جدل في أميركا حول مهارات الزرقاوي القتالية .. قالوا إن البندقية الآلية التي كان يحملها في شريط فيديو «معقدة» الاستعمال أصلا

> نيويورك «الأيام» س. تشايفز:

>
صورة نشرها موقع وزارة الدفاع الأمريكية الإلكتروني ويظهر فيها أبو مصعب الزرقاوي مع رفيق له مقنع
صورة نشرها موقع وزارة الدفاع الأمريكية الإلكتروني ويظهر فيها أبو مصعب الزرقاوي مع رفيق له مقنع
شكك عسكريون أميركيون في مساعي الجيش الاميركي للتقليل من شأن زعيم القاعدة في بلاد الرافدين ابو مصعب الزرقاوي بنشر شريط فيديو، يظهر فيه وهو يتلمس بندقية سريعة الطلقات، في إشارة الى أنه يفتقر الى أي مهارات قتالية حقيقية. وفي شريط الفيديو الذي جرى بثه في بغداد يوم الخميس، يظهر ابو مصعب الزرقاوي مرتبكا إزاء كيفية استخدام بندقية M-249 السريعة الطلقات. وبث الجيش الاميركي لقطات من الشريط، الذي أعلن انه عثر عليه خلال حملة مداهمة، سعيا لإضعاف صورة الزرقاوي كزعيم لـ «مجلس شورى المجاهدين»، والإشارة الى ان خبرته وقدراته القتالية متواضعة وأقل بكثير من الدعاية التي يبثها. إلا أن عدة عسكريين شاركوا في حربي العراق وأفغانستان قالوا إن فرضية افتقار الزرقاوي للمهارات القتالية أمر غير مقنع. فقد قال عسكريون سابقون إن استخدام هذا السلاح معقد، وان الجنود الاميركيين والمارينز يقضون أياما في التدريب على استخدامه، وأشاروا ايضا الى أن الطراز الذي ظهر في صورة الزرقاوي قديم، وبالتالي فإذا تعطل ليس أمرا مستغربا. وأضاف العسكريون ايضا ان «الزرقاوي ظل يعمل ارهابيا على مدى سنوات استخدم خلالها أسلحة بسيطة سوفياتية التصميم، وبالتالي ليس من المستبعد ان يجهل كيفية استخدام هذه البندقية الآلية».

وقال مارينو كوستاغليولا، الذي تقاعد برتبة كولونيل الشهر الماضي من العمل كضابط عمليات في الفرقة 42 للمشاة في تكريت، انهم بنشر صورة الزرقاوي الى جانب البندقية الآلية M-249 ، يحاولون خلق ضجة من لا شيء. ويقول كولونيل في القوات الخاصة عمل في العراق، ان ما ظهر في شريط الزرقاوي «لا علاقة به بمهارات الزرقاوي الارهابية»، وأضاف انه لم يشعر بالدهشة ازاء عدم معرفة الزرقاوي استخدام هذه البندقية الآلية الاميركية الصنع. واختتم حديثه قائلا إنه لا يعتقد أن الزرقاوي ظهر في الصورة كشخص غبي كما يقولون.

ويعكس بث شريط الفيديو المذكور حرب العلاقات العامة بين القوات العسكرية بقيادة الولايات المتحدة من جهة والارهابيين والمتمردين من الجهة الاخرى، كما يعكس ايضا الاهتمام المتزايد من خبراء الاستراتيجية من جانب الجيش الاميركي بالسعي للتقليل من شأن الزرقاوي. ويقول مايكل وولر، الاستاذ بمعهد السياسة الدولية في واشنطن، إن الشعور بالكبرياء والعار في المجتمعات العربية أكثر عمقا مقارنة بالشعور بهما في الثقافة الغربية، ويرى بالتالي ان العثور على مثل هذا الشريط لتحجيم الزرقاوي والتشكيك فيه يعتبر وسيلة حقيقية لمحاربة الإرهاب. وقال عدة ضباط إن ورقة أعدها البروفيسور وولر أيد فيها استخدام أسلوب السخرية من المتمردين في العراق، تم تداولها في الآونة الأخيرة في البنتاغون وبين قادة عسكريين لهم صلة بالحرب في العراق. وقال ضباط متقاعدون وآخرون في الخدمة إن بث الشريط لم يتناول جوانب أخرى مثيرة للقلق، مثل احتمال ان تكون البندقية الآلية قد جرى الاستيلاء عليها من جنود اميركيين، وهذا في حد ذاته يعتبر مؤشرا على انتصار تكتيكي للتمرد.

عن النيويورك تايمز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى