لاجئو دارفور القلقون من اتفاق السلام لن يتعجلوا في العودة إلى ديارهم

> تشاد «الأيام» كلير سوارز :

> ربما كان متوقعا أن يحتفل لاجئو دارفور في المخيمات المكتظة في المنطقة القاحلة في شرق تشاد باتفاق للسلام انتظروه طويلا لكنهم يقولون إنهم ليسوا في حاجة لأن يسرعوا لحزم أمتعتهم وإعداد البغال لبدء رحلة العودة إلى ديارهم.

ويشعر كثيرون بالقلق من الاتفاق الذي تم التوصل إليه أمس الأول الجمعة لانه لا يشمل كل فصائل المتمردين بينما يبدي آخرون شكوكا فيما اذا كانت الحكومة السودانية ستفي بالتزاماتها بموجب الاتفاق.

قال آدم دينجيلا وهو زعيم تجمع في مخيم جاجا للاجئين الذي فقد 15 فردا من أسرته في الحرب في دارفور "أؤيد السلام من كل قلبي لكن يجب أن يكون الاتفاق واقعيا وإلا سينتهي بنا الأمر عندما نعدود إلى ديارنا بأن نواجه العنف نفسه الذي دفعنا للفرار أولا."

ووقعت الحكومة السودانية والفصيل المتمرد الرئيسي في دارفور اتفاق سلام أمس الأول الجمعة في نيجيريا لإنهاء قتال استمر ثلاثة أعوام أدى إلى مقتل عشرات الآلاف وأجبر مليونين على الفرار من ديارهم من بينهم اكثر من 200 ألف تدفقوا عبر الحدود إلى تشاد.

لكن فصيلا منافسا في جيش تحرير السودان وحركة العدل والمساواة فصيل المتمردين الآخر الأصغر رفضا الاتفاق الذي وقع بعد عامين من المحادثات بوساطة الاتحاد الافريقي ولم يتضح ما اذا كان سيحقق السلام على الارض في دارفور.

وقال اللاجيء اسماعيل هارون (37 عاما) الذي يدير كشكا صغيرا في سوق مخيم جاجا المتشعب "بالنسبة لي لا بد وأن توقع الجماعات الثلاث على الاتفاق كي أقبله. إنه الطريقة الوحيدة التي تقنعني بأنه اتفاق حقيقي من أجل شعب دارفور."

وأضاف "أتطلع إلى العودة في عام 2006 لكنني أشك في أن ذلك سيحدث."

وشدد دبلوماسيون أجانب مارسوا ضغوطا في اللحظة الأخيرة في المفاوضات التي جرت في العاصمة النيجيرية أبوجا على أن اتفاق أمس الأول الجمعة مجرد خطوة أولى على الطريق لإنهاء ما يقول عمال المعونة إنه اسوأ أزمة إنسانية في العالم.

وأشار لاجئون يعيشون في مخيم جاجا وهو الأحدث من بين 12 مخيما منتشرة في شرق تشاد الى ما يودون رؤية حدوثه قبل أن يفكروا في مغادرة المخيم.

قال علي يايا عمر (48 عاما) معبرا عن المخاوف التي أثارها كثير من اللاجئين "ما نحتاج إليه ليس فقط اتفاق للسلام. لدينا مشكلاتنا الخاصة كلاجئين,فحيواتنا وبضاعتنا سرقت وبيوتنا أحرقت.. نحتاج إلى أموال لتعويضنا."

وما زال آخرون يخشون من غارات السلب والنهب التي يشنها الجنجويد وهم ميليشات تتهم الخرطوم بأنها استخدمتهم لشن حملة من اعمال الحرق والسلب والنهب والاغتصاب من اوائل عام 2003 كما ابدو عدم اقتناعهم بالتعهدات بأن أسلحتهم ستنزع منهم.

قال عبد الرحمن يايا (30 عاما) بينما هز اصدقاؤه رؤوسهم بالموافقة على ما يقول "أي ضمانات لدينا للحفاظ على أمننا إذا قررنا العودة الآن. أريد أن أرى قوات من الأمم المتحدة على الأرض لحمايتنا قبل ان أعود."

ودعت الحكومات الغربية إلى أن تسلم بعثة للاتحاد الأفريقي في دارفور قوامها سبعة آلاف جندي المهمة للأمم المتحدة لكن الحكومة السودانية قالت إنها لن تدرس وجود الأمم المتحدة في إقليم دارفور إلا بعد التوصل إلى اتفاق للسلام.

وقال كثير من اللاجئين إنهم يتوقعون ألا تفي الخرطوم بتعهدها بالتعاون لإنهاء الحرب في دارفور.

وتنهد هارون البائع في السوق "نعرف (الرئيس السوداني عمر حسن) البشير. رأيناه يوقع اتفاقات ثم ينتهكها بعد عشر دقائق وذلك يقلقنا."

ويقول عمال المعونة إن اللاجئين سيحتاجون وقتا لبناء الثقة اللازمة للعودة وكثير من ابناء دارفور الذي انتهى بهم المطاف في تشاد فروا من ميليشيات الجنجويد أكثر من مرة وتبدو عليهم الآثار المادية والنفسية لهجماتهم.

وقالت حليمة النور يايا وهي جدة عمرها 67 عاما "لست في عجلة. سانتظر حتى تنتهي الحرب بالفعل."وأضافت "أولادي في دارفور سيبلغوني." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى