مساكين أنتم يا أهل العريش!

> «الأيام» شكاوى المواطنين:

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
من أوراق أرشيف عدن أن سكان العريش بخورمكسر كانوا السكان المقيمين على الأرض التي أنشئ فيها مطار عدن الدولي وتم إجلاء السكان إلى الموقع الحالي، وتعاقبت الأجيال في تلك المنطقة، فهناك أجداد وأحفاد وفي صلب الحديث عن التخطيط الحضري والتنمية المحلية أن السكان المحليين هم المستهدفون وحدهم دون غيرهم من مشاريع التنمية الاجتماعية (الروضة والمدرسة والمستوصف والحديقة والملعب)، إلا أن الواقع المعاش يقدم الدليل تلو الدليل أن ذلك ضرب من ضروب التنظير ليس إلا، وهاكم الدليل:

1- الأعسم و«الأيام» والعريش
أثار الزميل عادل الأعسم، قضية من قضايا الرأي العام عبر «الأيام» في عددها الصادر يوم الأربعاء الموافق 8 أكتوبر 2003م، ورد فيها: «أن (مصلحة الوطن) التي تقتضي هدم منزل المواطن (العبادي) تخفي بين أعطافها كثيراً من المغالطات والتجاوزات، فهذا المنزل هو جزء فقط من قضية أكبر عنوانها التلاعب بأراضي الساحل الممتد قبالة منطقة العريش، يقف وراءها أشخاص وجهات نافذة تحمل بيرق (المصلحة العامة) لخدمة وتحقيق (مصالحها الخاصة)».

2- تعويض سكان العشش في المشمش
يمضي الزميل الأعسم في موضوعه - وهو ابن العريش - بتسليط الضوء على قطاع مغبون وهم سكان العشش، السكان الأصليون منذ أكثر من سبعين عاماً، وهي حقيقة يعرفها كل سكان عدن، والمحزن أن يقوم بتزييف تلك الحقيقة أشخاص لم يعرفوا عدن إلا بعد 7/7، والكارثة الكبرى أن الذين استفادوا من التعويض مدنيون وعسكريون لا تربطهم بالعريش إلا آفة السمسرة ولعنة الإثراء من وراء الأرض، باعتبارها أحد مصادر الأموال السوداء.

3- ملعب الشباب في خبر كان
أشار الزميل الأعسم إلى قيام السلطة المحلية عام 1997م بصرف ملعب ومصلى العريش لأحد الوافدين، وألزمته بالمقابل باستصلاح ملعب بديل للشباب، وتنطوي السنون ليتم التصرف بالملعب البديل للشخص نفسه، أي «أن كليهما فساء وعزالدين أظرط من أخيه».

هكذا يفهم الأشاوس التخطيط الحضري والتنمية الاجتماعية، والأمر الذي يستغرب له المرء صمت السلطات من مبنى مرتفع قبالة مطار عدن الدولي، ولا ندري إن كان ذلك بفعل ضمير منفصل أو متصل أم مستتر؟

4- العبادي والملف الغريب
جاءني الأخ أحمد عمر العبادي، وبمعيته عدد من أصحابه وقدموا لي ملفات مزقها الإرهاق وانقطاع الأنفاس وتصاعد الإحباط، ومن خلال الملفات اطلعت على أسماء من هدمت محلاتهم المصروفة منذ الستينات (منها محلات للبنشر أو مقاهٍ) للمصلحة العامة التي اقتضت توسيع الطريق وهي كلمة حق أريد بها باطل.

الأوراق تتناقض مع نفسها وتنسف بعضها، حيناً يختصر عدد الأسماء وحيناً يتسع، والمتابعات تحولت إلى مطاردات والمساحات تتفاوت بين حين وآخر.

حتى لا أطيل الكلام تقرر تعويض عبدالرحمن الجابري ومحمد يسلم الهاملة وعبدالله سالم طعموس وعبدالله مهدي باقطمي وعبدالله حاجب وناصر حسين الشكلية وأحمد عمر العبادي، منح الأخير تعويضاً للمسكن الخاص به الذي تم هدمه للمصلحة العامة إياها وكل ما هو مطلوب منحهم ترخيص البناء.

مساكين أنتم يا أهل العريش!

نجيب محمد يابلي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى