ذكرى مرور عام على وفاة شيخ الحديث بعدن العلامة أحمد بن أحمد مهيوب

> الأستاذ عبدالقادر بن عبدالله المحضار :

>
العلامة أحمد بن أحمد مهيوب
العلامة أحمد بن أحمد مهيوب
ها هي سنة تكتمل على وفاة شيخ الحديث بعدن العلامة الذي انتقل إلى جوار ربه يوم السادس من شهر ربيع الثاني، ومن المصادفات الطيبة لقائي قبل أيام بأحد المحبين لمجالس العلم والعلماء، والذي قال لي: إن ذكرى مرور عام تصادف يوم السادس من شهر ربيع الثاني وهي بلا شك عند شيخنا - رحمه الله - أحسن أيامه وأسعدها، إذ هي يوم لقاء الرحيم الغفار، وبالأمس القريب أخبرني أحد الأصحاب - وفقه الله - أنه قام بعض أبناء ومحبي الشيخ أحمد، بعمل كتيب يحتوي على صفحات من حياته وأسانيده ومروياته -رحمة الله - بالإضافة إلى بعض المراثي التي قيلت فيه، فجزاهم الله خيراً، وجعل عملهم في كفة حسناتهم.

ومما لا شك فيه أن رجال عدن وأعيانها يعرفون شيخنا وأستاذنا العلامة المسند القاضي بقية العلماء، ووارث الفضلاء الشيخ أحمد، الذي يعد من أبرز رجال العلم والتربية والدعوة إلى الله، ليس على مستوى مدينة عدن وحدها، بل على مستوى بلاد اليمن بعمومها. وحقيقة الحال أن الشيخ أحمد أشهر من نار على علم، وشهرته تغني عن ترجمته.

وإذا استطال الشيء قام بنفسه ** وصفات ضوء الشمس تذهب باطلاً

نعم ها هي تمر علينا ذكرى مرور عام على وفاة عالم عدن ومحدثها، هذا الرجل الصالح الصابر الذي حزنت عدن ولبست السواد منذ وقت سماع الخبر المفجع، وشيع ظهر اليوم التالي في موكب مهيب لم يعرف له مثيل، خرجت فيه عدن عن بكرة أبيها تودعه وتشيعه، فكنت ترى الناس كالسيل الجارف وكأنه ما بقي أحد بالبلد إلا وانثنى لها، ولا شك أن كبار الرجال يعرفون بجنائزهم، وقد ووري جثمانه الطاهر الثرى بمقبرة العيدروس بجانب جمع من مشايخه وأعيان عدن وصلحائها وقد رثاه الكثير من السادة العلماء والخطباء في خطبهم، والأدباء والشعراء في قصائدهم، ومنهم فضيلة المفكر والداعية الأسلامي الشيخ أبوبكر العدني بن علي المشهور، في قصيدة مطولة بلغت (29) بيتاً. مطلعها يقول:

أسفي يطول بفقد أشياخ الهدى

ويدوم حزني كلما الموت عدا

إلى أن قال:

عدن الأسيفة قد بكته تألماً

ولحزنها البحر الخضم تنهدا

وأرى الزمان قد نعاه مؤكداً

عظم المصاب لمن وعى وتأكدا

رحم الإله فقيدنا وأظله

في جنة الفردوس طابت مقعداً

وفي ختامها يقول:

فلقد مضى شيخ الحديث مخلفاً

من بعده باباً عصياً موصدا

من يفتح الأبواب حقاً مثلما

قد كان يفتحها المسمى أحمدا

وفي الختام نذكر الجميع أن فقيدنا الشيخ أحمد، قد ترك تراثاً متفرقاً من الخطب والفتاوى والمواعظ، يسر الله من يقوم بجمعها، وبوفاة هذا الإمام الجليل طويت صفحة مضيئة لبقية كبار علماء هذه البلدة المباركة، وآخر صدورها العلمية البارزة.

نسأل الله أن يتغشاه بالمغفرة والرضوان، ويجمعنا به ووالدينا في أعلى فراديس الجنان، من غير سابقة عذاب ولا امتحان، بل بمحض الفضل والكرم والامتنان، كما نسأله جلت قدرته أن يجعل الخير والبركة في أبناء الشيخ أحمد وطلابه ومحبيه، ويؤهلهم لحمل التركة التي خلفها لهم شيخهم ووالدهم، ويجعلهم خير خلف لخير سلف إنه سميع مجيب وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن الصحابة أجمعين والحمد لله رب العالمين.

رئيس قسم التاريخ والأنساب بمركز الإبداع الثقافي بعدن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى