كل إناء بما فيه ينضح

> «الأيام» عدنان محمد البتول / عدن

> الانتقام صفة من صفات الحمقى الذين قل علمهم وخفت عقولهم وذهب حلمهم وهوت سكينتهم في أدراج الرياح وقيعان البحار.. فأقول إن ما يؤسفنا ويوقع الحزن في صميم قلوبنا أن يتسلح بهذه الصفة من يتوسطون صفوفنا وينتمون إلى جلدتنا فيظهرون لنا الكلام المعسول الذي ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب، فهذه الشريحة من الناس حالها كالذي يضع لضيفه مائدة من علقم، لكن الأيام لا تخفي شيئا كما يقول المثل «كل إناء بما فيه ينضح» وحينئذ تسود وجوه أمام مسرحية نقائض أقوالها مع أفعالها، وتحل الندامة والحسرة في قلوب أولئك النفر من الناس الذين امتلأت قلوبهم بأقبح الصفات ولكن حينئذ لا ينفع الندم.

أخيراً إن ما يقض المضاجع ويدمي القلوب الحية أن تأتي هذه الكارثة من (صديق)، فأي صداقة بعد هذا التلبس المكشوف والرائحة النتنة وأي حياة بعد الخيانة والخداع؟.. فأقول أولا وأخيراً لأولئك النفر من الناس الذين ابتلوا بمثل هذه الصفة إن الدنيا قصيرة وحقيرة وما عند الله خير وأبقى وإن الموت لا محالة آت فلا تنفعك ولن تبقى بعد موتك إلا الكلمة الحسنة والأثر الحسن والعمل الخالص لله والإحسان إلى الناس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى