الخطوة الاولى لبناء مسجد مرسيليا

> مرسيليا «الأيام» ايزابيل وسلين :

> بعد مماطلة استمرت عشرات السنين، اتخذت أمس الأول الخميس خطوة حاسمة لبناء مسجد كبير في مرسيليا، مع تعهد البلدية بتقديم قطعة ارض ل"مكان العبادة الرمزي" هذا في مدينة يبلغ عدد المسلمين فيها 200 الف نسمة.

وقال جان كلود غودان رئيس بلدية هذه المدينة الشهيرة بمرفئها على البحر المتوسط خلال توقيع عقد ايجار طويل الامد مع رئيس هيئة "مسجد مرسيليا" نور الدين شيخ، "لقد حرصنا على انجاز هذه الخطوة العادلة حيال مواطنينا المسلمين في مارسيليا لتمكينهم من بناء مكان عبادة رمزي، اسوة باصحاب باقي الاديان الموجودين في مارسيليا".

وحضر الاحتفال الذي اقيم في دار البلدية ممثلون عن الطوائف الكاثوليكية والبروتستانتية واليهودية والبوذية.

واضاف غودان "انها ايضا خطوة استدراكية" مذكرا بأن مساجد كبرى قد بنيت في مدن اخرى في فرنسا كباريس وليون وستراسبورغ.

وتضم مرسيليا التي يشكل المسلمون ربع سكانها، 62 مكانا للعبادة تتسع اجمالا لحوالى 13 الف شخص ولا تكفي احيانا لاستيعاب جميع المصلين.

وبموجب هذا العقد الذي سيصدقه المجلس البلدي في 17 تموز/يوليو، اجرت بلدية مرسيليا لهيئة "مسجد مرسيليا" التي ستشرف على اعمال بناء المسجد قطعة ارض تفوق مساحتها ثمانية الاف متر مربع لفترة 99 سنة.

وتضم قطعة الارض التي كانت مسالخ قديمة في شمال المدينة وتستخدم اليوم لصنع ديكورات الاوبرا، مبنى تبلغ مساحته 2500 متر مربع سيقام المسجد على انقاضه.

وقال المهندس المعماري المرسيلي الذي اختير لتنفيذ هذا المشروع عبد الوهاب خليف ان "مساحة المسجد ستبلغ 3500 متر مربع ويستوعب حتى خمسة الاف مصل. اما من ناحية الهندسة المعمارية، فانها ستتلخص في الحداثة والبساطة".

الا ان المسجد لن يبصر النور قبل بضع سنوات. فبالاضافة الى معارضة بعض سكان المنطقة التي سيبنى فيها، فان جمع الاموال اللازمة لبنائه -ستة الى ثمانية ملايين يورو - قد يستغرق وقتا طويلا.

وسيمول بناء المسجد من اموال خاصة تجمع من التبرعات بموجب القانون الفرنسي المتعلق بفصل الدين عن الدولة.

وقال عبدو ديارا المسؤول المالي ل "مسجد مرسيليا" ان "ذلك سيستغرق وقتا"،مشيرا الى فترات تمتد خمس سنوات لتنفيذ مشاريع من هذا النوع.

واكد ديارا ان مصدر الاموال سيخصع لرقابة مشددة للحؤول دون ان تحاول بلدان اجنبية وخصوصا من الشرق الاوسط السيطرة على المشروع، مشيرا الى ان المساهمات الاجنبية ستقتصر على "20 الى 30%". وسيبدأ الاكتتاب الاسبوع المقبل.

وعلى رغم اتفاق العديد من الجمعيات والهيئات الاسلامية على هذا المشروع، فإن الاجماع في شأنه لم يتوافر بعد خصوصا بسبب الخلافات الشخصية.

وقال غودان "كنت ادعو الى الاجماع لكنه لم يتوافر. وفي المقابل اتفقت اتجاهات عدة، واتحدت اكثرية كبيرة من المسلمين حول هذا المشروع".

وقد تعرض المجلس الاقليمي للدين الاسلامي في منطقة بروفانس-آلب-كوت دازور، لصراعات داخلية في الفترة الاخيرة بين رئيسه السابق مراد الظرفاوي والهيئات المنتخبة في تموز/يوليو 2005. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى