لحظة تـأمل

> «الأيام» سمر عصمت خليل /عدن

>
سمر عصمت خليل
سمر عصمت خليل
في حياتي مرت علي أحيان كثيرة مليئة بالمواقف الصعبة ورأيت كل شيء من حولي مظلما وباردا، ورأيت الأزهار بلا ألوان. ولم أسمع تغريد الطيور ولم أستطع حتى النظر إلى القمر ولا إلى السماء.

لم أسمع سوى صوت أنين يأتي من بعيد.. انتظرت حتى مللت.. وتعبت .. لم يعد بإمكاني الصمود.. فشعرت بوحدة تقتلني وشعرت وكأني محطمة فاقدة القدرة على التفكير.. وكلما فكرت بالمستقبل رأيته بعيداً.. بعيداً، تمنيت الهروب إلى عالم آخر.. إلى جزيرة بعيدة، أشجارها عالية.. وسماؤها صافية وهواؤها نقي.. جزيرة مليئة بالأزهار العطرة والطيور النادرة.. والفراشات والعصافير الملونة وقلوب صافية خالية من الغش والكذب والنفاق والأنانية.

وفجأة وجدت أمامي ضوءا خافتا ودافئا يتسلل إلى قلبي، واتضح لي أنه أمل ضئيل يتجه نحوي.. ويريد معانقتي ليبعث لي الحياة من جديد.. وفرحت بهذا الأمل الضئيل، رغم الحزن الذي في قلبي.. ورغم روحي المتشنجة بالبكاء.. وشعرت في أعماقي إني إنسانة قوية .. نعم! قوية مؤمنة بالقضاء والقدر.. وحدثت نفسي: يجب أن أضع حداً لهذا النزيف الذي يتنامى في قلبي.

نعم آن الآوان لأن أنسى كل شيء من الآلام والأحزان حتى البكاء والعذاب، نعم! أنا إنسانة قوية أستطيع أن أصنع لي عالماً يملؤه الحب.. والنقاء.. والتسامح، أستطيع أن أجد لغة التخاطب بيني وبين من حولي.. أستطيع أن أمنح السعادة التي افتقدتها لمن حولي.. أنا قادرة على أن أسعد نفسي.. نعم وقادرة على أن ارسم الابتسامة على شفاه من حولي.

واكتشفت أن سعادتي الحقيقية هي بوجود كل من حولي سعيداً وأن أكون أنا تلك الشجرة الخضراء التي يستظل تحتها الجميع، فالدنيا محطات، فيها الحلو وفيها المر.. وأصعب ما فيها اليأس والانهزام، وأجمل ما فيها الأمل والتفاؤل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى