رجال في ذاكرة التاريخ

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

>
محمد حسن خليفة
محمد حسن خليفة
1- المجاهد محمد حسن خليفة: سجل التاريخ مواقفه في صفحاته البيضاء .. الميلاد والنشأة .. (حافة حسين) واحدة من أعرق أحياء كريتر، وقد ضمن الراحل الكبير محمد علي لقمان المحامي ذلك الحي في ذكرياته (راجع: نشوء وتطور الصحافة في عدن:

عبدالرحمن خبارة - ص 120) حيث ورد أن والده (علي ابراهيم لقمان) ارتبط بعلاقات طيبة بعدد كبير من رجالات عدن بمختلف أحيائها (حوافيها) ومنها حافته (حافة حسين)، ومن رجالات تلك الحافة محمد مصلح النجار وصالح القحم والحاج محبوب فرحات والحاج ريحان فرحات وعلي شماخ ومحمد عوض محيرز وأحمد حميدان وإخوانه محمد وسالم وعلي وعبدالله علي يعقوب وحسين إبراهيم لقمان والحاج أحمد أغبري ومحمد عمر جرجرة وعيال الشيبة وبيت المهتدي آل علي سعد والحاج عبدالله خليفة وأبناؤه حسن وصالح وطالب وعثمان وسعيد وحامد ومحمود ومنصور.

المجاهد محمد حسن عبدالله خليفة من مواليد حافة حسين، كريتر (عدن)، في اكتوبر 1910م ونشأ في ذلك الحي وبدأ تحصيله الاولي من التعليم في المعلامة (الكتاب) والتحق بعد ذلك بمدرسة الاقامة (RESIDENCY SCHOOL) بكريتر (التي عرفت فيما بعد بمدرسة السيلة، وحالياً المتحف الحربي) وأنهى تعليمه بالمعهد التجاري العدني الذي أسسه الحاج ياسين راجمنار عام 1927م.

المجاهد في ركب الرائد محمد علي لقمان
يعتبر محمد علي لقمان، رائد النهضة الفكرية والعمل المدني المؤسسي واستطاع أن يوصل أفكاره المستنيرة إلى الرأي العام في الداخل والخارج من خلال عمل مدني مؤسسي، فتداعت أصوات حرة من داخل عدن في 25 فبراير 1949م لتأسيس كيانهم (الجمعية العدنية) وأصحاب تلك الاصوات الحرة:

1- محمد حسن خليفة، 2- حسن علي بيومي، 3- علي محمد لقمان، 4- علي عبدالله بديجي، 5- احمد محمد العلوي، 6- عثمان حسين الادهل، 7- حسن طالب خليفة، 8- محمد عبدالله باخبيرة، 9- خالد علي لقمان، 10- حسن احمد القحم، 11- حسن بن حسن غبري، 12- محمد محبوب فرحات، 13- احمد محمد خليل، 14- محمود احمد باخريبة، 15- محمد عبدالله عرجي، 16- حسين صالح صوفي، 17- محمد علي حميدان، 18- علي محمد ابراهيم نور، 19- عبداله محمد اسماعيل، 20- عبدالله صالح عمر، 21- صالح حاجب علي، 22- علي احمد حيدر، 23- محمد علي عوض، 24- صالح علي لقمان، 25- عبده حسين الادهل، 26- حامد محمد عولقي، 27- عمر ابوبكر عمر، 28- حسين علي بيومي، 29- علي عبدالله بن عبدالله، 30- احمد علي جبلي، 31- السيد علي عبدالله، 32- عبدالله علي موشجي، 33- عبدالقادرالسوقي، 34- سالم محمد سيف، 35- السيد احمد محمد حمود، 36- محمد احمد حمادي، 37- عبدالله مرشد مقبل، 38- حسين اسماعيل خدابخش.

المجاهد يدعم قضيته بالكلمة والمال
كان المجاهد محمد حسن خليفة، متفرغاً للأعمال الحرة ومن خلال تجارته المتواضعة ساهم في دعم العديد من الفعاليات السياسية مادياً، وتمثل ذلك في بناء مقرات بعض الاحزاب والجمعيات، كما كانت له أياد بيضاء في تطوير قرية بير فقم، إحدى ضواحي عدن الساحلية وكذا الخوخة، بمحافظة الحديدة وقد وردت تفاصيل ذلك فـي مـذكـرات صـديـق عمره وكفاحه رجـل الـبـر والاحسـان الحاج عبده حسين الادهل في كتابه :(الاستقلال الضائع - ص 65 وص 402).

عبر المجاهد محمد حسن خليفة، عن آرائه السياسية والاجتماعية التي نحت منحى عقلانياً وموضوعياً في تحرير الانسان من الاستعمار والآفات الاجتماعية على حد سواء ونشر ذلك في عدة صحف عدنية منها «فتاة الجزيرة» و«النهضة» و«أخبار الجنوب» وغيرها، كما عبر عن آرائه من خلال محاضرات ألقاها من منابر الأندية ومن خلال الخطابة عبر منابر المساجد.

للمجاهد محمد حسن خليفة، مؤلف واحد عنوانه (القات عدو المجتمع).

المجاهد مع الرائد لقمان في موكب الزبيري والنعمان
تشهد إصدارات «فـتـاة الـجزيـرة» أن الاحرار اليمنيين جعلوا مـن عدن متنفساً لـهـم وبـالإضافة الـى صحيفتهم «صوت اليمن»، فتحت لهم «فتاة الجزيرة» صدرها وعند قيام ثورة 1948م رافق المجاهد محمد حسن خليفة والرائد محمد علي لقمان، موكب الاحـرار الـذي انـتقل براً إلى تعز والذي تصدره الشيخ أحمد محمد نعمان والـقاضي مـحمد محمود الزبيري.

المجاهد ينزح إلى المحافظات الشمالية
شملت موجات النزوح الى المحافظات الشمالية المجاهد محمد حسن خليفة، الذي تعثرت به سبل البقاء في عدن، فنزح إلى المحافظات الشمالية عام 1972م وهو العام الساخن على امتداد المحافظات الجنوبية.

تنقل المجاهد محمد حسن خليفة، من مدينة إلى أخرى «ناشداً تغيير الأوضاع السياسية في جنوب الوطن»، لأن السلطات احتكرت التجارة الداخلية والخارجية وصادرت التعددية السياسية والحزبية التي خبرتها عدن في عصرها الذهبي.

ثرى القطيع يحتضن جثمان المجاهد
عاد المجاهد محمد حسن خليفة إلى مسقط رأسه، عدن ليستقر فيها بعد مشوار كفاحي طويل، وفي 20 نوفمبر 1995 لبى المجاهد محمد حسن خليفة نداء ربه عن عمر ناهز الـ 85 عاماً مخلفاً وراءه سيرة عطرة وثلاثة من الأولاد هم: 1- صالح، 2- الكابتن عزام، 3- المصرفي زكي وابنتين.

عمر سالم باعباد
عمر سالم باعباد
2- الأستاذ عمر سالم باعباد: آمن بقضية مجتمع وقرن القول بالعمل .. الميلاد والنشأة .. عن «أهل المدن» أورد المسؤول والسياسي البريطاني المعروف هارولد انجرامس، في كتابه (حضرموت - 1934م/1935م - ص 51)، الذي ترجمه أ. د. سعيد عبدالخير النوبان رحمه الله: «لينحدر سكان المدن في حضرموت من حوالي ثمانين أسرة كانت قد هاجرت من العراق مع السيد احمد بن عيسى...» وحصر انجرامس بعد ذلك الأسر التي قطنت تريم وسيئون وشبام والغرفة ودوعن، أما الاسر التي استوطنت الغرفة فهم: آل باعباد، وآل مسلم وآل طرموم وآل شيبان.

الاستاذ عمر سالم باعباد من مواليد الغرفة، سيئون، حاضرة السلطنة الكثيرية في 20 مارس 1919م، ونشأ وترعرع في مسقط رأسه الغرفة وفيها بدأ تحصيله الأولي الذي اقتصر على العلوم الدينية واللغة العربية والفلك، ومن ذوي الفضل عليه من أساتذته: كعويلة وفرج منقوش وآخرون.

باعباد يرد الجميل لوالده
هيأ السيد سالم باعباد لولده عمر سبل السفر إلى عدن لإكمال دراساته العليا لتلقي العلوم الحديثة، وبعد إكمال دراسته مني بوفاة والده، وعزم الشاب عمر باعباد على الخروج إلى معترك الحياة ليملأ الفراغ الذي تركه والده في حياة الأسرة الصغيرة المكونة من والدته وشقيقه الصغير الذي لم يتجاوز عمره آنذاك العامين.

يعتبر الاستاذ عمر باعباد، من نماذج البشر الذين احتلوا مكانة مميزة في مجال «التثقيف الذاتي» أو «التأهيل الذاتي» وقد عرف بين مجايليه بالمثقف الموسوعي والخطيب الحصيف والفصيح، وكان ملماً بالقوانين الاقليمية والعربية والدولية، ويعتبر أديباً وزعيماً سياسياً ومحامياً وخبيراً تجارياً وشاعراً تلقائياً.

عاش معظم حياته بين حل وترحال وتنقل بين عدة بلدان شرقاً وغرباً، ويحسب له مساهمته في إنشاء الجالية العربية باديس ابابا (الحبشة) وعين سكرتيرا دائماً لها خلال الفترة 1944م - 1946م، ويحسب له نشاطه الفاعل في أوساط المهاجرين المغتربين اليمنيين في الدول التي أقام فيها، والتي حظي فيها بفرص طيبة للعمل لدى شركات عربية وأجنبية.

باعباد وأول مؤسسة ثقافية ورياضية
اسس الاستاذ عمر باعباد نادي السلام عام 1938م في الغرفة، وكان أول ناد ثقافي رياضي، وبحكم سعة اطلاعه قام بفتح فصل دراسي في النادي قدم فيه الاستاذ باعباد دروساً في العلوم الحديثة انتفع بها اعضاء النادي، وكان من أعضاء النادي آنذاك المغفور له الشاعر خميس كندي وغيره من ابناء جيله سواء المقيمين أو الوافدين للزيارة من جاوة وغيرها من دول المهجر، وكان يرحمه الله مؤمناً بشعار (العقل السليم في الجسم السليم).

باعباد وأول تنظيم سياسي
أسس الاستاذ عمر باعباد أول تنظيم سياسي في حضرموت باسم (جمعية الغرفة التعاونية) عام 1947م وضمت الجمعية العديد من فئات الشعب، كما كان رحمه الله مؤسس ورئيس المؤتمر الشعبي بحضرموت والذي برز إقليمياً ودولياً منذ تأسيسه في 25 أبريل 1963 ، ومن أعضائه السادة: عبدالقادر محمد الصبان وأحمد عبدالقادر باكثير وجعفر محمد السقاف وعمر عبود الوقيل وعمر عبدالرحمن السقاف وعلي عبدالله التوي وعبدالرحمن هاشم الحبشي ومحمد صالح الجرو وعلي منصور بن مرعي ومحمد سالم باجري وعمر سالم دومان وعبدالله صالح عايض العامري وسعيد ناصر بن عبدالعزيز وصالح سعيد باعطوة وغيرهم من مناطق حضرموت المختلفة، وقد تبنى المؤتمر ميثاقاً قام الاستاذ باعباد بصياغته بنفسه.

باعباد وجمهورية حضرموت المتحدة
رفع الاستاذ باعباد شعار تحرير حضرموت من التبعية البريطانية ووحدة حضرموت، حيث أصدر بياناً أكد فيه وحدة المنطقة بأكملها وأن وحدة حضرموت تعتبر دعامة من دعائم الوحدة العربية الشاملة.

باعباد داعية مبكر لحقوق الإنسان
نشط الاستاذ عمر باعباد في وقت مبكر في مجال الدعوة لحقوق الإنسان، وتبنى الدفاع عن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان من خلال نشرة كان يقوم بإعدادها وتوزيعها.

بعد استقرار الاستاذ عمر باعباد في أرض الوطن عام 1983م ورحل الافكار والقيم التي آمن بها حتى قيام الانتخابات النيابية عام 1993م ورشح نفسه مستقلاًُ وأبدى انزعاجه لضعف إقبال الناس على تسجيل أسمائهم في المراكز الانتخابية وقال «إن المستقبل لا يأتي لشعب لا يحلم بالديمقراطية كخلاص من بؤسه».

تقدم الاستاذ باعباد مرشحاً عن دائرة سيئون وتقبل خبر خسارته في الدائرة بروح رياضية وقال «يجب أن نكون قدوة لتتعلم الناس الديمقراطية».

باعباد وعلاقته بالباشراحيل والأحرار اليمنيين
كان الأستاذ عمر باعباد يتفجر حماساً مع القضايا القومية والوطنية، اتسعت لتشمل مشاركته في الثورة التي قادها رشيد عالي الكيلاني في العراق في منتصف اربعينات القرن الماضي، وعانى بعد ذلك التشرد في الجزيرة العربية وعاد بعد ذلك الى عدن. كما تعاطف مع حركة الأحرار اليمنيين من خلال عمله سكرتيراً للجالية العربية في اديس ابابا وكانت له علاقة طيبة بقائدي الحركة الشيخ احمد محمد نعمان والقاضي محمد محمود الزبيري عند زيارته لعدن.

كما كان الأستاذ باعباد يتردد على العميد محمد علي باشراحيل، في مكتبه بصحيفة «الأيام» بعدن، وكانا يتبادلان الحديث ووجهات النظر في عدة قضايا وكان الفقيه باعباد يكتب في صحف «الأيام» و«الرأي العام» و«فتاة الجزيرة» و«الكفاح» بعدن و«الطليعة» الحضرمية و«الصحفي» الادرنية.

للاستاذ عمر باعباد مؤلف عنوانه (حضرموت والاحداث).

باعباد محتسب عند ربه
انتقل الاستاذ عمر سالم باعباد، إلى جوار ربه يوم الاحد 12 مارس 1995م عن عمر ناهز السادسة والسبعين عاماً وخلف وراءه سجلاً ناصعاً من الاعمال و12 ابناً وبنتاً ومنهم الإعلامي المعروف فيصل باعباد، ومنهم في أجهزة الدولة المختلفة في حضرموت وعدن ومنهم مقيمون في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى