وعّوووه .. بلغ السيل الزبى!

> سعيد عولقي:

>
سعيد عولقي
سعيد عولقي
إحنا طبعاً مش مرتاحين من فكرة زيادة أسعار الوقود خاصة إذا شملت رفع جديد لسعر البنزين اللي تمشي به السيارات والطيارات والغاز المعروف بالبوتاجاز اللي تمشي به المواقد والشول حق الطباخة والنفاخة .. هذي المادتين بالذات من الوقود إذا حصل فيهما زيادة جديدة للأسعار باتزعل الناس وبا تعكنن مزاجهم الوطني وبا تنكد على شعورهم القومي .. أولاً لأنه سعر البنزين بالذات عاده إلا زاد قريب جداً في الجرعة السابقة وكانت زيادته فَصْعَةْ شديدة جداً على حياة كل المواطنين والمواطنات أثرت على مجمل الأنشطة والنضالات في الساحة اليمنية التي لم تعد تحتمل المزيد .. وثانياً فإن غاز الطبيخ المعروف بالبوتاجاز سعره بالمليان وما يحتاجش فصاحة كثير .. وثالثاً وآح من ثالثاً فلا بد من الإشارة الى أن تسعيرة الكهرباء الحالية أقل ما يمكن أن توصف به هو أنها إجرامية وكل من يحاول زيادتها أكثر مما هي زايدة يجب أن يحال إلى المدعي العام الاشتراكي أو الرأسمالي وبعدين إلى المحكمة العليا للجمهورية ويعرض على الطبيب الشرعي للكشف على سلامة عقله قبل إحالة أوراقه إلى فضيلة المفتي.

هذا بالنسبة للبنزين والبوتاجاز والكهرباء لأنه ما فيش فيها فصال ولا صفاط .. أما بالنسبة للمحروقات الأخرى مثل الديزل والمازوت والكيروسين وما يدخل في أشباهها من مواد ومكونات شديدة الضرر على الصحة العامة بسبب ما تلحقه من تلويث خطير للبيئة فإن المسألة من هذا المنطلق بالذات فيها نظر - مع التشديد على عدم المساس بتسعيرة استهلاك الكهرباء ومحاولة زيادة سعرها تحت أي مبرر علماً بأن السيل قد بلغ الزبى على قولة الاخ منصور صايل - وتفيد المصادر الموثوقة عن مناسبة هذا القول المأثور أن الأخ صايل هو ومجموعة من أصحابه كانوا على سفر فوصلوا إلى السائلة أو السيلة التي هي مجرى مرور مياه السيل .. وكان الدَفْر حق ماء السيل قد غمر الممر وملأه بالمياه وقطع عليهم الطريق .. فترجلوا وفكروا وقرروا أن يخوضوا في الطريق سيراً وسط ماء السيل .. وأثناء ذلك كانت مياه السيل قد غمرت النصف الأسفل من جسم الأخ منصور صايل إلى ما تحت الزبان .. فصاح قائلاً لأصحابه :«وعَّوووه ياعويلة .. والله شعوه ما كذبشي ذي قال ان السيل قد بلغ الزبى!».

ونظريتي في الرضوخ لرفع بسيط ومعقول في سعر المحروقات التي تلوث البيئة وتضر الصحة تنطلق من أن هناك شر أهون من شر وأننا أمام خيارين كلاهما مرّ .. فتدني أسعار الديزل وأشباهه من المحروقات الضارة أدى ويؤدي إلى شيوع استخدامها وزيادة نسبة تلويثها للبيئة وتسميمها لحياتنا أكثر مما هي مسممة .. وحسب علمي أن كثير من الدول التي تحترم نفسها وشعوبها تمنع استخدام هذه المحروقات .. وبعض الدول الأخرى اذا سمحت بها فإنها تشترط مواصفات صارمة ودقيقة فيها تخفض إلى أدنى درجة نسبة ضررها .. بينما الدنيا عندنا سداح مداح مفتوحة على الآخر وكل واحد خشي رأسه يعمل ما بداله. لهذا تضاعف إدخال السيارات والموتورات والآليات التي تعمل بوقود الديزل ويجري الآن العمل بوتائر عالية وخطى متسارعة على تغيير ماكينات السيارات التي تشتغل بالبنزين واستبدالها بماكينات تشتغل بالديزل بدون أي شروط أو قيود مما يشجع على تزايد شيوعها وتوسع انتشارها بسبب الفرق الهائل الذي لا يحتمل أي مقارنة بين سعر البنزين وسعر الديزل ويسقط أي اعتبار يدخل مسألة الاهتمام بالبيئة في الحسبان.

عموماً أنا ضد أي رفع للأسعار من حيث المبدأ .. لكن هناك خللاً في التوازن ينبغي الالتفات إليه لوضع الأمور في نصابها الطبيعي المتسق مع ضرورات الحياة التي نريد أن نعيش فيها بنظافة لأنه أولى باهتمام الحكومة من خططها التي تختار لنا الطريق المعاكس المؤدي إلى حتفنا معاً .. نحن وإياها!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى