الصادق المهدي لـ «الأيام»: نواجه تقدمًا في الديمقراطية نظرياً ونكسات على الصعيد العملي

> صنعاء «الأيام» محمد فارع الشيباني:

>
الصادق المهدي
الصادق المهدي
تحت رعاية فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، بدأت يوم أمس في فندق موفنبيك أعمال مؤتمر صنعاء حول الديمقراطية والإصلاح السياسي وحرية التعبير، الذي يأتي في اطار حوار دعم الديمقراطية الذي ترعاه كل من اليمن وايطاليا وتركيا ، والذي نظم بالتعاون مع مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الانسان الشريك اليمني غير الحكومي وكذا منظمة لا سلام بلا عدالة الإيطالية. ويهدف المؤتمر الى تقييم النجاح المحرز في عملية الحوار من أجل الإصلاح الديمقراطي منذ مؤتمر صنعاء 2004م وللتأكيد على المبادرات المختلفة في المنطقة التي أطلقت في السنوات الأخيرة وذلك من أجل ترسيخ التعاون البناء بين الحكومات ومنظمات المجتمع المدني.

في بداية الجلسة ألقى د.أبوبكر القربي كلمة تطرق فيها الى الإصلاحات الديمقراطية التي حصلت في اليمن «رغم ما تكرره بعض الصحف المحلية إذ يعتبر ما تكتبه دليلا على توفير حرية التعبير وعدم منع أي أحد من أن يقول وجهة نظره».

ثم ألقى الدكتور الدوراني وزير الإعلام الباكستاني كلمة تطرق فيها إلى التطور الديمقراطي في الباكستان.

وأعقبته السيدة ايما بونيفور، وزيرة التجارة الايطالية التي تحدثت عن الدعم الذي تقدمه ايطاليا من أجل التطوير الديمقراطي في المنطقة.

وعلى هامش المؤتمر أجرت «الأيام» اللقاءات التالية مع بعض الضيوف المشاركين في المؤتمر.

وكان أولهم الأستاذ عز الدين الأصبحي، مدير مركز المعلومات والتأهيل الذي بادرناه بالسؤال:

سعدالدين ابراهيم
سعدالدين ابراهيم
< ماذا حصل من تطور ديمقراطي في المنطقة منذ انعقاد المؤتمر الاول في صنعاء عام 2004م والى الآن لأن هناك كثيرين يعتقدون بأن التطور الديمقراطي قد تراجع بدلاً من أن يتطور؟

- أولاً شكراً لـ «الأيام» لمتابعتها المستمرة قضايا الديمقراطية. هذا المؤتمر يأتي ضمن تعزيز الحوار الديمقراطي الشهير (دي - اي - دي) ليس له علاقة مباشرة بالمؤتمر الذي عقد في صنعاء عام 2004م حول الديمقراطية وحقوق الانسان والمحكمة الدولية ولكنه مؤتمر مستقل يأتي ضمن البرنامج الدولي الذي ترعاه اليمن وايطاليا وتركيا، لقد قرر قادة العالم وخاصة الدول الصناعية الثمان في سي آيلاند العمل على ايجاد نوع من البرامج الجادة التي يجب ان تصل الى مسالة الإصلاحات في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا وهناك مقولة شهيرة تقول بانه ظلت امريكا والغرب تدعم الانظمة الشمولية ستين عاماً من أجل الاستقرار وبعد ستين عاماً اكتشفوا انه لا يوجد الاستقرار ولا توجد ديمقراطية لقد تم التضحية بالديمقراطية من أجل الاستقرار ولكن الآن هناك قناعة دولية بأن الاستقرار لا يأتي الا من خلال الديمقراطية وأن الاستقرار لا يأتي الا من خلال مشاركة مواطن حر غير مقموع وغير خائف. وهذا المؤتمر اليوم هو حصيلة عام كامل من العمل في برنامجDAD) ) الشهير في تعزيز الحوار الديمقراطي. وحول تراجع الديمقراطية يجب ان نؤكد ان هناك واقعاً سيئاً على كل الاصعدة السياسية والثقافية والاقتصادية في المنطقة وأن الخروج من المأزق لا يأتي بالمؤتمرات والندوات ولكن هذه المؤتمرات تضع لنا تحديد الأوليات. هناك تراجع حقيقي على الصعيد الديمقراطي وعلى صعيد حرية التعبير في المنطقة العربية، لذا أرى أن مؤتمراً دولياً مثل هذا يضم خمسمائة شخص على مستوى العالم وأوروبا وأمريكا يكون فرصة طيبة ورائعة لنقول ولندق جرس الانذار بأن التراجع الخطير الذي يحصل في المنطقة عواقبة ليست على الشعوب والانظمة فقط ولكن على المستوى العالمي.

ثم سألنا الأستاذ سعدالدين إبراهيم، رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية:

ندى مطوع
ندى مطوع
< أستاذ سعد الدين لقد حضرت المؤتمر السابق الذي عقد في صنعاء في عام 2004م وتحضرون هذا المؤتمر ولكن الملاحظ أستاذي العزيز أن الديمقراطية في المنطقة بدلاً من أن تتقدم وتتطور تراجعت فما فائدة عقد مثل هذ المؤتمرات؟

- لا، أنا أختلف معك بأنها تراجعت هي تقدمت في بعض البلدان وتراجعت في بعضها الآخر وليس من المصلحة أن نرسم صورة سوداء للواقع، الواقع فيه جوانب مضيئة وجوانب مظلمة ومن الجوانب المضيئة على سبيل المثال انتخابات ديمقراطية في فلسطين وفي لبنان وبداية الانتخابات المحلية حتى في السعودية وانتخابات في مصر، طبعاً كل هذه الانتخابات كان يشوب بعضها وفي العراق طبعاً وفي الكويت هذه الايام انتخابات، هذه أشياء مضيئة ولا بد ان ننوه بها الى جانب التراجعات التي حصلت، أيه المطلوب في هذا المؤتمر؟ المطلوب هو جدول أعمال للتغيير وإنشاء مرصد يراقب ما يحدث في العالم العربي وينبه به العالم العربي شهر بعد شهر وليس سنة بعد سنة اثنين أن نتجاوز عقدة الخارج في ما نفعل نطلب من الخارج الذي يدعم الانظمة التسلطية أضعف الإيمان أن تكف دعمها لهذا الأنظمة وتدعم قوى الديمقراطية التي تناضل من أجل إحداث التغيير.

< أستاذي ألا ترى معي أن هناك خوفاً في امريكا أن تؤدي الديمقرطية الى وصول الإسلاميين الى السلطة وليس دعاة الديمقراطية؟

- نعم هو خوف وخوف مشروع للأمريكيين ولغير الأمريكيين ولدينا كمان ولكن ليس البديل أن تستمر الأوضاع على حالها لأن استمرار الأوضاع على حالها يخدم فئتين يخدم المتسلطين ويخدم المتزمتين غير الإسلاميين وبالتالي فليس الحل هو ترك الأمور على ما هي عليه وإنما تقول نحارب من أجل الديمقراطية ونتعامل مع الديمقراطية الذين يأتون من خلال عملية انتخابية حرة ونزيهة أينما كانوا ومن كان إسلاميين وغير إسلاميين لا يهم المهم أن هناك عملية ديمقراطية شفافة.

< هل تعتقدون أن هذه المؤتمرات التي تعقد مفيدة بالأساس؟

- نعم مفيدة على الأقل نقول فيها الكلام الذي تناولته معك ونقول فيها أكثر من هذا ما هو المطلوب في المرحلة القادمة وبالتالي نقول إن هذا هو أضعف الإيمان طبعاً كنا نرجو أن لا يتراجع الرئيس علي عبدالله صالح عن قراره بعدم الترشح حتى يكون منديللا العرب ويكون ضرب المثل والقدوة لغيره من الرؤساء أما وقد قبل تحت ضغط شعبي فنرجو منه أن يستمر في أن يكون قدوة بأن يقول نعم سيقبل الضغط الشعبي ولكن لمدة سنة أو سنتين فقط يتم فيها إعداد البيت الداخلي اليمني للتحول لمرحلة الانتقال إلى خليفة منتخب ديمقراطياً هذا ما نرجوه وسأقول له هذا الكلام وسأقوله في مداخلتي في هذا المؤتمر.

ثم توجهنا بالسؤال إلى دولة الصادق المهدي، رئيس الوزراء الأسبق في السودان:

عزالدين الاصبحي
عزالدين الاصبحي
< دولة الأخ الصادق المهدي، حضرتم المؤتمر السابق الذي عقد في صنعاء وتحضرون هذا المؤتمر ورغم هذه المؤتمرات فإن هناك من يرى أنه لا فائدة منها فلم تتقدم الديمقراطية في الإقليم ولكنها تراجعت أكثر فما هو رأيكم؟

- إننا نواجه الآن على الصعيد النظري تقدماً كبيراً في الالتزام الديمقراطي والحرص على الديمقراطية ولكن على الصعيد العملي نواجه نكسات من هذا الأمر وفي تقديري هذه النكسات تكشف أن كثيراً من هذا الكلام ومن هذه التنظيرات يضر بقضية الديمقراطية لأنه يعني أن تتعايش الآمال النظرية مع النكسات العملية ولذلك نحن نقترح لهذه المؤتمر أن يضع مقاييس محددة ماذا نريد من الدول العربية ماذا نريد من المنظمات أو المجتمع السياسي والمجتمع المدني في هذه البلدان وماذا نريد له أن يعمل ماذا نريد من الأسرة الدولية نحدد هذه المطالب على أساس أن يتم هذا في فترة زمنية محددة مثل أن نقول يجب أن تتحقق هذه المبادئ في عامين أو ثلاثة أعوام وأن نختار ما يمكن أن نسميه مرصداً ديمقراطياً يرصد الحركة في هذا المجال ثم نتحدث عن ضرورة عمل أمنية خارجية برعاية الأمم المتحدة وغيرها للتطور في تحقيق الأهداف الديمقراطية اذا استطاع هذا المؤتمر أن يحدد ما نريد من الدول وما نريد من المجتمع السياسي والمدني في البلدان وما نريد من المجتمع الدولي نختار مرصداً ديمقراطياً يقترح أمنية فوق البوينت أممية لرعاية التطور الديمقراطي اذا حققنا هذا فسيكون هذا المؤتمر خطوة الى الأمام ولكن اذا تقاعس المؤتمر عن تحقيق هذه التطلعات فسيكون إضافة حلقة من حلقات الأماني الديمقراطية التي تضاف دون أن تؤثر شيئاً على الواقع المطلوب تغييره.

< هل تعتقدون أن هناك جدوى من عقد هذه المؤتمرات؟

- أنا أعتقد أن هناك جدوى على الأقل في ايجاد منابر لبحث هذه القضايا، في إيجاد مجال للتعارف بين نشطاء في هذه المجالس ولإيجاد فرصة لنقد الذات واستشراف المستقبل ولكن في رأيي اذا لم يحقق هذا المؤتمر هذه التطلعات المذكورة سنكون كما من يكرر نفسه ويقف في مكان واحد دون تقدم وهذا معناه عدم الجدوى.

الدكتورة ندى المطوع، أستاذة العلوم السياسية في جامعة الكويت والجامعة المفتوحة:

< الأستاذة ندى المطوع، تعقد مؤتمرات كثيرة عن الديمقراطية في العالم العربي بدعم من الدول الأوروبية وأمريكا هل تعتقدين أن هناك جدوى من هذه المؤتمرات؟

- بالنسبة للمنفعة من تلك المؤتمرات وهذا المؤتمر بالذات هناك أكثر من سبيل لقياس تلك المنفعة الطريقة التقليدية في استعجال رؤية النتائج فالنتائج لن تكون بالسرعة التي نتوقعها ولكن المنافع غير الملموسة وغير الظاهرة هي في تغيير آلية ونمط عمل منظمات المجتمع المدني في الدول العربية ونحن المتابعين في حضور تلك المؤتمرات وكمشاركين نلحظ ونرصد التغيير الإيجابي في منظمات المجتمع المدني خليجياً منظمات المجتمع المدني في الخليج وفي اليمن ومنظمات المجتمع المدني في كثير من الدول وتتبادل الخبرات، هذه المؤتمرات تعطي بعداً شعبياً لا يعرف الخطاب السياسي، العلاقات الشعبية، الخليجية اليمنية، الكويتية اليمنية، الباكستانية الافريقية تخلق شبكة من التواصل قوية جداً.

< د. ندى أخيراً حصلت المرأة الكويتية بعد نضال مجيد على حقها في الانتخابات وكذلك الترشح للبرلمان ولكن كثيرين يرون أن هذا الحق سوف يصب في صالح الإسلاميين الذين وقفوا ضد حقوق المرأة فما رأيك؟

- بالنسبة للحقوق السياسية للمرأة حق الإنسان بشكل عام عندما يؤخذ لا يقيس الإنسان من المستفيد، هذا حق إنساني بعد الحصول عليه تحاول أن تستخدمه الاستخدام الأمثل ليس عن طريق معاقبة من وقف ضده أو مكافأة من وقف معه فقط ولكن بإظهار القضايا التي نريد أن نسلط الأضواء عليها اذا كان بالنسبة للنواب الذين وقفوا ضد المرأة فرأينا في الانتخابات الكويتية حالياً وتحديداً قبل ثلاثة أيام محاسبة المرأة لهذا النائب السابق لماذا وقفت ضد هذا الحق وهل ستتبنى قضايا المرأة في المستقبل قبل أن أعطيك صوتي الفرق كان في الوقوف مع أو ضد ليس بتصنيف تكتل سياسي ولكن بتصنيف مع أو ضد قضايا المرأة مستقبلاً فالمرأة فرضت على النواب أن يقفوا إما مع تبني قضايا المرأة مستقبلاً وبذلك تعطي صوتها بغض النظر عن الانتماء مع احترامي لجميع الانتماءات وهنا على المرأة أن تكون في درجة من الوعي لكي تحدد من تنتخب تتوقع في المرة الأولى أن لا يكون القرار بهذا الشكل أن يكون هناك حماس أن يكون هناك إقبال على الانتخاب لمجرد المشاركة في العملية السياسية بعدها يبدأ الدور الرئيسي في مراقبة الناخب فالانتخابات ما بعد القادمة سوف تكون فعلاً حاسمة لأنه سوف يكون هناك مراقبة شعبية وسوف تحاسب النائب عن وقوفه في القضايا الشعبية وعلى المرأة التي سوف تدخل البرلمان وقوفها مع التكتل الذي يساند القضايا الشعبية وقضايا المرأة.

< وفي تصريح خاص لـ «الأيام» قال د. ابوبكر القربي، وزير الخارجية والمغتربين:«هذا المؤتمر كما سمعتم في الجلسة الافتتاحية هو استمرارية للعديد من المؤتمرات مع نظرة مستقبلية نحو مسيرة الديمقراطية والإصلاح في الشرق الاوسط وشمال افريقيا مع تركيز محور جديد هذه المرة يتعلق بموضوع حرية التعبير ، وستتولى اليمن قضية الإعداد لمؤتمرات وحلقات حول القضايا المتعلقة بحرية التعبير وكيف نسهم في الحقيقة بمزيد من الحرية الإعلامية والصحفية في الوطن العربي وإزالة القيود التي ربما يشعر الإعلاميون بالحاجة الى رفعها عنهم لكي يتمكنوا من أداء دورهم لأن الإعلام كما نعلم جميعاً هو أحد الأركان لتعزيز الديمقراطية».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى