دو فيلبان الذي اضعفته الازمات يبدو وكانه ينأى بنفسه عن سباق الرئاسة

> باريس «الأيام» فيليب فالا :

>
رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان
رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان
بدا رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان الذي اضعفته الازمات المتكررة وكأنه قرر أمس الأربعاء التخلي عن خوض سباق الانتخابات الرئاسية لعام 2007 ذاهبا الى حد التلميح بالتنازل عن ذلك لنيكولا ساركوزي اكبر منافسيه.

وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك قد هب الى نجدة رئيس وزرائه مؤكدا مساء الإثنين الماضي ثقته في دوفيلبان الذي هبطت شعبيته الى ادناها في استطلاعات الراي والذي يتعرض للانتقاد وحتى من صفوف الاغلبية اليمينية الحاكمة.

واليوم وفي مؤتمره الصحافي الشهري تعمد التواضع مركزا على موضوع توافقي وهو "المساواة في الفرص".

وردا على سؤال عن نواياه لعام 2007، اكد دوفيلبان انه ليس لديه "طموحات رئاسية"، وهو ما سبق ان اعلنه في الماضي لكنه يتخذ هذه المرة بعدا جديدا قبل عشرة اشهر فقط من انتخابات رئاسية يبدو انها ستكون حامية الوطيس.

وكرر دو فيلبان رغبته في "التفرغ كليا لمهمته الحكومية"، موضحا ان "ذلك اقل ما يمكن لاحد القيام به عندما تكون لديه مهمة جسيمة الى هذا الحد".

وفيما اعتبر دلالة على هشاشة وضعه السياسي، اقر رئيس الوزراء صراحة للمرة الاولى بفكرة ترشيح وزير الداخلية نيكولا ساركوزي رئيس حزب اتحاد من اجل حركة شعبية الحاكم ومرشح اليمين الاوفر حظا.

فقد اكد دو فيلبان انه "سيحترم بالتاكيد" خيار وزير بترك الحكومة للقيام بحملة انتخابية، مضيفا "اذا كان يشكل الورقة الرابحة لاغلبيتنا فانني ساكون سعيدا بذلك".

وقد واجه رئيس الوزراء مؤخرا دعوات تطالبه بالاستقالة من اصدقاء لوزير الداخلية يخشون ان يؤدي هبوط شعبيته الى فشل الاغلبية اليمينية في انتخابات 2007 في الوقت الذي تشير فيه استطلاعات الراي الى تعادل الاشتراكية سيغولان رويال مع ساركوزي في نوايا التصويت.

وعند تعيينه منذ عام في سياق انتصار الفريق المعارض في الاستفتاء على الدستور الاوروبي، ظهر دو فيلبان (52 سنة) انذاك على انه الوريث الطبيعي لشيراك الذي انتخب للمرة الاولى عام 1995 واعيد انتخابه عام 2002.

الا ان حجم الثقة في رئيس الوزراء الذي بات رصيده من الاصوات اقل من 30%، انخفض كثيرا منذ احداث الضواحي الفرنسية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي والتي تلتها ازمة عقد العمل الاول للشباب ثم قضية كليرستريم التي اتهم فيها بالرغبة في الاساءة الى ساركوزي.

ولانتخابات الرئاسة، يتعين على دو فيلبان ايضا ان ياخذ في الاعتبار موقف شيراك الغامض بشان احتمال ترشحه مجددا وهو ما دعاه الى الاشادة ب"ديناميكية" رئيس الدولة (73 سنة) مؤكدا انه لن يسعه سوى "احترام" خياره,وكان شيراك صرح الاثنين انه سيعلن قراره في "الفصل الاول" من عام 2007.

ولا يرجح المحللون ولا الطبقة السياسية كثيرا ان يعلن شيراك ترشحه لولاية ثالثة لا سيما مع ضعف شعبيته ومتاعبه الصحية الاخيرة ويعتبرون انه يتعمد اثارة الشكوك لمحاولة الحفاظ على نفوذه السياسي.

ومع ذلك بدا دو فيلبان اليوم وكانه لم يتخل كليا عن طموحه الرئاسي مقدما نفسه على انه الرجل الحكيم الذي يحتم عليه واجبه "الاحتفاظ برباطة الجأش" لقيادة عمل الحكومة التي اشاد بحصيلة ادائها ولا سيما في مجال مكافحة البطالة. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى