> اكد الرئيس السوري بشار الاسد ان الدور الايراني مهم لاستقرار المنطقة واعرب عن استعداده لاستقبال زعيم الاكثرية اللبنانية المناهضة لدمشق سعد الحريري نجل رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري الذي اغتيل عام 2005.

وقال الاسد في حديث مطول نشرته أمس الإثنين صحيفة الحياة العربية ان "ايران دولة مهمة في المنطقة ودورها ضروري لاستقرار المنطقة بالتكامل مع الدور العربي وليس بديلا عن دور عربي".

واضاف الاسد الذي تربط بلاده منذ نحو عشرين عاما علاقات مميزة بطهران ان البحث مع نظيره المصري حسني مبارك الاسبوع الماضي تطرق الى الدور الايراني.

واوضح "قلت بصراحة ان هناك من يتحدث عن دور ايراني بشكل سلبي، فالحل يكون في وجود دور عربي، لذلك دعونا نتحرك عربيا في الاتجاه العراقي لانه المحور الاساس للحديث عن الدور الايراني".

وبشان العلاقات اللبنانية-السورية اعتبر الاسد بان الحديث مع نظيره المصري مر "مرور الكرام" على قضية العلاقات بين دمشق وبيروت المتدهورة منذ انسحاب القوات السورية في نيسان/ابريل عام 2005.

واوضح ان قضية العلاقات الثانية بين لبنان وسوريا تم بحثها بسرعة "ليس لان لبنان غير مهم، فهو مهم لكل الدول العربية والجميع يحاول الاطمئنان على العلاقة السورية-اللبنانية، لكن في الحقيقة ان اداء كثر من السياسيين افقد لبنان على المستوى السياسي الصدقية".

وفيما حمل الاسد رئيس الحكومة اللبناني فؤاد السنيورة مسؤولية عدم زيارته سوريا اعرب عن استعداده لاستقبال سعد الحريري الذي لمح الى تورط دمشق في اغتيال والده الذي تم خلال سيطرة سوريا على لبنان.

وقال "طرح علينا هذا الموضوع منذ خمسة او ستة اشهر" بدون ان يحدد من طرحه,واضاف "قلنا طبعا لا توجد لدينا مشكلة ".

ولم تحدد سوريا حتى الان موعدا لزيارة السنيورة طلبه منذ بضعة اشهر بعد ان وافقت الاكثرية النيابية والوزارية التي يمثلها على فصل ملف العلاقات بين البلدين عن قضية التحقيق الدولي في اغتيال الحريري الذي يشتبه بتورط اجهزة امنية لبنانية وسورية به.

وعن العلاقات الفاترة بين سوريا والاردن اكد الاسد ان هذا الموضوع طرح في القمة التي جمعته بالرئيس المصري.

وقال في معرض وصفه هذه العلاقة "ان الامور تسير بشكل طبيعي باتجاه اعادة الحرارة، كي لا اقول تحسين العلاقة، وهي ليست سيئة انما فيها بعض الثغرات".

يذكر بان مبارك اشار مؤخرا في احاديث صحافية الى وجود "خلافات" بين سوريا والاردن لكن الاردن نفى وجود ازمة بين البلدين.

وكانت الحكومة الاردنية قد اعلنت في نهاية نيسان/ابريل عن احباط محاولات اعتداء على مسؤولين خطط لها عناصر من حركة المقاومة الاسلامية (حماس) بناء على اوامر تلقوها من قيادي يقيم في سوريا,وهو ما نفته دمشق.

من ناحية اخرى اكد الرئيس السوري ان بلاده على استعداد لمحاورة الولايات المتحدة التي تقاطع دمشق.

وقال "في اغلب خطابنا السياسي نتحدث عن ضرورة الحوار وتحديدا مع اميركا" متسائلا "عن قدرة هذه الادارة على الحوار" واعتبر انها حتى الان "لا تبدو قادرة".

وفيما يتعلق بوضع المعارضة السورية قلل الاسد من اهمية "جبهة الخلاص الوطني" التي انشئت مؤخرا في الخارج وتضم خصوصا تنظيم الاخوان المسلمين المحظور ونائب الرئيس السوري السابق المنشق عبد الحليم خدام.

واعتبر بان الاعلان عن ولادة هذه الجبهة من لندن استقبل في سوريا بمزيج من "الاستخفاف والاستعزاء" مشيرا الى دعم سياسي ودولي بشكل او اخر لهذه الجبهة.

واوضح بان القضاء تحرك ضد موقعي اعلان بيروت-دمشق بعد ان تم تنبيههم بان هذا البيان "يمس الامن القومي لسورية وبانه حصل مع قوى لبنانية معادية لسوريا".

ويدعو اعلان بيروت دمشق الى تصحيح جذري للعلاقات السورية اللبنانية بدءا بالاعتراف السوري النهائي باستقلال لبنان مرورا بترسيم الحدود والتبادل الدبلوماسي بين البلدين.

واوقفت السلطات السورية في ايار/مايو الماضي عددا من الموقعين على هذا الاعلان كما اقالت موظفين شاركوا في توقيعه وفق منظمات سورية للدفاع عن حقوق الانسان.