لن نقول وداعاً

> «الأيام» مازن نجمي عبدالحبيب/ عدن

> في بوابة واحدة وسور واحد وأربعة جدران وقرابة أربعة عشر فصلاً ترعرعت أجسام الرجولة فينا في ثانوية لطفي جعفر أمان.. سنوات قضيت من عمر الشباب الذي يزهو بالنضوج من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرجولة، مرحلة البحث عن الحياة وأسرار الوجود فيها. إنها الخطوة الأولى لبناء الشخصية المتكاملة ورفع أساس الكيان الحقيقي.

وها نحن اليوم في حقيقة الأمر نودع معقل الرجال، قصر مماليك العقول الذكية والأعمال وإبداع الخواطر المستقبلية، ولكن قلوباً تقول لنا لا للوداع، بل للماضي حجرة في القلب مليئة بالسلاسل والقيود تحتجز كل ماض فيها، وتغتر بسعادة الأيام الحلوة فيه، موسمة بقلادة الوفاء لكل الأصدقاء الذين قضينا معهم أسعد الأوقات وعشنا معهم أجمل اللحظات.

إن الماضي يحمل في طياته ذكرى حياة الإنسان منذ ولادته إلى شيخوخته، فنحن في هذا العمر وهو ما يسمونه بعمر الزهور، شئنا أم أبينا فالماضي رغماً عنا سيحلق بنا أينما كنا. فلنكن مثل أولئك الذين يوسمون الماضي بدموع الفرح والحزن عندما يتذكر أحد منهم شيئاً من ماضيه حينها يخفق من أعماق قلبه صوت يقول: يا ليت الماضي يعود يوماً. إن الابتسامة رمز التفاؤل، فبالتفاؤل نجلب لأنفسنا السعادة والنجاح، لذلك علينا أن نلصق الابتسامة ونصنعها صنعاً محكماً على وجوهنا ولنغرس فسيلة من الأمل في قلوبنا ولننصب خشبة المسرح في حياتنا لنعلق عليها يافطة التسامح، فبالتسامح تستمر الحياة. في الأخير لا يسعني إلا أن أقول لي ولكم: كونوا عباد الله إخوانا وتمسكوا بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها.. وأخيراً أهديكم قول الشاعر:

دع الأيام تفعل ما تشاء ** وطب نفساً إذا حكم القضاء

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى