أوراق من حياة الشهيد العلامة الشيخ علي محمد صالح باحميش

> «الأيام» الأستاذ أمين سعيد عوض باوزير /عرض: نجيب محمد يابلي:

> الحاجة لتلك الأوراق .. من حق أساتذتنا وشيوخ علمنا أن نكتب عنهم ونذكر بمناقبهم وأياديهم البيضاء على رسالة العلم والتنوير وخدمة المجتمع، سيما وأننا في هذا الزمن الذي أصبحت المادة مهيمنة عليه وللقاعدة استثناء.

استناداً لذلك الحق أقدم الأستاذ أمين سعيد عوض باوزير على مهمته العلمية والقيمية للكتابة عن أستاذه وشيخه الجليل علي محمد صالح باحميش الذي قرأ الشيخ أمين على يديه صحيحي البخاري ومسلم وتحمل شرف كتابة مسودة كتاب الشيخ باحميش (فصل الخطاب في ثبوت الشهر برؤية هلاله دون حساب) على الآلة الكاتبة العربية.

توخى الأستاذ أمين باوزير تزيين مهمته فوشاها بحديث ذكريات أستاذنا عمر عوض بامطرف، متعه الله بالصحة وأطال عمره وأدام عطاءه مع أستاذه الشيخ باحميش وكانت الفكرة موفقة باعتبار أستاذنا بامطرف شخصية مرجعية وثقت ذكرياتها في مجال التعليم والمسرح والصحافة والصباغة والطباعة ووردت في سياقها كل صغيرة وكبيرة واعتبرها القارئ وجبة شهية ودسمة وكل ذلك يمثل جزءاً من جهود أستاذنا بامطرف الذي ساهم في خدمة حركة الإبداع والعمل المتألق في الجوانب الإدارية والمالية.

باوزير وسياحة تمهيدية
تناول الأستاذ أمين باوزير بإيجاز عصر الشيخ العلامة علي محمد باحميش، تطرق فيه إلى أحوال عدن، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وعلمياً في ظل الإدارة البريطانية لعدن، حيث عقدت بريطانيا معاهدات مع شيوخ (حكام) المنطقة وأرسلت لذلك الغرض وحدات عسكرية تمركزت في مناطقهم، ونظراً لاهتمام بريطانيا بعدن ربطتها بوزارة المستعمرات بلندن وفوضت واليا يدير شؤون عدن اعتباراً من أبريل، 1937م.

شهدت عدن نمواً اقتصادياً واجتماعياً ارتبط بواقع المدينة الاستراتيجي كميناء فنشأت الشركات والمؤسسات المدنية كالكهرباء والمياه والاتصالات كما شهدت حراكاً ثقافياً وعلمياً.

كما تناول الأستاذ باوزير بإيجاز مدينة الشيخ عثمان، موئل ولادة الشيخ باحميش وهي المدينة التي نسبت إلى أحد أولياء الله الصالحين، وورد في التناول أصول السكان ومصادر رزقهم وأهمية المدينة كملتقى للطرق المؤدية إلى بقية مدن عدن.

الشيخ باحميش في تناول الأستاذ باوزير
تناول الأستاذ أمين باوزير سيرة الشيخ الجليل باحميش بدءاً من ولادته في مدينة الشيخ عثمان بعدن يوم السبت تاريخ 8 ربيع الأول، 1328م، الموافق 15 مارس، 1915م، وانتقل والداه إلى جوار ربهما وهو دون العاشرة.

حفظ الشيخ باحميش القرآن الكريم على يدي الفقيهين عامر وإسماعيل بن علي، إمام مسجد العيدروس آنذاك ثم أخذ دروسه في الفقه والنحو والصرف وبعض العلوم الإسلامية على يد الفقيه السيد قاسم السروري، والد الشخصيتين الوطنيتين الراحلتين عبدالباري قاسم ونور الدين قاسم والأب الروحي للشيخ عبدالرحمن علي أحمد، إمام وخطيب مسجد العيدروس بالشيخ عثمان.

تناول الأستاذ باوزير عصامية الشيخ باحميش التي جمعت بين الكفاح من أجل لقمة العيش والتعليم، حيث هاجر إلى الصومال والحبشة عام 1345هـ وعاد بشيء من المال مكنه من فتح متجر صغير وفي العام 1349هـ سافر إلى مصر والتحق بالأزهر الشريف في رحلة علمية دامت سبع سنوات، ليعود عام 1357هـ حاملاً معه الإجازة العلمية والشهادتين الأهلية والعلمية.

سلط الأستاذ باوزير الضوء على مشوار الشيخ باحميش في عالم الوظيفة والدعوة والصحافة والعمل الخيري، حيث عمل رحمه الله مديراً لمدرسة بازرعة الخيرية الإسلامية مدة عشر سنوات وأصدر صحيفة «الذكرى» أول صحيفة دينية عام 1949م، التي ساهم في تحريرها الاستاذ أحمد عوض باوزير الذي ساهم لاحقا في تحرير صحيفة «الأيام» مع عميدها المغفور له بإذن الله محمد علي باشراحيل.

كما كان الشيخ باحميش من المشاركين بتقديم الأحاديث في إذاعة عدن منذ تأسيسها عام 1954 والتي كانت تنقل أسبوعياً خطبة الجمعة التي كان يلقيها من مسجد العيدروس بكريتر وكان رحمه الله إمامه وخطيبه.

ويمضي الأستاذ باوزير في حصر أعمال ومهام شيخه الجليل باحميش ويختتم التناول بالمؤلفات الخمسة للشيخ باحميش.

الشيخ باحميش في تناول الأستاذ بامطرف:
أستاذنا عمر عوض بامطرف أحد شهود العصر، بل وأحد الذين كانوا في الوسط الذي ربطهم بالشيخ الجليل باحميش، حيث تناول أستاذنا بامطرف جوانب دقيقة وخفية على القارئ وهي أمانة وطموح الشيخ باحميش في صنع الأفضل في دائرة عمله فقد كان حريصاً على انتقاء المدرسين إبان فترة توليه إدارة مدرسة بازرعة كما كان حريصاً على التوسع كماً وكيفاً في النشاطات اللاصفية (مسرح وكشافة وصحيفة حائط مدرسية وغيرها).

كان رحمه الله بحسب شهادة تلميذه بامطرف متميزاً بقوة فراسته في الحكم على الأشياء والأشخاص وكان يحدثهم كثيراً عن علم الفراسة والحكمة والعدل وعما يسميه الفلاسفة بالمنطق وكان رحمه الله دقيقاً في اختيار مواضيع مواعظه ويجتهد في اختيار أماكن إرشاداته ونصائحه وصدق أستاذنا بامطرف في شهادته تلك.

كان الشيخ الجليل موسوماً بصدقه وصراحته في تعامله مع القضايا التي يثيرها أو القضايا التي يطرحها مريدو العلم أو الذين يلتمسون تدخله في شأن من شؤون حياتهم.

لا سيما الفتيات الراغبات في الزواج من شباب يتمتعون بالكفاية التي تطرقت إليها السنة المشرفة.

أختتم الاستاذ بامطرف تناوله بالحادث المروري الدانيء الذي تعرض له فضيلة الشيخ علي محمد باحميش، ولقي ربه راضياً مرضياً ووري جثمانه الطاهر الثرى عصر الأربعاء 12 أكتوبر 1977م.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى