يا مسلمين

> فريد صحبي:

>
فريد صحبي
فريد صحبي
زمان.. كان في بلاد اسمها (مستعمرة عدن).. كان فيها الأمن والأمان.. لكل السكان.. والطعام للمسكين والغلبان.. مافيش ظلم ولا عدوان.. مافيش استعلاء ولا استكبار.. الناس كلهم كانوا أهل.. عدن كانت بيت كبير.. ساكن فيه اليهودي والصومالي.. العربي والزيدي والشافعي، اليافعي والضالعي، الصنعاني والهندي، الزبيدي والكرستاني والبانيان، العجمي والإيراني والحضرمي والباكستاني.. الكل عدني.. مدينةإاسلامية صح..بلاد مسلمين صحيح.. رب العالمين.. ربهم.. أبوهم آدم وأمهم اسمها حواء!

إذا واحد وقع عليه اعتداء من أحد أو لص حاول أن يسرقه في الليل أو في النهار وصاح وقال (يامسلمين).. في لمح البصر تنطلق الأقدام نحو مصدر الصيحة كالصواريخ.. من كل حافة وحارة وشارع.. وفي اللحظة والتو يكون المعتدي أو السارق في قبضة أهل الحي وبين أيديهم كالفأر الميت من الرعب.. يقتادوه إلى مركز الشرطة وفي الطريق تنهال عليه بركات العابرين والمارين في الشارع.. هذا يصفعه وذاك يركله وآخر يبصق في وجهه.. كل هذا وهو يتوسل إلى الله أن يعجل بوصوله إلى مركز الشرطة حيث يكون قد صار كالخرقة البالية لا تقوى قدماه على حمل جسده المنهوك بعد أن نال جزءاه الذي يستحقه وزيادة!

راحوا فين المسلمين بتوع زمان دول يوم الاثنين اللي فات عندما انضرب واحد من أهالي منطقة الروضة (القلوعة) بمديرية التواهي، كما أفادتنا بالخبر صحيفة «الأيام» جزاها الله خيرا.. الأهالي قالوا إن مجموعة من خارج الحي أقدمت على الاعتداء، بالضرب المبرح على العقيد امتياز أحمد كرم.. الذي أفاد بدوره بأن شخصاً غريباً طرق باب منزله واستدرجه إلى خارجه وعلى بعد خطوات من عتبة المنزل فوجئ بثلاثة أشخاص غرباء ينهالون عليه ضرباً.. اثنان منهم بالعصي والثالث بمؤخرة بندقيه.. ولولا صراخ النساء من الجيران وفرار الجناة لكان في عداد الأموات.. حيث لاذ الجناة بالفرار في سيارة تحمل لوحة صنعاء!. لله در النساء اللاتي حفظن للرجل حياته بصراخهن.. ولو لم يفر الجناة لا أستبعد - والله - خروجهن إلى الشارع والهجوم عليهم بسكاكين وأواني المطبخ الحادة والثقيلة وأرجل الكراسي وبكل ما قد تصل إليه أيديهن.. أولسن هن من كن يتقدمن الرجال في المسيرات والمظاهرات ويواجهن فوهات بنادق الإنجليز وقنابل الغاز الحارقة!

ويبقى السؤال الحائر.. وقع الحادث الساعة التاسعة والنصف صباحاًُ..أي في ذروة الحركة والمرور والحياة تدب على الأرض.. لماذا لم ينقض المارة والعابرون على الجناة المعتدين.. لماذا لم يهرع أهل الحي كلهم لاستغاثة النسوة.. لماذا لم يقطعوا الطريق.. لماذا لم يطاردوا الجناة حين لاذوا بالفرارا.. طفل الانتفاضة في غزة يتصدى لدبابة بحجر.. أين أطفالنا.. ولا أقول رجالنا.. والله لو تركنا أطفالنا لكفونا.. لو خلصناهم من كذبنا وخداعنا لأنفسنا.. من طريقتنا وعاداتنا.. من عاهات أفكارنا.. من الوهن الذي عشش في وجداننا.. لانطلقوا.. بالفطرة والقلب الأبيض.. لانطلقوا وأعاقوا وعرقلوا المعتدين الآثمين.. وأربكوهم وكبلوهم وأتوا بهم مأسورين!

والآن لنعرف لماذا فعل الجناة فعلتهم النكراء.. حيث يتعين استدعاء الحكمة التي تقول (عذر أقبح من ذنب).. يقول العقيد امتياز أحمد كرم ضحية الاعتداء الآثم في شكواه إلى السيد رئيس الجمهورية :«أستغيث بولي أمرنا فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وأقول أنا أحد أبنائك المخلصين لرسالتهم التعليمية في معهد الثلايا لتأهيل القادة في منطقة صلاح الدين ولا ذنب لي الا احترامي لواجبي ومحاربتي للغش أثناء الامتحانات، فأنت يافخامة الرئيس ولي أمرنا جميعاً وأنت القادر على الاقتصاص لي من الجناة وحسبي الله ونعم الوكيل»!

إنها صيحة استغاثة تقول (يامسلمين).. فهل يستجيب السيد الرئيس والناس أجمعين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى