قصة قصيرة بعنوان (شنطة)

> «الأيام» أبوبكر علي الجبولي/ عدن

> ولج قاعة المحاضرات رجل بدين في أواخر العقد الرابع من العمر، قطع ارتطام حقيبته بطاولة منصة المحاضرات نقاش الطلاب المحتدم وضحكاتهم المرحة .. توسط القاعة، أخذ يجول ببصره مستعرضاً مهابته، ساخراً من الوجوه الواجمة وسط ذهول من تصرفه الغريب، عاد نحو منصة إلقاء المحاضرات ثم أمر: الجميع يكتب ما أقول.

لم يجرؤ أحد على الاستفسار سوى همسات حذرة تتساءل عن المحاضر الجديد؟ ومادته؟

أتعرفون من أنا؟ شرع يسرد تفاصيل حياته ويستعرض بطولاته وأدواره النضالية.

رن هاتفه، رد بغرور:

- أنا داخل المحاضرة، سنلتقي في المكتب العقاري.

انتقل للحديث عن مميزات هاتفه وحقيبته الحديدية ثم أخذ يمتدح شجاعة قبيلته ومنجزات حزبه، محذراًَ من ينكرها بعاقبة وخيمة. خيم الملل، غشي معظم الطلاب غرابة وخوف من تصاعد تهديداته. سأل أحدهم بسذاجة:

يا أستاذ مميزات شنطتك وجوالك التي دوناها بعدك هل هي مادة مقررة للدراسة؟

ضجت القاعة بالضحك. خرج الطلاب، قال أحدهم: هذا المدرس أعرف، موظف في أرشيف العقارات ابن عمه قائد عسكري كبير، يبدو أنه عينه للتدريس في الجامعة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى