احتمال انتخاب رئيس إسلامي في جزر القمر يثير جدلاً

> موروني «الأيام» لوسي بيترمن:

>
مرشح المعارضة في جزر القمر احمد عبدالله سامبي
مرشح المعارضة في جزر القمر احمد عبدالله سامبي
ينقسم المحللون حول احتمال فوز المرشح الاسلامي المعتدل احمد عبد الله سامبي في الانتخابات الرئاسية في جزر القمر، اذ يخشى بعضهم "خطرا اسلاميا" في حين يعتبر البعض الآخر ذلك تعبيرا عن "احباط" قد لا يؤدي الى "تحول نحو التطرف". ودعي الناخبون في ارخبيل جزر القمر الاحد المقبل الى انتخاب رئيس جديد بين ثلاثة مرشحين تخطوا انتخابات تمهيدية في أبريل، وذلك في عملية اقتراع حاسمة للخروج من ازمة مؤسساتية ومن اجل المصالحة الوطنية.

ومعروف عن ارخبيل القمر في المحيط الهندي الذي اعتنق سكانه الاسلام في القرن الثاني عشر وكان يلقب "الجمهورية الاسلامية الاتحادية"، تبنيه اسلاما معتدلا. ويبلغ عدد سكان الارخبيل 630 الف نسمة، يعتنق 98% منهم الاسلام.

واعتبر مدير العلاقات الدولية في جامعة القمر اسماعيل ايبوروا ان "الاسلام في الارخبيل يؤدي دورا اجتماعيا وليس سياسيا".

وسرعان ما لقب سامبي الذي لا ينزع العمامة عن راسه بآية الله. وهذا الداعية هو ايضا رجل أعمال ودرس في المملكة العربية السعودية والسودان وإيران.

وفي حديث لوكالة فرانس برس قال سامبي انه يؤمن "بالنظام الاسلامي"، واضاف ان "ادارة مجتمع انطلاقا مما نعتقد به هو الافضل" لكنه اوضح ان "الوضع الاقتصادي" في الارخبيل "لا يسمح في الوقت الحاضر بإقامة نظام اسلامي".

وتابع "سنحاول ان نشرح للسكان الوجه الحقيقي للاسلام" الذي يمارس في جزر القمر كـ"إرث" اكثر من كونه "اقتناعا".

وحظي سامبي بدعم "حزب الجبهة الوطنية للعدالة" الاسلامي الذي كان من مؤسسيه لكنه لا يتولى فيه اي مسؤولية.

لكن مفكرا قمريا يساريا رفض كشف اسمه اعرب عن قلقه من "خطر اسلامي حقيقي" في حال تم انتخاب سامبي، آخذا عليه انه "لم يوضح كيفية التوفيق بين الدين وطريقة الحكم".

وأكد ان "ثمة منظمات اصولية تنشط منذ التسعينات في هذا البلد".

وأعرب عن اسفه لكون "طلابنا يسافرون الى السودان وإيران لأن السلطات الفرنسية لا تسمح لهم بالتوجه الى فرنسا".

كذلك ابدى ايبوروا تشاؤمه مؤكدا أن "كل الابواب مشرعة امام الاسلاميين" في جزر القمر لأن "هذا المد المتطرف افسح المجال امامه".وأضاف ان الرئيس المنتهية ولايته عثمان الغزالي "لم يعرف كيفية وقف هذا المد". ووجهت اصابع الاتهام لجزر القمر بعد اعتداءات 1998 ضد السفارتين الاميركيتين في كينيا وتنزانيا. ومذذاك، تطارد الشرطة الاميركية القمري فضل عبد الله محمد للاشتباه في تورطه بتلك الاعتداءات. وفي مارس طلبت الولايات المتحدة "مساعدة" الغزالي في البحث عنه.

وفي 2005 طلب الغزالي من مؤسسة الحرمين الاسلامية الخيرية التي مولت ترميم مبنى جامعي في موروني مغادرة الارخبيل.

لكن بعض المحللين مثل احمد كودرا منسق مرصد اقتصادي في اتحاد القمر، لا يتوقعون "هيمنة التيار الاسلامي على جزر القمر" ويقول كودرا ان سامبي "بعيد من (حركة المقاومة الاسلامية) حماس كل البعد".

واعتبر أن تأييده الشديد ينبع من "احباط" السكان جراء ظروف حياتية صعبة جدا و"انعدام الثقة برجال السياسة".

من جهته، رأى حومد مسايدية مدير مكتب الغزالي "ان التوجه الاسلامي للمرشح (سامبي) لا ينسجم مع التقاليد الاسلامية في جزر القمر وخطابه الشعبوي خطير".

واستند الى ذلك ليؤكد أن "القمريين لن يغيروا مجتمعهم" اذا تم انتخابه، وقال "رياح التطرف لا تهب على جزر القمر" لكنه اقر بأن "ثمة شركاء اجانب يشعرون بالقلق".

ويرى العديد من المراقبين ان ضغوطا قد تمارسها دول اقام سامبي علاقات معها (السعودية وإيران) قد تشكل مصدر خطر، في حين تحتاج جزر القمر بشدة الى دعم مالي خارجي. ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى