بوش والاكثرية الجمهورية في وضع صعب قبل ستة اشهر من الانتخابات

> واشنطن «الأيام» شارلوت راب :

>
الرئيس الاميركي جورج بوش وبجانبه نائبه تشيني
الرئيس الاميركي جورج بوش وبجانبه نائبه تشيني
يواجه الرئيس الاميركي جورج بوش والاكثرية الجمهورية في الكونغرس وضعا صعبا قبل ستة اشهر فقط من الانتخابات التشريعية، مما يدفعهم الى بذل الجهود لتجاوز الازمة وانقاذ شعبيتهم المتدهورة.

وتؤكد الاستطلاعات اسبوعا بعد اسبوع تراجع شعبية بوش والجمهوريين. وفي الكونغرس، يجد زعماء الغالبية صعوبة في تهدئة التوتر الذي يعتري النواب واعضاء مجلس الشيوخ الخائفين من زوال هيمنتهم بعد 12 عاما.

وقال جون بونر رئيس الغالبية الجمهورية في مجلس النواب الاميركي الثلاثاء الماضي ان البعض يعتقدون انه للحفاظ على الاغلبية، يفترض اعتماد خطة تكتيكية سرية، في حين يعتقد آخرون انهم بحاجة "الى حل سحري".

وسجلت شعبية الكونغرس تدهورا لم يحصل من قبل، او على الاقل منذ ظهور الموجة الجمهورية التي قادها نيوت غينغريتش عام 1994، حين وضع الجمهوريون حدا لعقود من سيطرة الديموقراطيين على مجلس النواب.

وبحسب استطلاع اخير اجرته صحيفة "نيويورك تايمز" وشبكة "سي بي اس"، باتت شعبية الديموقراطيين تتجاوز شعبية الجمهوريين ب18 نقطة (55% مقابل 37%),واشار الاستطلاع الى ان شعبية بوش انخفضت كذلك الى مستوى غير مسبوق حيث لم تتجاوز 31% بين صفوف الاميركيين.

ومع هذه الارقام السيئة، لم يعد بوش يبدو في نظر الجمهوريين ورقة رابحة، وقد بدأ كثيرون من الاكثرية الجمهورية يتجهون الى الاستقلالية او حتى معارضة مشاريع الادارة الى درجة تعطيل عمل الكونغرس.

اما الانتصار الوحيد الذي حققه الجمهوريون في الكونغرس منذ بداية السنة، فكان اقرار تمديد العمل بقانون تخفيض الضرائب، ولكن لم يتم ذلك الا بعد اشهر من المفاوضات الشاقة.

ويسعى بونر جاهدا الى الابقاء على برنامج تقشفي في الانفاق تماشيا مع الرغبة في عدم تضخيم عجز الميزانية.

وبسبب الانقسامات داخل الاكثرية التي ما زالت ترفض خفض النفقات الاجتماعية،اضطر زعيم الاغلبية النيابية الى تاجيل اسبوعا تلو الآخر اقرار "الموازنة"، وهو عبارة عن اعلان نوايا يحدد اوجه الانفاق الحكومي. وقد يضطر الى تاجيل المشروع مدة اطول ما سيشكل سابقة لم تحدث منذ العام 1974.

ولا يبدو اعضاء مجلس الشيوخ اكثر تعقلا. وفي تصرف يندر حدوثه، هدد البيت الابيض مؤخرا باستعمال حق النقض (الفيتو) لوقف مشروع موازنة مخصصة لتمويل العمليات في العراق وافغانستان، اذ اقدم مجلس الشيوخ على رفع قيمة هذه الموازنة من 92 مليار دولار الى 109 مليارات دولار بعد اضافة نفقات مخصصة لمشاريع داخلية متعددة.

وفي حين يشعر الاميركيون بالقلق حيال الوضع الاقتصادي وبسبب ارتفاع اسعار البنزين، لا يفوت بوش حيثما حل داخل البلاد فرصة ليمتدح انجازاته الاقتصادية، ويذكر من دون كلل ان "الاقتصاد الاميركي قوي ونابض" وان نسبة البطالة انخفضت الى 7،4%.

وفي هذا السياق، يقول مارك شولمان الذي يراس معهد الاستطلاعات "اس ار بي اي"، "بعض المؤشرات تدلل بالطبع على انتعاش الاقتصاد (..) لكن هناك في الواقع ملفين ينوءان بثقلهما على ادارة (بوش) وعلى شعبيته: العراق من جهة واسعار البنزين من جهة اخرى".

ويضيف "عندما تنهك مصاريف الوقود ميزانية العائلات، يشعر الناس بانهم يزدادون فقرا. وبغض النظر عما تقوله الحكومة، فان الناخبين غير راضين عن الوضع الاقتصادي".

الا ان ان تغييرا في السياسة المتبعة في الملف العراقي يعد من المحرمات، وفي ما يتعلق بالوقود، اكتفى الجمهوريون حتى الساعة بتقديم افكار دون ان يتوصلوا الى تقديم اقتراحات جدية.

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" على صفحتها الاولى الخميس انه بناء على كل ذلك،"يخسر بوش والحزب الجمهوري قاعدتهما".

الا ان زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ بيل فريست قد يكون عثر على وسيلة للخروج من الازمة حيث خطط لبرنامج كامل من النقاشات هذا الربيع حول مواضيع من شانها ان تحرج الديموقراطيين وترضي اليمين المحافظ المتدين، ومنها اقتراحات عدة لتعديل الدستور محكومة اصلا بالفشل، مثل معاقبة تدنيس العلم الاميركي او حظر زواج مثليي الجنس. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى