خريجون تحت المجهر

> «الأيام» عبدالإله ثابت الصنوي /المعلا - عدن

> بالأمس القريب طالعتنا الصحف الرسمية وعلى صدر صفحاتها المختلفة بأسماء خريجي الجامعات والمعاهد والثانوية من واقع كشوفات الخدمة المدنية والمكلفين من قبل اللجنة العليا للانتخابات بالنزول الميداني من أجل مراجعة وتعديل جداول الناخبين في عموم محافظات الجمهورية، وبهذا القرار نجد أن الذي حالفه الحظ في سعادة غامرة لم تسعه الدنيا برحابتها من الفرحة، ولكنه فرح سينتهي بمجرد انتهاء اللجنة من عملها خلال فترة وجيزة ثم عودتهم إلى منازلهم ومرابطتهم فيها ليل نهار. ومن هذا المنطلق فلقد كشفت تلك الأسماء التي تزيد عن الثلاثين ألف خريج من أصل ستة وثمانين ألف خريج عن حجم المعاناة والمأساة التي يتمرغ في وحلها وطننا الحبيب وتكشف أيضاً عن حجم البطالة المتراكمة في أدراج ودواليب الخدمة المدنية من حملة الشهادات الذين قد وهنت خطاهم وهم يترددون على مكاتب الخدمة المدنية لتجديد القيد والتسجيل مجدداً في بعض المحافظات الأخرى ولسنوات عدة.

إن ما يبعث في النفس الحسرة والألم وأنت ترتاد مكاتب الخدمة المدنية رؤية العجب العجاب، وجوه عابسة وقلوب منفطرة وهواجس مشتتة مبعثرة وأجساد قد أنهكتها رحى الفقر وانتكاسة الخيبة للرؤوس المثقلة بالهموم. صور شتى لأنواع المعاناة التي ينغمس في أحشائها ذلك الخريج المسكين، الذي كم بات يحلم بلم شتاته وأشلائه الممزقة في حضرة الوظيفة المحترمة، لكنه يصحو في كل مرة من نومه، وإذا بأحلامه تتبدد وتذهب في مهب الريح في ظروف واقع مؤلم ومرير تزداد قساوته وإحباطاته يوماً بعد يوم ولكن سيظل قولنا والقول للشاعر:

سنظل نحفر في الجدار ** إما ثقبنا فتحة للنور أو متنا على وجه الجدار

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى