كـركـر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

>
عبده حسين أحمد
عبده حسين أحمد
بالإيمان والقرار السياسي الحكيم نستطيع أن نحقق المستحيل في المنطقة الحرة بعدن .. نستطيع أن نفعل ذلك وأكثر بكوادر محلية - وما أكثرها في بلادنا - فقط يجب أن نختار من هو الأصلح والأفضل والأكفأ لإدارة المنطقة الحرة .. إن بلادنا غنية بالكوادر التي تستطيع أن ترتقي بالمنطقة الحرة وميناء عدن إلى مصاف المناطق الحرة والموانئ الأخرى في العالم .. وربما أفضل منها .. وفي الحقيقة إن في عدن وحدها كوادر اكتسبت خبرات وتجارب عظيمة في هذا العمل .. إلى جانب تحصيلها العلمي والثقافي في أرقى الجامعات العربية والغربية.

< إن عدن كانت منطقة حرة .. وثالث ميناء في العالم .. أثناء الإدارة البريطانية في عدن .. فما الذي يمنعنا من استعادة مكانتها بين المناطق الحرة والموانئ العالمية؟ .. إن الأستاذ (عمر الجاوي) رحمه الله قد نبّه إلى هذا الموضوع .. ونشر مقالاً في صحيفة «الأيام» في (سنة أولى وحدة) بعنوان (المنطقة الحرة - عدن) وقال: «لم يستغرب أحد منا هذه الضجة التي أثيرت حول قرار المنطقة الحرة .. لأن المقدمات والإشاعات أضفت على الموضوع ما يشبه حركة الانقلابات السرية .. وذهبوا كل مذهب يوصمون المستقبل بالفساد والانفصال .. ولا نود أن نتحدث عن كل هؤلاء المعارضين لأسباب معروفة ومألوفة .. وفي نهاية القرن العشرين اختلف وضع المناطق الحرة عما كان عليه قبل وبعد الحرب العالمية الثانية.

< فقد تجاوز تجارة الترانزيت والتسهيلات وتخفيض الضرائب إلى وضع يمس القوانين والإجراءات كاملة في هذه المنطقة ويحوّلها كما حصل في هونج كونج إلى منطقة صناعية .. وصناعات تحويلية ومركز للاستثمار قادر ومرغوب فيه بعد توفير كل الإمكانات الحديثة.

< إن عقلية البدو لا يجب أن تندرج لتصيغ مشروعاً حضارياً يقصد به إنهاض اقتصاد البلاد باستغلال إمكانات الموقع الجغرافي والميزة الطبيعية .. لقد فهم بعضهم هكذا وبدون مقدمات أو ثقافة أن المقصود ازدهار عدن على حساب بقية اليمن .. وأن هذا الامتياز يمكن نقله بجرة قرار إلى شبوة مثلاً ولا يعنينا إن كان حكامنا لا يفقهون .. فقد جاءوا على رؤوسنا بالقوة .. ولكن المؤسف أن تحال قضايا التنمية وبناء الاقتصاد وتحديث اليمن .. إلى أشخاص قرويين لا يريدون التقدم إلا لمناطقهم .. ومثلوا مهزلة لا داعي لترديدها لأنها تعتمد على نشر النعراث المريضة لمنع مشروع هو أصلاً لليمن وإنعاش اقتصادها إذا أحسنّا التصرف .. ولا علاقة للعدنية ولا لشعارات ما قبل الوحدة بموضوع المنطقة الحرة.

< والأكثر أسفاً أن بعضهم اعتقد من أجل إحباط مشروع عدن .. أن صنعاء ستتحول إلى ملحق بعد أن يتجه الرأسمال والتجار والفنيون إلى المنطقة الحرة وستخفض الإيجارات وحركة البيع والشراء .. بل وأضافوا التدهور الأخلاقي من اتساع صناعة (الخمور) إلى (الدعارة) و(القمار) .. والحريص فيهم كال من تصوراته ما يجعل المنطقة مركزاً للتهريب .. هم المهربون فعلاً.

< إن على الدولة أن تتخذ الإجراءات السريعة لتنفيذ هذا المشروع .. منطلقة من مصلحة الاقتصاد الوطني وبحيث تصبح المنطقة جاهزة وبإمكانات واقعية - ولو تمت بالتدريج - للمنافسة وتقديم الأفضل للاستثمارات المحلية والأجنبية .. ولأن الأمر يحتاج إلى عقلية من هذا العصر .. فلا بد من الاعتماد على الدراسات والآراء الفنية التي لم تتأثر بالبداوة والمناطقية التي لم تتخلص بعد من روح التشطير ولا تحس بعمق الوطنية»..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى