بيت لوغران يثير أزمة بين مصر وفرنسا

> الاقصر «الأيام» رياض ابو عواد:

> يتوقع ان يصبح في وسع السفن المبحرة في النيل مشاهدة الصرح الضخم لمعبد الكرنك على الضفة الشرقية للنهر مع بدء ازالة المباني المشيدة امامه وان كانت تعترض المشروع بعض العقبات اهمها مصير بيت عالم المصريات الفرنسي الشهير جورج لوغران.

وبعد ثلاث سنوات من الحديث عن المشروع، بدأت اعمال الهدم بإزالة ملعب كرة القدم المركزي في المدينة الذي كانت مدرجاته اعلى من بوابة معبد الكرنك الضخمة التي بنيت في عهد الاسرة التاسعة عشرة قبل اكثر من ثلاثة آلاف عام.

وسيتم بناء متحف لعلماء الآثار المصرية الذين عملوا في هذا المعبد منذ منتصف القرن التاسع عشر، في جزء من مساحة الملعب، وتحويل الباقي الى موقف للسيارات والحافلات التي تنقل السياح لزيارة اكبر مجمع معابد معروف في التاريخ.

وتمتد مباني معابد الكرنك وبحيرتها المقدسة على مساحة 80 هكتارا وتجتذب مدينة الاقصر الاثرية العدد الاكبر من السياح الاجانب في مصر.

ودلالة على اصراره على تنفيذ الخطة وعدم استثناء احد، هدم المجلس الاعلى المصري للآثار المباني التابعة له التي تعترض ظهور المشهد البانورامي للمعبد الى جانب بعض الاسوار والاكشاك التي تعرض نماذج للآثار المصرية وغيرها من السلع السياحية.

ولكن يبقى عائق كبير امام المشروع يتمثل في مصير بيت عالم المصريات الفرنسي الراحل جورج لوغران، وهو محط خلاف بين الفرنسيين الذين يريدون الاحتفاظ به كما هو والمصريين الذين يرون ان بقاءه يهدد المشروع بكامله.

واهمية المنزل ان لوغران الذي عمل في معابد الكرنك منذ 1895 وحتى عام 1917 كان يقيم فيه. وعمل لوغران على ترميم عدد من معابد مجمع الكرنك وحقق شهرة كبيرة عندما عثر على خبيئة ضمت 800 تمثال هي الاكبر في تاريخ الاكتشافات الاثرية، خلال قيامه بترميم اعمدة الصالة الكبرى في المعبد.

وقال مدير القسم الفرنسي في المركز المصري الفرنسي الذي يشرف على غالبية الترميمات والتنقيبات في مجمع معابد الكرنك لفرانس برس ايمانويل لاروز "اتفقنا مع الجانب المصري الشهر الماضي على عدم هدم المنزل الذي يعتبر اثرا مهما يؤرخ لاحد ابرز العاملين في المعبد".

لكن الامين العام للمجلس الاعلى للآثار المصري زاهي حواس اكد اعتراضه على ذلك وقال للصحافيين خلال جولة في الاقصر الاحد "لن نسمح لشيء باعتراض اعادة صياغة الرؤية البانورامية للمعبد وخصوصا ان المنزل مشيد فوق المرسى الذي كان يستقبل الحجيج المصري الى جانب نقل الحجارة التي استخدمت في تشييد المعبد، ونحن بصدد التنقيب عن بقية المرفأ تمهيدا لاعادته الى صورته الاصلية".

ومن جهته قال رئيس قطاع الآثار الفرعونية صبري عبد العزيز ان "الجانب الفرنسي ممثلا بعالمة المصريات دومينيك فيلبال وقع على قرار ازالة بيت لوغران رغم نفي لاروز موافقة الفرنسيين على هدمه".

وعبر مدير القسم المصري في المركز علي رضوان عن موقف اكثر حدة عندما قال ان "المعبد ارض مصرية وتخضع للسيادة المصرية ونحن نقرر ما نراه ملائما لبلادنا".

وحقق علماء آثار ومرممون فرنسيون عددا من الانجازات في الكرنك خلال العام الماضي اهمها الانتهاء من تركيب فناء تحوتمس الرابع بعد 17 عاما من العمل، واعادة تركيب مقصورة امنحتب الثاني وهي احدث المقاصير التي اعيد تركيبها الى جانب فك واعادة تركيب بوابة الملك سيتي الاول.

وسجلت خلال الجولة التي نظمت في الاقصر اهم اكتشافات موسم التنقيب الذي انتهى بنهاية مايو ومنها العثور على خراطيش ذهبية ومن الفيانس تحمل اسم الملك تحتمس الثالث والملكة حتشبسوت بالقرب من مسلة الاخيرة، الى جانب خراطيش ذهبية تحمل اسم تحتمس الثالث كقربان تأسيس الفناء الجنوبي للصرح السادس في مجمع المعابد.

ومن الاكتشافات المهمة العثور على التمثال المزدوج للملك نفر حتب (الطيب الجميل) من الاسرة 13 الذي عثر على جزئه الاول العام الماضي، ويعتبر من اقدم التماثيل التي عثر عليها في المعابد حيث تعود غالبية الآثار الى الاسرتين 18 و19. واعيد دفن التمثال الذي سيدرس امكان استخراجه بعد التخلص من مشكلة المياه الجوفية في المعابد في سبتمبر المقبل، الى جانب دارسة تأثيرات استخراجه على اساسات مسلة حتشبسوت التي عثر عليها قربه.

ومن بين اقدم الآثار التي يعثر عليها لاول مرة وتعود الى نهاية الاسرة 11 وبداية الاسرة 12، جزء من سور مشيد بالطوب الطيني.

وستستمر في الخريف المقبل الحفريات في منطقة مساكن الكهنة جنوب مجمع المعابد الفسيح حيث عثر على لوحة للملك رمسيس الثالث وتمثال لفرس النهر وقطع فخارية مختلفة. ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى