دعوهم يتصالحون

> شفيع محمد العبد:

>
شفيع محمد العبد
شفيع محمد العبد
«تعدو حمير الوحش في غاباتها/ مسوّمه/ قوية منتقمه/ لا تقبل الترويض والمسالمه/ فالغاب قد علمها/ أن تركل السلم وراء ظهرها/ لكي تظل سالمه!».. أحمد مطر

في خضم معاناتنا.. واتساع جراحاتنا.. وبينما وحدة النفوس تتشظى.. كم تكون حاجتنا ماسة للتصالح والتسامح والوفاق، كونها اللغة الوحيدة القادرة على إذابة جليد الاختلاف والخلاف وإخماد نار الفتنة وإطفائها.

.. طريق الصلح.. طوق نجاة يساعد على تجنب المنزلقات والالتواءات التي من شأنها تعكير الصفو العام وإفساد الذوق، وتشتيت الجهود وتفريقها دون الاستفادة منها.

قال تعالى:{والصلح خير} وقال عزوجل: {لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس}.

هاتان الآيتان وغيرهما تحث على ضرورة الصلح، وأهمية الإصلاح بين الناس، والصلح كما نعلم اتفاق يؤدي إلى فض النزاع بين المتخاصمين.

من هذا المنطلق تداعى أبناء الجنوب إلى التصالح وإزلة آثار الصراعات السابقة.. انطلقت الفكرة من جمعية ردفان في عاصمة التسامح والتصالح مدينة (عدن)، وتواصلت في (أبين)، وتجددت في (الضالع) وستصل إلى بقية المحافظات الجنوبية.

أبناء أبين، عدن، شبوة، لحج، ردفان، الضالع، حضرموت، من حقهم أن يفوتوا الفرصة أمام من يريد استغلال خلافاتهم.

شيء جميل أن نتصالح، والقبيح جداً حد الخطيئة أن نعترض على ذلك، محاولين خدش الصورة وتشويهها بذريعة (نظرية المؤامرة) التي أضحت ايديولوجيا يتعاطاها كثير من شذاذ الآفاق والمصابين بهوس خدمة السلطة بكل شيء حتى أصبحوا ملكيين أكثر من الملك.

حتى وإن تم على هامش (التصالح) المطالبة بالمواطنة المتساوية وإزالة آثار حرب صيف 94م، فإن ذلك لا يعطي الحق لمن نصبوا أنفسهم أوصياء على الوحدة والوطن بأن يشككوا في نوايا الآخرين ويتهموهم بالعمالة للأجنبي ومحاولة الاستقواء بالخارج للضغط على الداخل بهدف إصلاحه أو إفساده كما هو حال تفكيرهم ووعيهم.

المطالب المشروعة التي خرجت بها لقاءات (التصالح والتسامح) جاءت كرمي حجر في مياه راكدة بهدف تحريكها للوصول إلى تصالح أكبر.. تصالح بحجم الوطن.

تحركوا أيها المنغلقون على أنفسكم نحو التسامح والتصالح.. وإلا فدعوا الآخرين يتصالحون.. وقولوا خيراً أو اصمتوا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى