لأول مرة زراعة الأسنان بعدن

> «الأيام» فردوس العلمي:

>
الدكتورة مهجت
الدكتورة مهجت
بدأت عصر الخميس الماضي في مستوصف برهان التخصصي لطب العيون والأسنان الدورة التدريبية الأولى في عدن الخاصة بزراعة الأسنان، التي استمرت على مدى يومين تلقى خلالها 12 متدربا ومتدربة من أطباء الأسنان العديد من المحاضرات العلمية والتطبيقات العملية. حيث تلقى المشاركون عصر الخميس تدريبات مكثفة على فك وهمي للتعرف على كيفية غرس وزراعة الأسنان ومقاسات الطول المطلوبة لعملية الزرع إضافة إلى التعرف على أسباب زراعة الأسنان وكيف تتم العملية وخطوات العلاج ومميزاتها وفوائدها ونسبة نجاحها.

د. الخولاني: من الطرق الحديثة زرع السن مباشرة

د. مهجت : لا يتعدى عمر زرع السن 3 عقود

وفي هذا الصدد افادت ورقة علمية قدمت الى الدورة بأن نسبة نجاح عملية زراعة الأسنان 95% للفك السفلي و90 % للفك العلوي.

كما تعرف المشاركون على من هم المرضى الذين تجرى لهم زراعة الأسنان، إضافة إلى الفحص السريري للمريض وإجراء عمليات زراعة الأسنان.

« الأيام» شاركت في الحدث ورصدت خطوات إجراء عملية زراعة الأسنان التي تم نقلها بالصوت والصورة من خلال العرض التلفزيوني المباشر.

الدكتور الخولاني
الدكتور الخولاني
وعقب انتهاء العملية التقت «الأيام» بالأخ د.عبدالوهاب إسماعيل الخولاني، أستاذ زائر بكلية طب الأسنان جامعة صنعاء أستاذ زائر بكلية طب الأسنان _ كلنتان، ماليزيا مستشار الدورة الذي وصف الدورة بأنها «تسعى الى تنمية قدرات ومهارات أطباء الأسنان ولكي يتمكن الطبيب والطبيبة اليمنية من إجراء عملية زراعة الأسنان بتقنيتها الحديثة، إضافة إلى أن إجراء عمليات زراعة الأسنان محليا يزيل عن المريض عبء السفر الى الخارج.

وأوضح د.الخولاني «إن زراعة الأسنان لا تحتاج إلى التخدير الكلي بل تتطلب تخديرا موضعيا بحيث لا يشعر المريض بأي ألم، وفي حالة نقص جرعة التخدير يتم زيادة الجرعة».

وأضاف: «رغم أن عملية زراعة الأسنان توحي بالألم إلا أن المريض لا يشعر بها، وهذا ناتج عن تجارب وأبحاث معمولة في اليمن إلى جانب تجارب المرضى أنفسهم الذين يؤكدون عدم الشعور بالألم» .

وعن إمكانية زرع السن مباشرة بعد خلع السن الطبيعي يقول د.الخولاني: «في الوقت الراهن من الممكن أن يتم زرع السن مباشرة وهذه من أحدث الطرق الحديثة في عمليات زراعة السن».

وحول العوامل المعيقة لعمليات زراعة الأسنان يقول: «الحالة الصحية للمريض، إلى جانب العادات التي يمارسها مثل تناول القات والتدخين لكن مع التطور العلمي الذي تشهده زراعة الأسنان أصبح بالإمكان تجاوز هذه المعيقات، إضافة إلى عامل آخر وهو كبر سن المريض حيث يصاب بامتصاص العظم ونتجاوز هذه الحالة من خلال نقل العظم» .. مؤكدا أن زراعة العظم أصبحت الآن سهلة من خلال عملية نقل العظم التي أصبحت متاحة الآن كأي عملية نقل أخرى مثل عملية نقل الكلية أو الكبد أو القلب المفتوح، وهكذا في زراعة الأسنان أصبح بالإمكان نقل العظم من عظم الحوض أو الفك نفسه كما يمكن الآن نقل العظم من البقر ويستخدم بعد إخضاعه لمعالجات معينة في مصانع وجامعات وتحت درجة حرارة معينة بحيث يصفى العظم من كافة الشوائب والأمراض إضافة إلى إمكانية استخدام محار البحر والهيدروكسيل ابتايتا (مكونات صناعية)». وحول احتمال عدم نجاح الزراعة قال د.الخولاني: «في حالة عدم ثبات الزراعة أو فشلها لأي سبب لا يوجد ضرر على المريض، حيث نقوم بتنظيف الموقع وننتظر فترة بسيطة وإذا كان هناك فراغ نزرع مباشرة بجانب موقع الزراعة القديمة».. مؤكدا أن «زراعة الأسنان ثابتة في الفم بمساحات ثابتة لا تتحرك».

بدء عملية الخياط بإقفال اللثة في فم المريضة
بدء عملية الخياط بإقفال اللثة في فم المريضة
واوضح ان الزراعات القديمة كانت توضع في الفك ويتم الانتظار ما بين ثلاثة أو خمسة أشهر، وبعدها يتم عمل التاج وهو الشكل الخارجي للسن «ولكن حاليا ومع التطور العلمي هناك أنواع حديثة من زراعات جاهزة مع شكل السن الخارجي وتركب مباشرة، ومن فوائد عملية زراعات الأسنان انها تتم دون برد الأسنان الطبيعية بل تزرع دون المساس بالأسنان الطبيعية عكس السابق حيث كانت الأسنان تبرد من كل الجهات و تسبب تعطيلا في الأسنان الطبيعية».

ويضيف د. الخولاني: «من عيوب عملية زراعة الأسنان كلفتها الباهظة، ولكن حاليا نبحث عن أسوق جديدة، وهناك بعض الأسواق في دول عربية متميزة مثل مصر إضافة إلى دول أمريكا اللاتينية يقومون بعملية زراعة الأسنان بأسعار منافسة وإن شاء الله مع الوقت تنخفض تكلفتها».

أما د.مهجت أحمد علي عبده، أستاذ مساعد طب أسنان بكلية الطب جامعة عدن رئيسة الدورة التدريبية، فقالت: «نظمت الدورة بالتعاون والتنسيق بيني وبين د.عبدالوهاب الخولاني، وهو متخصص في طب الاسنان التحفظي وتخصصي أسنان وعيادتنا في عدن هي أول عيادة تعمل في مجال زراعة الأسنان وبدعم من شركة دينا الهولندية، ولدينا تصريح من هذه الشركة العالمية لزراعة الأسنان ويسمح لنا بإقامة الدورات التدريبية لزراعة الأسنان وكذا منح الشهادات للمتدربين».

وتحدثت د.مهجت عن علم زراعة الأسنان قائلة: «لا يتعدى عمر زراعة الأسنان ثلاثة عقود وهو علم حديث، حيت كانت عملية زرع الأسنان تتم في السابق على مرحلتين، ومع التطور العلمي أصبحت تجرى بمرحلة واحدة ، وتتم عملية زراعة السن بغرس برغي معدني داخل عظم الفك وجزء من الزراعة يبرز خارج العظم من خلال اللثة حيث تستخدم لتركيب التعويضات أو الأسنان الصناعية وبعد الالتئام يحدث ما يسمي بالالتحام العظمي بين عظم الفك والغرسة ويستغرق ثلاثة أشهر للفك السفلي وستة أشهر للفك العلوي، وبعدها تكون الخطوة الثالثة وهي التركيبة النهائية التي تشبه الأسنان الطبيعية من حيث الشكل واللون، وتشمل هذه الخطوة عدة جلسات ضرورية لعمل التركيبة النهائية كأخذ طبعات للفم وتجربة التركيبة النهائية قبل تثبيتها بشكل نهائي».

وتضيف: «زراعة الأسنان يحتاجها المريض الذي فقد سناً، ولها فوائد كثيرة حيث يتم غرس السن في المكان الذي فقد منه السن دون نحت الأسنان المجاورة أو التأثير عليها، إضافة إلى إن شكل السن المزروع لا يختلف من الناحية الجمالية عن الأسنان الطبيعية بل هو أكثر جمالا من شكل التركيب التقليدي الخزفي الثابت المعتاد، ومن فوائدها أيضا القدرة على تركيب الأسنان الخلفية للمريض ذات الفك الوحيد (الدرد) الذي كان في الماضي يعوض بالتركيبات المتحركة، ولكن اليوم يتم الزرع في نفس موقع الأسنان المفقودة وذلك بالتعويض الصناعي». وحول الفترة الزمنية من العمر التي يمكن فيها عمل زراعة الأسنان اوضحت بقولها: «تبدأ زراعة الأسنان عند بلوغ الذكر 16 عاما والانثى 18 عاما وذلك بعد اكتمال نمو عظم الفكين».

اثناء توزيع الشهادات للمشاركين في الدورة
اثناء توزيع الشهادات للمشاركين في الدورة
اما ما يتعلق بالعمر الافتراضي للأسنان الصناعية فتقول «إذا اعتنى المريض بنظافة فمه تعيش السن المزروعة مدى العمر، ولكن هناك دائما عمر افتراضي وهذا العمر الافتراضي يبلغ أكثر من 25 عاما».

وعن المادة المصنوعة منها السن الصناعية تقول د. مهجت «إن الأسنان المزروعة تصنع من مادة التايتانيوم وهي مادة قادرة على التأقلم مع الجسم البشري والالتحام مع عظمة الفك بشكل طبيعي دون أي مضاعفات، فالتايتانيوم عبارة عن معدن لا يصدأ ولا يسبب التهابات في العظم الطبيعي ومنذ 30 عاماً لم تظهر أي شكوى من هذه المادة».

اما متى يستطيع المريض استخدام الأسنان المزروعة بعد إجراء العملية له فتجيب د. مهجت عن ذلك بقولها «ان المريض يستطيع أن يأكل الطعام بها بعد ثلاثة أشهر من الزرع، وخلال الثلاثة الأشهر يكون التعويض (مؤقتا) شكلا مظهريا فقط فمن ضمن فوائد السن المزروعة القدرة على طحن الطعام».

كما التقت «الأيام» إحدى المرضى الذين خضعوا لعملية زراعة اسنان، فسألتها عن شعورها قبل وبعد العملية، فأجابت وهي تبتسم: «قبل العملية كنت طبيعية وذلك بحكم وجود لقاءات سابقة جرت مع د.مهجت التي عرفتني كيف ستكون العملية من أول خطوة إلى آخر خطوة من خلال عرض فيلم لعملية مشابهة، لذا انتابني في البداية خوف بسيط لكنه انتهى بمجرد دخولي غرفة العمليات ويعود ذلك إلى التهيئة النفسية التي وفرتها لي د.مهجت. إن تحضير المريض نفسيا للعملية عامل مهم». وماذا كان الحال بعد العملية؟ أجابت بقولها «لم اشعر بأي ألم أو غثيان أو دوخة كما يتصور البعض أن هذه عملية مؤلمة قد يفقد المريض أحساسه، أو الشعور بالألم، بالعكس هي عمليه سهلة وأقول ذلك عن تجربة مررت بها».

يذكر أن الدورة اختتمت مساء الجمعة بتوزيع الشهادات على المشاركين فيها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى