قال إنه مستعد لمناظرة زكريا بطرس على الهواء .. خالد الجندي:نعم تزوجت مسيحية وأبنائي يتعلمون في مدرسة قبطية

> «الأيام» عن «العربية نت»:

>
خالد الجندي
خالد الجندي
لا زال الجدل مستمرا بشأن تيار "الدعاة الجدد" بعد مرور سنوات غير قليلة على ظهورهم. فرغم الاتهامات والحملات الاعلامية العنيفة التي واكبتهم منذ خرج أولهم وهو د.عمر عبدالكافي إلى دائرة الشهرة والجماهيرية عقب استهدافه لصفوة المجتمع من خلال الأماكن الراقية التي يقصدونها، فإن شعبيتهم تزداد لاسيما بين الطبقات الميسورة، خصوصا بين النساء والشباب.

ويأتي خالد الجندي مع عمرو خالد وصفوت حجازي على قائمة الدعاة الجدد الأكثر شعبية في مصر والعالم العربي خاصة مع تقديمهم برامج على شاشات الفضائيات، وانتشار محاضراتهم ودروسهم على شرائط الكاسيت.

والمعروف عنه أنه اقنع عددا من نجمات السينما بارتداء الحجاب، وهو يستهدف خصوصا الطبقة فوق المتوسطة لأنه يعتبرها الأكثر تأثيرا ويذهب إليهم في الأحياء الراقية التي يقطنونها.

الشيخ خالد الجندي في هذا الحوار يرد بصراحة كاملة على الانتقادات التي توجه للدعاة الجدد وله شخصيا. يقول لـ(العربية.نت) إنهم يتعرضون لحرب غير شريفة تطعن في أخلاقهم وخصوصياتهم. ويجيب عن سؤال عن تأثير مشروع الهاتف الاسلامي الذي تبنى فكرته، على حياته الشخصية. وهل هو مجرد بزنس للفتوى جعل لها سعرا، وانه انتقل من حياته الفقيرة كخطيب في أحد مساجد السيدة زينب وهو حي شعبي في القاهرة العتيقة، إلى ضاحية المهندسين الراقية، وحقيقة السيارة المرسيدس الفخمة التي تردد انه يمتلكها.

تناول أيضا ما تردد عن زواجه من امرأة مسيحية والحاق أبنائه بمدرسة قبطية، ولماذا لم يستجب لدعوة القس زكريا بطرس لمناظرته، بدلا من تأليف كتاب يرد به على شبهاته.

الهاتف الاسلامي ليس "بزنس" للفتوى
يشير الشيخ خالد الجندي إلى مرور سبع سنوات على مشروع الهاتف الاسلامي وهو ذو خصائص معينة، ولا يلغي دور المؤسسة الرسمية للفتوى التي ستظل شامخة للأبد ان شاء الله.

ويوضح أن هذه الخصائص ينفرد بها المشروع ولا يمكن ان تقوم بها دار الفتوى، وهو موجود ومعترف به في جميع أنحاء العالم وأصبح من الأمور المتعارف عليها في مؤسسات الفتوى العالمية، كخطوة طيبة ولطيفة ومقبولة.

وقال إن الهاتف الاسلامي يتميز بالسرية والتجرد والحياد والموضوعية والبعد عن المصلحة، ويشترط أن يكون كل العلماء العاملين فيه من علماء الأزهر، ولا يمكن قبول أي عالم دون هذا الشرط، مع احترامنا وتوقيرنا لكل العلماء، وهذا ليس انتقاصا لقدرهم، ولكن الغرض من ذلك وحدة المنهج، لأننا نريد منهجا واحدا نتفق عليه، فالوسطية هي رمز للفتاوى التي نصدرها.

ولكن ما مدى تأثير الاستعانة بعلماء أزهريين فقط على اختلاف بيئة الفتوى التي تختلف حسب مكانها، وبحكم ان الهاتف الاسلامي يغطي جميع أنحاء العالم.. وهل لا يحتاج ذلك إلى نوع من العلماء يدركون واقع مجتمعاتهم.. أجاب: هذا يحدث، فنحن أحيانا نترك الفتوى في غير مصر لعلماء بلدهم ونكتفي بإعطاء المعلومات الاسلامية ومعلومات التفسير وغيرها من العلوم الدينية المختلفة.

قلت له إن هذا المشروع اتهم من البعض بأنه "بزنس الفتوى" فقد جعلها مدفوعة الأجر، أي أنها تصدر مقابل ثمن يدفعه المستفتي، فرد الشيخ خالد الجندي: هذا اتهام في اذهان المغرضين فقط ولم يعد له محل من الاعراب، لأن الواقع الذي نحياه الآن يجعل للمعلوماتية ثمنا يدفع إجبارا وليس اختيارا. فالذي يتصور أنه لا يوجد ثمن للمعلومة التي يحصل عليها هو انسان واهم أو يعيش في الخيال، فالعالم الذي يتقاضى راتبه من الدولة ألا يأخذ ثمن المعلومة؟..

واستطرد: علماء وزارة الأوقاف الذين يحصلون على رواتبهم من الحكومة، هل سيعملون إذا قلنا لهم انكم لن تأخذوا أجرا على عملكم؟.. فمن أين يطعمون أولادهم ويعالجونهم ومن أين يحصلون على الكتب والمراجع وآلات البحث التي يحتاجون اليها. الذي يذهب إلى دار الفتوى هل لا يحتاج إلى وسيلة مواصلات؟.. وإذا كانت لديه سيارة خاصة ألا تحتاج إلى بنزين. أريد أن أقول إن السؤال الهاتفي في الفتوى يوفر على الدولة زحاما في خطوط المواصلات، وكذلك يوفر في الطاقة وفي وقت المرسل والمستقبل وفي أمور كثيرة جدا.

الفتوى بأجر ضرورة الواقع
وتساءل: لو تصورنا أن أجرة التاكسي في مصر إلى دار الفتوى والعودة تكلف عشرة جنيهات، لكن عندما لا تتكلف الفتوى عبر الهاتف سوى ثلاثة جنيهات وهي قيمة المكالمة فأين الأجر إذن.

ومضى قائلا: العلماء الذي يقدمون الفتوى بالهاتف هل يذهبون إلى الجزار لشراء اللحم لأبنائهم بعبارة "جزاك الله خيرا". وهل يذهبون إلى الخباز "ببارك الله فيك". الرسول صلى الله عليه وسلم يقول "إن أحق ما اتخذتم عليه أجرا كتاب الله" ولذلك في حاشية ابن عابدين أفاض الأحناف في اباحة وبيان جواز الحصول على أجر على الفتيا وعلى تعليم القرآن ولكن بغير اشتراط. وشيخ الأزهر نفسه قال بأن المستفتي عندما يذهب باختياره فلا بأس.

وأضاف أن "السائل عبر الهاتف يدفع فقط أجرة المكالمة التي فرضتها الدولة، ويعمل في هذا المشروع 25 عالما يمثلون كافة التخصصات. وأكثر الأسئلة التي يتلقونها تأتي من الشباب أو تمثل حالات خاصة بأصحابها. لكن من خلال الهاتف الاسلامي تبين لنا أن للفتوى مواسم، فعندما أثيرت قضية البهائية مثلا أتت معظم الأسئلة عن البهائية، وعندما أثيرت قضية ولد الزنا جاءت معظم الأسئلة عن نسب ولد الزنا، وعن أحكام زنا المحارم. وعندما تثار قضايا العطلة الصيفية وغيرها تأتي الأسئلة عن العلاقة بين الولد والبنت والمسائل الجنسية وغيرها، أي أن الفتوى تتأثر بالأحداث السياسية والرياضية والاقتصادية التي تحرك الأمة بشكل عام".

أدعوه إلى المناظرة لكنه يهرب
ويؤكد الشيخ خالد الجندي أن هناك من الأسئلة ما يمتنعون عن الفتوى فيها "تأتينا أسئلة عن كل شيء ولا يوجد ما لم نُسأل فيه، فيها، لكننا لا نجيب عن الأسئلة السياسية ولا نتدخل في أحكام القضاء ولا نناقش قضايا دينية غير اسلامية، فنحن لا نناقش عقيدة المسيحيين ولا اليهود.. هذه أمور عقدية خاصة بغير المسلمين ولا نتدخل فيها مصداقا لقوله تعالى {لكم دينكم ولي دين}.

وأوضح أن هناك أمورا كثيرة يثيرها زكريا بطرس (قس مصري يقيم في الخارج يقدم آراء تتهجم على الاسلام من خلال قناة فضائية) ونقوم بتصحيح المفاهيم لدى الشباب بشأنها، وأهم عمل للهاتف الاسلامي هو الرد على الشبهات المثارة ضد الاسلام.

وقال إن "الكنيسة المصرية موقفها تجاه هذا القس محير فقد كنا نتمنى ان يقوموا بشلحه لأنه يزرع الفتنة الطائفية ولكنهم اكتفوا بإيقافه فقط".

وسألته: زكريا بطرس يدعو دائما العلماء المسلمين لمناظرته عبر التليفزيون، فلماذا لا تلبون له ذلك، خاصة أنه طلب منك هذا بدلا من أن ترد عليه عبر كتاب قلت إنك بصدد تأليفه؟.. يتساءل الشيخ خالد الجندي: أين تكون هذه المناظرة.. نحن ندعوه إلى المناظرة ولكنه يتهرب. ليأت إلى مصر ومرحبا به سنفعل معه ما يريده، ولكن هل من العقل والمنطق أن نسافر خارج البلاد للمجهول حتى نناظر؟.. مرحبا به في مصر للمناظرة.

ثلاث ملاحظات على أقوال زكريا بطرس

يضيف: الأمر الآخر، أن معظم ما يقوله زكريا بطرس ليس انتقادات، فهناك ثلاث ملحوظات عليه.. الملحوظة الأولى أن الرجل يتكلم بشكل آحادي، أي يخاطب نفسه. الثانية أنه يعتمد على مراجع اسلامية ضمت الغث والسمين وتحتاج الى انتقاء وتصحيح لبعض الأحاديث وهذا بينه العلماء والمحققون مثل تفسير ابن جرير الطبري فهو ممتلئ على آخره بالاسرائيليات ويحتاج إلى تصحيح. الملحوظة الثالثة أن الرجل يشتم ونحن لا ننزل إلى مستوى السباب ولا نحاول أن ننزل إلى هذا المستوى، لأننا ننتمي إلى دين يحرم علينا مبادلة السباب مع أحد. الاسلام محبة ولأن الاسلام محبة فهو يحرم علينا ان نشتم أحدا.

نواجه حربا تتعرض لأسرارنا وبيوتنا ومخادعنا
قلت له: هل لا زلتم تصنفون بالدعاة الجدد، رغم مضي عدة سنوات على ظهوركم والنجاح الذي تحقق لكم؟.. يجيب الشيخ خالد الجندي: نحن شيء نفتخر به إذا كنا أصحاب هذا التوصيف، لأن أول من وصفنا بذلك هو المصطفى صلى الله عليه وسلم، فقد قال "ان الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لهم أمر دينهم).

سألته: هل تواجهون نفس الحرب التي كانت منذ سنوات؟.. قال: نحن لا نواجه نفس الحرب بل أبشع منها بمئات المرات. لقد تضاعفت المعركة وتضاعف عدد الأعداء، وحمي الوطيس. كانوا قديما يطعنون في علمنا، واليوم يطعنون في أخلاقنا ويجرحوننا في أسرارنا الخاصة. يحاولون التسلل إلى داخل مخادعنا وبيوتنا. هذه مصيبة، فالحرب اليوم لم تعد شريفة كما كانت من قبل.

قلت له: هذه الحرب التي تسميها (غير شريفة) وبدأت مع ظهور الشيخ عمر عبدالكافي واستمرت مع الذين جاءوا بعده.. كيف تواجهونها؟.. أجاب الجندي: نواجهها بقوله تعالى: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا}.. و{واستعينوا بالله واصبروا}. كيف نكون دعاة ولا نستعين بالله عز وجل.

التنافس بين الدعاة الجدد
سألته: في اطار ذلك يتحدثون عن منافسة بين الدعاة الجدد مثل خالد الجندي وعمرو خالد وصفوت حجازي في انتاج الأشرطة الدينية حتى أنهم يشبهونها بالمنافسة بين مطربي الفيديو كليب؟. رد خالد الجندي: الذي يشبه الدعوة الى الله بالدعارة حسابه عند ربه. والفيديو كليب ما هو إلا دعارة. الدعوة إلى الله والدعوة إلى الحب والايثار والتعاون والاخاء والمودة والكرم والفضائل والخشوع.. هل تشبه بالدعارة؟.. الذي يقول بذلك حسابه عند ربه. أما ان هؤلاء المشايخ بينهم تنافس، فهذا أمر لا ننكره لأن الله يقول {وفي ذلك فليتنافس المتنافسون} فيجب على المؤمن أن يكون متنافسا مع اخوانه في الله عز وجل.

امتلك 3 سيارات وسأشتري المرسيدس
قلت له: أنت شخصيا هوجمت. قيل إنك أصبحت ثريا بفعل ذلك.. وأنك كنت خطيبا في مسجد بحي السيدة زينب الشعبي وأصبحت حاليا تسكن في حي المهندسين الراقي.. وتملك سيارة مرسيدس وغير ذلك من أمور يستشهدون بها على حالة الثراء التي أصبحت عليها؟

بصراحة مطلقة رد الشيخ الجندي: امتلك ثلاث سيارات ليس بينها سيارة مرسيدس، وانما ستكون عندي آخر العام ان شاء الله. الحديث النبوي يقول (لنعم الله أعداء. قيل من هم يا رسول الله. قال: الذين يحسدون الناس على ما رزقهم الله من فضله). الأمر الآخر الذي يجب أن نكون صرحاء ونحن نتناوله: هل الغنى أمر مشروع أم غير مشروع؟.. هل الثراء أو حب المال أمر مشروع أم غير مشروع. هل نسيتم أن هناك نبيا مثل سليمان قال {رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي انك انت الوهاب}؟.. هل خرج عبدالرحمن بن عوف وعثمان بن عفان من لائحة العشرة المبشرين بالجنة لانهما أصبحا غنيين؟

ويضيف: المهم ليس الغنى في ذاته وإنما كيفية الحصول على هذا المال أو هذا الغنى. فإن كان عن طريق مشروع فلا بأس من ذلك، وإن كان عن طريق النصب والاحتيال، فلا شك أن هذا أمر ترفضه الشرائع والعقل والمنطق والأخلاق، وأنا شخصيا أحمد الله على أنه سترني. أنا لست ثريا إنما مستور وأعيش بفضل الله بإظهار نعمة الله علي. أما الذي يريد أن يدعي الفقر فعليه ان يفعل بنفسه ما يشاء.

زوجتي المسيحية أسلمت وحجت معي قبل طلاقنا

هنا سألته في اطار الهجوم الشخصي الذي يتعرض له: قيل إنك داعية مسلم ورغم ذلك فأبناؤك يتعلمون في مدرسة قبطية.. هل هذا صحيح؟. أجاب خالد الجندي: والله أنا وجدت أن الله تبارك وتعالى يقول {اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم} .. {والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب}. فإذا كان القرآن أباح للرجل أن يتزوج من (نصرانية) يأتمنها على ماله وعلى عرضه وعلى أولاده.. فهل من المنطق أن أخشى على أولادي أن تكون المدرسة (نصرانية)؟.

هل هذه هي السماحة التي أمرنا بها الاسلام. عندما فشلوا في تعليم أولادهم الاسلام في البيوت يريدون ان يتحقق ذلك في المدارس وهذا محال لأن الذي يفشل في تعليم أبنائه الانتماء لهذا الدين، فليذهب إلى حيث ذهب.

قلت له: هل كنت متزوجا من مسيحية؟.. قال الداعية الاسلامي الشيخ خالد الجندي: نعم كنت متزوجا من (نصرانية) وأفتخر بذلك، والحقيقة أنها طلقت وكانت قد أسلمت وهي الآن مسلمة وقامت بأداء فريضة الحج معي قبل أن ننفصل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى