تأجيل محاكمة الممرضات البلغاريات في ليبيا الى 13 حزيران/يونيو

> طرابلس «الأيام» عفاف قبلاوي :

>
القاضي محمود هويسة في ختام الجلسة
القاضي محمود هويسة في ختام الجلسة
تأجلت محاكمة الممرضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني الموقوفين في ليبيا منذ سبع سنوات، الى 13 حزيران/يونيو المقبل مع استمرار حبس المتهمين فيما اعرب مسؤول في مؤسسة القذافي عن الامل في حل سريع للقضية.

واعلن القاضي محمود هويسة في ختام الجلسة التي حضرها المتهمون ودبلوماسيون غربيون ان التأجيل تقرر "مع استمرار حبس التهمين".

وكانت بدأت في طرابلس أمس الأول الخميس امام محكمة جنايات طرابلس المحاكمة الجديدة للممرضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني بعد الغاء حكم عليهم بالاعدام في قضية نقل فيروس الايدز لاطفال ليبيين.

وطالب محامي البلغاريات عثمان البيزنطي الافراج عنهن بكفالة. كما طالب محامي الطبيب الفلسطيني اشرف حجوج بالافراج عنه مشيرا الى انه "بحاجة ماسة" لعناية طبية لكن المدعي العام اعتبر ان "كبر الجريمة يجعل من الصعب الافراج عنهم".

وقال البيزنطي لوكالة فرانس برس بعد رفع الجلسة "انها بداية جيدة ستحقق العدالة للمتهمين". واكد "حق المحكمة في الافراج عن المتهمين (...) لكن القاضي غلب حق المجتمع (الحق العام) لذلك سيبقون موقوفين"

وقال ادريس لاغا رئيس مفاوضي الاسر مع الجانب البلغاري والمتحدث باسمهم وهو اب لابنة مريضة "ستنتهي هذه القضية خلال اشهر وليس خلال سنة ونؤمن بعدالة قضائنا".

وتظاهر امام قاعة المحكمة نحو اربعين من ذوي الاطفال المصابين بالايدز رافعين صورا للاطفال. وقطعوا بعد رفع الجلسة الطريق امام المحكمة في وسط طرابلس مرددين ان "هذه الجريمة البشعة" تستحق العقاب.

من ناحيته قال صالح عبد السلام المدير التنفيذي ل"مؤسسة القذافي للتنمية" التي يرأسها سيف الاسلام نجل الزعيم الليبي ان "كل الاطراف تشتغل الآن لانهاء هذا الملف بما يرضي الطرفين" الليبي والبلغاري.

واضاف في تصريح لوكالة فرانس برس بعد رفع الجلسة "نتمنى ان تنتهي هذه القضية قبل نهاية السنة لنقفل الملف نهائيا".

اسر الاطفال المصابين يتظاهرون امام قاعة المحكمة رافعين صورا لاطفالهم المصابين بالإيدز
اسر الاطفال المصابين يتظاهرون امام قاعة المحكمة رافعين صورا لاطفالهم المصابين بالإيدز
واوضح عبد السلام ان "مؤسسة القذافي للتنمية" استطاعت ان "تمكن الاربعاء الماضي وفدا من منظمة +محامون بلا حدود+ من زيارة الممرضات البلغاريات" المعتقلات في جناح خاص في سجن الجديدة للنساء في طرابلس.

واضاف ان المحامين الفرنسيين قد يزورون الممرضات البلغاريات مجددا أمس الأول الخميس.

واكد تحسن ظروف اعتقال الممرضات منذ ان تدخلت المؤسسة في الامر.

ولم تشتك البلغاريات خلال جلسة أمس الأول من ظروف اعتقالهن وبدين بحالة جيدة في حين قال الطبيب الفلسطيني المعتقل في سجن للرجال في طرابلس ان "هناك تمييزا في المعاملة" وانه يعاني من ظروف قاسية.

وقال الطبيب انه لم يتمكن من الاتصال بعائلته سوى قبل اسبوعين وذلك للمرة الاولى منذ عام 2005,وقال لوكالة فرانس برس قبيل بدء المحاكمة "انا واثق ببراءتنا".

واضاف "نحن ضحايا تماما كالاطفال المصابين" بالايدز، املا في "نهاية هذه الماساة التي وجدنا انفسنا فيها من دون سبب".

وفي المواقف، طالبت بلغاريا بمواصلة المحاكمة من دون تاخير، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ديميتار تسانتشيف ان بلاده تنتظر من محكمة الاستئناف في طرابلس "ان تاخذ في الاعتبار الانتهاكات الاجرائية التي ارتكبت حتى الان والادلة القاطعة على براءة (الممرضات) البلغاريات التي قدمها الدفاع".

ومن جهتها، تمنت فرنسا الافراج عن الممرضات "في اسرع وقت".

وكان حكم على الممرضات والطبيب الموقوفين منذ 1999 بالاعدام في السادس من ايار/مايو 2004 في بنغازي (شمال شرق ليبيا) بتهمة نقل فيروس الايدز اثناء عملهم في مستشفى المدينة، الى 426 طفلا ليبيا توفي 51 منهم حتى الان.

واستأنف المتهمون الذين يدفعون ببراءتهم، الحكم امام المحكمة العليا الليبية التي امرت في 25 كانون الاول/ديسمبر باعادة محاكمتهم.

وكانت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ووزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست-بلازي وجها دعوة في صوفيا في نهاية نيسان/ابريل من اجل الافراج عن المعتقلين الستة.

محاكمة الممرضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني الموقوفين في ليبيا
محاكمة الممرضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني الموقوفين في ليبيا
وكان لوك مونتانييه الذي ساهم في اكتشاف فيروس الايدز والبروفسور الايطالي فيتوريو كوليتزي اللذان ادليا بافادة امام المحكمة الليبية، اعتبرا ان المرض انتشر قبيل وصول الممرضات وذلك بسبب الشروط الصحية السيئة في المستشفى.

وطالبت العائلات الليبية بتعويض بقيمة عشرة ملايين دولار لكل من الاطفال ال426 الذين اصيبوا بالمرض بحسب التلفزيون البلغاري.

وهذا المبلغ مطابق لقيمة التعويضات التي دفعتها ليبيا لعائلات الضحايا ال270 لاعتداء لوكربي الذي استهدف طائرة تابعة لشركة بانام الاميركية عام 1988.

ورفضت بلغاريا طلب التعويضات رسميا معتبرة ان الممرضات البلغاريات بريئات,لكن صوفيا وافقت على مبدأ القيام بعمل انساني لمكافحة الايدز في ليبيا.

وفي نهاية كانون الاول/ديسمبر انشأت بلغاريا بالاشتراك مع الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا صندوقا دوليا لمساعدة ليبيا على مكافحة هذا المرض.

وسيتيح هذا الصندوق بحسب صوفيا تأمين رعاية طبية دائمة للمرضى المصابين بالايدز والمساهمة في مطابقة مستشفى بنغازي مع المعايير الدولية وتامين مساعدة مالية لعائلات الاطفال المرضى والذين توفوا بسبب المرض.

وتأتي المحاكمة الجديدة وسط استياء ليبي شديد اثر نشر صحيفة بلغارية رسوما كاريكاتورية للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في مطلع ايار/مايو. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى