فعاليات حقوق الإنسان

> د. سمير عبدالرحمن شميري:

>
د. سمير عبدالرحمن شميري
د. سمير عبدالرحمن شميري
الشاعر الفرنسي آرثر رامبو (1854- 1891م)، كان شغوفاً بالمغامرة والسفر، وصل إلى عدن عام 1880م للمتاجرة والأسفار في الأصقاع المجهولة، ولشدة ولعه بالسفر كان يقول:«سأترك قريباً هذه المدينة لأذهب وأتاجر في المجهول».

وعلى سياق متصل هناك من يسافر إلى عدن حاملاً راية حقوق الإنسان ومترعاً بعقلية الإقصاء، هذه العقلية المدمرة للأفكار النبيلة، عقلية مندفعة ومتهورة في مسلك اللون الواحد والصوت الواحد والفكر الواحد وتمارس لعباً خادعة كسراب الصحراء.

وبصوت خفيض نقول، إن إدماج حقوق الإنسان في مناهج التعليم لن يتم عبر لقاءات المجاملة في القاعات الفاخرة وفي طقوس لا تحكمها المهنية والحصافة.

حقوق الإنسان أيها السادة ليست حكراً على شلة من المقاولين يضعونها في الحقائب ويرتحلون من فندق إلى فندق ومن مطرح إلى آخر، فهي قضية تهم أطياف المجتمع كافة. فحقوق الإنسان لا تحتاج للأجواء الاحتفالية والتدليس والمصانعة، ولا للعقليات المتأزمة التي لا تؤمن بالحرية والإنصاف، وبعبارة واضحة حقوق الإنسان تحتاج لعقليات نظيفة خالية من التوجس المرضي. ومن ينظر ملياً في كبواتنا سيلحظ من دون عناء فجوة في لغة التفكير والتصرفات غير الناضجة، فالمسالك الملتوية تثير الكثير من الاضطراب والغموض وتقدم قراءة خاطئة في المنهج والسجال، لأن ذلك يتم في سياق غير متبصر تحكمه الأهواء الشخصية. فلا نستطيع الخروج من شرنقة الممارسات الخشنة طالما يقود القافلة حملة المباخر وضاربو الدفوف.

إن ذهنية الحبس وثقافة الخوف لا تخلق بيئة أخلاقية مناسبة لتوطين ثقافة حقوق الإنسان.

«فلا يمكن أن نتصور ازدهاراً اقتصادياً مطرداً، وتنمية مستديمة وسليمة، في مناخ سياسي فاسد يسيطر عليه السماسرة، وتطغى عليه ظاهرة المحسوبية والإثراء على حساب مصلحة الوطن والناس» (الحبيب الجنحاني).

ولكي تستعيد الأشياء نضارتها، أهجس أن ثمة إمكانية للمراجعة تضفي النسقية والجودة على المنهج والمناشط الفعالة التي لا تكون سريعة الاندراس، فلا بد من تشبيك الجهود ولفظ روح الاستعلاء والهيمنة. فعلى الهيئات المدنية انتخاب الفعاليات التي تصب لخير حقوق الإنسان كي تكون حافلة وخصبة وسليمة من كل كدر وعيب ونظفر من خلالها بجرعة مكثفة من النجاح.

فلسنا هواة سك الشعارات الدخانية ولا غايتنا التقليل من الجهود الحميدة أو الوصول إلى نقطة من الاتهام على غرار ذلك الاتهام الذي أطلقه أحد المبدعين حين قال: «إني أتهمكم بقتل مشروع الأمل».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى