عقدتنا من التحليل النفسي!

> د. معن عبدالباري قاسم:

>
سيجموند فرويد
سيجموند فرويد
صادف يوم أمس السبت الموافق 6 مايو الذكرى 150 لميلاد مؤسس مدرسة التحليل النفسي الشهيرة الطبيب النمساوي الشهير سيجموند فرويد,واحتفاءً بهذه المناسبة أفسحت مجلة النيوزويك في عددها الصادر بتاريخ 27 مارس الماضي باللغة الإنجليزية وبالعربية متأخراً في11 أبريل حيزاً كبيراً لاستعراض تراث وإسهام العالم فرويد في تطور الطب النفسي وعلم النفس.

ولست هنا بصدد استعراض أو تلخيص ذلك الملف الذي تميز بالنقد العلمي المنهجي من حيث أسلوبه في الإشادة بنقاط القوة ونقد نقاط العنف في نظرية التحليل النفسي، فيمكن الآن للمواطن العربي الاطلاع على ذلك عبر مراجعة النسخة العربية للنيوزويك الأسبوعية ، التي توفرها لنا في السوق اليمنية وبشكل دوري ومنتظم مشكورة رائدة الإعلام والصحافة في اليمن مؤسسة «الأيام».

إنني أستغل هذه المناسبة لتأكيد التفاعل والمواكبة العالمية التي أنعم الله بها علينا بفضل تطور تكنولوجياً المعلومات، بحيث أصبحنا - وإن بدرجة أقل استفادة لخصائصها - نعيش الحدث بوقته، ندرك ما يفكر، يعيش، يعاني منه العالم.. وهذا ما تؤكده وجهات النظر من أننا أصبحنا قرية كونية واحدة.

وبالعودة إلى أب التحليل النفسي فرويد، الذي أكد منذ مطلع القرن العشرين على أن جذر الاضطرابات العقلية (السلوكية والانفعالية منها) إنما يعود إلى مشكلات معاناة الشخص في مراحل الطفولة المبكرة. فرغم محدودية الاكتشافات والتطور التكنولوجي في الطب والتشريح تحديداً وعلم الوراثة آنذاك، إلا أن فرويد قد ركز كثيراً على علاقة الجوانب العضوية وتأثيراتها في اضطراب السلوك.

للأسف الشديد تعرضت نظريته - مثله مثل كل العلماء المبتكرين - للنقد القاسي وخصوصاً فيما اجتهد به من توضيح لطبيعة الحياة الجنسية وعلاقتها بسلوك الشخص السوي منها أو غيره.

ورغم وفاته قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939م، إلا أن آثار الصراع والحرب الباردة لكلا المعسكرين الشرقي والغربي قد ألقت بظلالها الكئيبة وساهمت إلى حد بعيد في سوء فهم العديد من وجهات نظر وتفسيرات فرويد كمثل: محاولة لتفسير الأحلام كمنعكسات غامضة لأحداث الحياة اليومية اليقظة للإنسان، متداخلة في مستويات ترتيبها الزمني وفقاً لدرجة واقعية، انفعالية تجاه تلك الأحداث المعاد إخراجها من حالة اللاوعي، بالحلم.

تلك كانت الجهود الأولى للتفسير العلمي للأحلام خلافاً للتفسيرات الخرافية الشائعة لدينا حتى اليوم.

في عالمنا العربي كانت سمعة فرويد أكثر تشوهاً، خصوصاً بعد تفجر الصراع العربي الإسرائيلي، باعتبار فرويد يهودياً.

رغم أنني لست من أتباع هذه المؤسسة كمفهوم التزامي، إلا أن احترام العلم وذكرى هذا العالم الجليل حفزني للكتابة وحث أجيال المستقبل من أبنائنا على الاهتمام بقضايا الصحة النفسية، كونها وثيقة الصلة بعملية التنمية وتطور مجتمعاتنا ومساعدتها في تفسير ما يجري لها من معاناة واقتراح المعالجات الصائبة.

أ. مشارك/علم النفس - كلية الطب- جامعة عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى