الرئيس الجديد للمحاكم الشرعية يريد فرض الشريعة الإسلامية في الصومال

> مقديشو «الأيام» محمد علي بيلي:

>
الشيخ حسن ضاهر عويس
الشيخ حسن ضاهر عويس
اعلن الشيخ حسن ضاهر عويس الرئيس الجديد للمحاكم الشرعية في الصومال التي استولت على مقديشو هذا الشهر، أمس الاثنين في مقابلة مع وكالة فرانس برس انه سيتم فرض الشريعة الاسلامية في كل انحاء البلاد.

ونفى عويس، رجل الدين المتشدد المثير للجدل الذي تعتبره الولايات المتحدة "ارهابيا دوليا"، التهم الاميركية الموجهة ضده لكنه قال ان المحاكم الشرعية ستتعامل مع اي بلد يكن لها احتراما.

وفي الوقت نفسه قال ان المحاكم الشرعية سترد على اي بادرة عدم احترام توجه ضدها من قوى خارجية او من الحكومة الانتقالية في الصومال.

وقال عويس الذي اعيد انتخابه السبت رئيسا لمجلس المحاكم الشرعية "يجب ان نتبع الشريعة" مضيفا "لا اعتقد ان الصوماليين سيعارضون اعتماد الشريعة".

وحول تعاونه مع الحكومة الانتقالية قال "سنتفق عبر اتباع تعاليم الله والقرآن".

واوضح "هذه هي المبادئ التي ستجمعنا، وبإذن الله سنتفق".

وقال عويس "سنعامل الناس كما يعاملوننا، فاذا احترمونا سنقوم بالمثل ونحترمهم".

وقد انتخب عويس السبت رئيسا لمجلس المحاكم الشرعية الذي ستكون له السلطة العليا على تحالف المحاكم الشرعية الذي استولى على مقديشو من ايدي اتحاد زعماء الحرب في 5 يونيو بعد اشهر من المعارك الدامية.

واثار تعيينه وكذلك انتخاب عدة رجال دين آخرين محافظين لعضوية المجلس، مخاوف من انبثاق وضع مشابه لتولي حركة طالبان الحكم في افغانستان ومن ان تصبح الصومال ملاذا للاسلام المتطرف.

وعين شريف شيخ احمد الذي كان الرئيس المعتدل للمحاكم الشرعية الى حين انتخاب عويس، رئيسا للجنة التنفيذية في المجلس.

وعويس اسس اول محكمة شرعية في العاصمة في منتصف التسعينيات ويشتبه في انه نظم عملية استيلاء الميليشيا الاسلامية على العاصمة.

وكانت الولايات المتحدة اعتبرته "ارهابيا عالميا" وهو ممنوع من السفر الى الولايات المتحدة ويخضع لعقوبات مالية بسبب علاقاته المفترضة مع زعيم شبكة القاعدة اسامة بن لادن.

وهذه الروابط والاشتباه بان المحاكم الشرعية تضم متطرفين بينهم عناصر في القاعدة، كانت السبب الرئيسي وراء دعم واشنطن لتحالف ارساء السلام ومكافحة الارهاب.

وقد نفى عويس في الماضي هذه الاتهمات وقال أمس الاثنين انه لا يفهم تصنيفه "ارهابيا" من قبل واشنطن وشجب تدخل الولايات المتحدة في الشؤون الصومالية.

وقال "ذلك ليس له معنى، ان فكرة تجميد حساباتي المصرفية لا جدوى منها لانه ليس لدي حسابات في اميركا. وما سأقوم به في بلادي لا علاقة له بأميركا".

واضاف "اميركا ليست إلهنا وليست قائدنا" قائلا "نشعر باننا اقوى بكثير من اميركا، نحن شعب يؤمن بالله وليفعلوا ما يشاؤوا".

من جهة اخرى قال الاسلاميون في الصومال أمس الاثنين انهم سيرجمون حتى الموت خمسة مغتصبين فيما يخشى البعض ان يكون احدث علامة على خطة لاقامة نظام اسلامي متشدد على غرار طالبان في افغانستان.

تأتي هذه العقوبات مثل غيرها التي ينفذها الاسلاميون في محاكم الشريعة في العاصمة مقديشو واماكن اخرى في اعقاب تعيين شيخ حسن ضاهر اويس الموجود على قائمة الامم المتحدة لمرتبطين بشبكة القاعدة لمنصب بارز قبل يومين.

وكان اويس الكولونيل السابق في الجيش الذي قاد اسلاميين متشددين في التسعينات خلال حملات فاشلة في الصومال لكنه ينفي صلات مع القاعدة قد عين رئيسا لمجلس المحاكم الاسلامية.

ويعد المجلس برلمانا للاسلاميين الذين استولت ميليشياتهم المدربة جيدا على مقديشو من ايدي امراء حرب تساندهم الولايات المتحدة يوم الخامس من يونيو بعد شهور من القتال لقي فيها 350 شخصا على الاقل حتفهم.

وسيتم رجم المغتصبين في جوهر التي سيطر عليها الاسلاميون في المرحلة الاخيرة من حملة مكنتهم من الاستيلاء على رقعة استراتيجية من الصومال تمتد من العاصمة الساحلية في الشمال الغربي الى الحدود الاثيوبية تقريبا.

قال سياد محمد وهو زعيم ميليشيا على صلة بالمحاكم الاسلامية لرويترز هاتفيا من جوهر "خمسة رجال اغتصبوا اربع نساء يوم 22 يونيو سيتم رجمهم حتى الموت وفقا للشريعة الاسلامية. وهم اقروا بذنبهم في هذه الجريمة كما تعرف الضحايا عليهم." ووجه انتصار الاسلاميين نكسة علنية محرجة الى حملة واشنطن لمكافحة الارهاب حيث ادى دعمها لزعماء ميليشيات مكروهين الى درجة كبيرة الى اعطاء الاسلاميين دعما شعبيا منح قوة دفع لسيطرتهم.

وحاول الاسلاميون في البداية تقديم وجه معتدل للعالم قائلين انهم يريدون فقط انهاء الفوضى واعادة السلام الضائع منذ الاطاحة بالدكتاتور محمد سياد بري في عام 1991. وقال دبلوماسي غربي يتابع اوضاع الصومال ان صعود اويس من المرجح ان يغـلق قنوات الحوار مع الغرب.

واضاف الدبلوماسي "اعتقد انه يبين الى اي مدى يشعرون بالامان. انهم لا يحتاجون الى اعتراف دولي وهم يستطيعون ان يفعلوا ذلك لان لهم اليد العليا."

واضر قتل صحفي سويدي بالرصاص في مقديشو يوم الجمعة الماضي ايضا بادعاء الاسلاميين انهم يعيدون السلام الى المدينة.

وردا على سؤال عن تعيين اويس ابدت حكومة الصومال المؤقتة نوعا من الحذر وقال المتحدث باسمها عبد الرحمن ديناري "انه شأن داخلي للمحاكم."

واتفقت حكومة الصومال المؤقتة الضعيفة مع الاسلاميين في الاسبوع الماضي في محادثات توسط فيها السودان في الخرطوم على الاعتراف ببعضهما البعض ويجتمع الجانبان مرة اخرى يوم 15 يوليو القادم.

ويشعر كل جانب بشـكوك عميقـة تجـاه نوايا الجانب الآخر.

وقالت مصادر المحاكم ان هناك انقساما في صفوف الاسلاميين بين المعتدلين والمتشددين مثل اويس الذي يريد اقامة دولة اسلامية.

وكان اويس زعيما سابقا للاتحاد الاسلامي الذي حارب من اجل هذه القضية في التسعينات لكنه هزم امام اثيوبيا وزعماء الميليشيات الذين ساندتهم اديس ابابا ايضا وبينهم الرئيس المؤقت عبدالله يوسف.

ومن بين اتباع اويس شخص يسمى ادن هاشي ايرو وهو قائد ميليشيا تدرب في افغانستان وله صلة بقتل موظفي اغاثة واحد الصحفيين على الاقل هناك في السنين الاخيرة وتدنيس مقبرة ايطالية في مقديشو في العام الماضي.

ويقول دبلوماسيون غربيون وخبراء امن ان لديه اتصالات مع القاعدة وان هناك معسكرات تدريب وبضعة نشطاء من الشبكة في الصومال لكن الاسلاميين ينفون ذلك. رويترز /ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى