قصة قصيرة بعنوان (صــــــورة)

> «الأيام» صالح علي بامقيشم/شبوة

> من بين رزم صحف قديمة انتزعها! كأنه وجد جوهرة ثمينة بعدها أضحت سبب آلامه! مجرد صورة في صفحة ثقافية التقطها بعينيه اللتين لا تكفان عن التحديق، بعدها أصبحت حياته مليئة بالنظريات الافتراضية.. يظل شطراً من ساعات الليل يدقق في ملامح «الملاك» كما أسماها.. في الصباح يتجه إلى عمله بعد أن يودعها وبعيون دامعة يدسها في ملف قديم..ويضعه الملف داخل دولاب مهترئ. حين يعود الى بيته يتجه مباشرة وبأصابع مرتجفة يسحب الملف وفي طقوس كهنوتية مطولة مليئة بابتهالات الغزل والغرام والشوق واللهفة.. يتناولها.. مجرد صورة!!

آه.. لماذا نبحث عن العذاب ؟ ربما الحياة لا تصلح من دون لوعة، فالحياة جميلة بحماقاتنا!! هذا ما كان يجب عليه أن يؤمن به منذ وقت مبكر. لفتت انتباهه نظرية هندسية تقول «الخطان المتوازيان لا يلتقيان أبداً ولا يتقاطعان»... إذن لن يلتقيا ولكنهما بالمقابل لن يتقاطعا، على الأقل من جانبه!! مجرد صورة صغيرة جداً.. يمضي ساعات طويلة كالمخبول وهو يعيد النظر في.. العينين.. الشعر .. دقة الملامح! يمكنه وصفها بعبارة موجزة..«إنها جميلة الى درجة مرعبة!!» ساعده ذلك في استثارة إيمانه بالخالق فأصبح يواظب على الصلاة في الجامع. دائماً يضع الصورة أمامه، صغر حجمها لا يساعده عند حلول الظلام وخاصة خارج المنزل.. عصر أمس فقط وجد مجموعة من الشباب «المخزنين» جثة متعفنة ملقاة على الساحل، وبعد تفتيش ملابسه وجدوا صورة متناهية في الصغر.. اقتطعت في يوم ما.. من صفحة ثقافية قديمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى