سياسي وبما هو اقتصادي (صناعي ..زراعي) ولكل ما هو اجتماعي.. وتمتد حتى كيفية حكم البلديات.. وفرضت السلطة هناك والمعارضة المشاركة الشعبية للناس في النقاش من خلال أجهزة الإعلام وأصبح واضحاً لكل الناس ماذا يعني حاضر ومستقبل البلاد.

< السلطة والمعارضة في بلادنا تجتمعان في الشمولية، فالكل يحرص على الصفقات (السرية) بعيداً عن الشعب وقواه الحية، من هنا يبدأ الخلاف في اليوم التالي حول أي اتفاق ونبقى ندور في حلقة مفرغة!!

< تعالوا جميعاً إلى كلمة سواء.. تعالوا نعد حواراً جاداً فأزماتنا تتفاقم وأوضاعنا تتردى وأمور الناس في (حيص بيص)!!

< فهل نعلم ذلك؟؟ إنه السؤال الصعب!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى