المحطة الأخـيرة..حكومة الشتاء والصيف .. اعملوها مرة .. سنصفق لكم طويلاً

> علي عمر الهيج:

>
علي عمر الهيج
علي عمر الهيج
ما من شك أن الفوضى الكهربائية التي تطوق البلاد وخاصة محافظة عدن تثبت جلياً أن المسؤولين في الكهرباء لديهم من الهموم والمعاناة الشيء الكثير، وهم حالياً يبذلون كل جهودهم لتوزيع الطاقة بالجرع والساعات حتى يحققوا قدراً متساوياً من العدالة لكل المناطق والمديريات.

المشكلة يا سادتي مشكلة دولة وحكومة وبرلمان وخطط ورؤى واستراتيجيات بعيدة الأمد.. لا توجد للدولة أي استراتيجيات عمل حقيقية لإصلاح أحوال ومصالح الناس.

الدولة يا سادتي الأفاضل تعودت التنصل والهروب من أي قضايا حقيقية لتحسين حياة الناس.. تريد خط المعيشة أن يصبح هكذا بلا طعم ولا لون ولا رائحة.. تعشق الدولة أن يظل المواطن معلقاً بهموم المعيشة ولهيبها.. النجاح بالنسبة لها هو أنين الناس وتدهور مصالحهم، وإلا بالله عليكم ماذا يمكن أن نسمي وطناً يعيش تحت ظلاله شعب بسيط تلسعه الحرارة والمعيشة، يقضي الليالي ساهراً وسط حصار الضيق وحبات العرق.. أناس يتكبدون الخسائر الباهظة جراء تلف ممتلكاتهم الكهربائية بفعل هذه الغزوات اليومية بالصواعق والهزات الكهربائية المفاجئة.

أمر مؤسف ومزر جداً أن تقف حكومة على طاولة اجتماع لترى شعبها ينزف ألماً وتراجعاً وأحزاناً وعجزاً، لتبادر بالقول له:«إن الأمر يتطلب بعض الدولارات لرفع الأذى عنكم». ما قيمة أن تظل هناك حكومة بعقول وأفكار ونظريات وتصريحات، فيما حياة الناس تتهاوى أمامهم مخلفة الحيرة والبؤس والشقاء؟

حسناً دعونا نشاطركم الرأي (مع تحفظ البعض).. نحن دولة فقيرة ومفلسة ولا توجد لدينا تلك المبالغ الطائلة للاستقرار الكهربائي.. طيب ما قيمة وجود الحكومات؟ تنحوا جانباً واحضروا لنا شخصاً واحداً يستطيع خدمة شعبه بتقديم (سلفة على ذمة إصلاح الكهرباء).. لعمري إن العالم المتمدن برجاله الأشاوس (حمران العيون) يعرضون اليوم القروض والمساعدات المجانية للصلاح.. قايضوهم حتى (مرقحتين قات درجة أولى) (بجونية كهرباء هشتي) المهم أن يكون هناك حراك وحلول واستمرارية.

لله، اعملوا استراتيجية عمل عبر خمس أو عشر أو حتى عشرين سنة.. ليس من أجلنا، لكن من أجل أبنائنا وأحفادنا.. هيئوا لهم أماناً واستقراراً ومعيشة هانئة.. نحن خلاص أكل الدهر علينا وشرب واحترقت أبداننا من كل شيء.. من هياكل الأجور وجرع المعيشة وصناديق الضجيج ومصادرة الرغيف وأظلمت بنا الأحلام واسودت بنا كل الدروب. لله اعملوها من أجل فلذات أكبادنا ولا تتركوهم يتداولون القصص والأساطير عن أرض اختفت فيها الأفراح والشموع والسكينة.

لحكومة الشتاء والصيف.. اعملوها مرة واحدة وسنصفق لكم طويلاً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى