كارثة بيئية تهدد سكان بير باشا بتعز بفعل البيارات

> «الأيام» عبدالواحد محمد عبدالله:

>
مياه المجاري تقف حائلا امام المصلين (مسجد ذو النوري الوحيد في المنطقة)
مياه المجاري تقف حائلا امام المصلين (مسجد ذو النوري الوحيد في المنطقة)
منذ عامين يحاول سكان منطقة بير باشا لفت انتباه المسئولين في المحافظة الى خطورة مرور مياه المجاري بجانب منازلهم واستنشاق روائح كريهة وتهديد صحي خطير دون أن يحظوا بلفتة كريمة مسئولة حازمة وقادرة. والأدهى من ذلك أن مسئولين في السلطة المحلية دخلوا في سمسرة البيارات عبر إشراك مجموعة في بيارة ومقابل أموال كبيرة ضم آخرين بالسر فطفحت المجاري وتعقدت حياة مواطني مديرية المظفر.

وبدأت هذه المشكلة مع وجود عشرة منازل ومطاعم وبوفيات على الشارع العام في منطقة بير باشا والتي تطفح بياراتها الى الشارع الخلفي حيث يزدحم السكان. ولتلافي هذه المشكلة تم عمل بيارة جماعية كانت تكاليفها على حساب المستفيدين إلا أنها تحولت الى مشروع استثماري من قبل المشرفين على تنفيذها حيث تم ضم مشتركين آخرين دون علم المستفيدين مقابل مبالغ مالية خيالية. ويقول أحد الساكنين والمتضررين وهو الحاج هائل عبدالجليل: «إن طفح المجاري في البيارة جعل مياه الصرف الصحي تتحول الى جهة منازل المواطنين وحول المنطقة الى مستنقع مجاري، ناهيك أن هناك مجاري أخرى تأتي من مناطق علوية لتنزل على منازل المواطنين في الأسفل، وقد أدى ذلك الى حدوث مشاكل منها حصول إطلاق نار، وقد رفع الأهالي قضية في المحكمة ضد المتسبيين في هذه الكارثة البيئية».

وقال مواطن يحاول حمل دراجته الهوائية ليعبر خط المجاري: «لا نستطيع الذهاب الى المسجد لأداء الصلوات، والأطفال لا يستطيعون الذهاب الى مدارسهم، والسبب أن المجاري التي تمر في شارعنا الطويل قسمت المدينة الى قسمين: شرقي وغربي. فإذا أردت ان تذهب الى مسجد ذو النووي وهو الوحيد هنا في الجانب الشرقي عليك أن تتخطى المجاري وتتسخ ثيابك فتدخل المسجد بروائح كريهة. والاطفال يذهبون الى مدارسهم فيتسخون وخاصة طلاب الفترة المسائية».

وإزاء هذا الواقع المخجل حاولت قيادة المحافظة معالجة الأمر، فقد وجه الاخ عبدالقادر حاتم، وكيل المحافظة لشئون البيئة بعد زيارته الموقع، السلطة المحلية والمجلس المحلي بالمديرية بعمل اجراءات سريعة ومعالجة الأمر، خاصة وأن المجلس المحلي بالمديرية له ضلع في هذه الكارثة البيئية، غير أن تعليماته لم تنفذ. والغريب أن المواطنين انتخبوا مجلساً محلياً ليعاقبهم.

ويقول تقرير قدمته إدارة صحة البيئة بالمحافظة أن الاضرار البيئية الناتجة عن هذا الوضع هي:

1- قلق وعدم ارتياح نفسي نتيجة انبعاث روائح كريهة من هذه المخلفات.

2- أمراض تنفسية بسبب تصاعد الغازات السامة مثل غاز النشادر (الامونيا) من مياه المجاري.

3- التهابات جلدية نتيجة إقدام الاطفال على المرور في الخط الواصل بين معرض الشهداء ومدرسة الخير - المدرسة الجديدة. وتقطع مياه المجاري هذا الخط أثناء مرورها في مجرى السيول.

4- انتشار الحشرات بصورة كبيرة وخاصة البعوض الذي ينقل كثيرا من الامراض الخطيرة.

ومن الحلول التي تقترحها إدارة صحة البيئة:

1- إلزام المشتركين في هذا المجرى بمد الأنبوب بمحاذاة مجرى السيول إلى المناطق الخالية من التجمعات السكانية وعمل بيارة كبيرة واسعة تحت إشراف هندسي وشفطها عند الامتلاء أولا بأول كحل مؤقت.

2- رفع مذكرة الى المحافظة بعملية شفط البيارة من قبل النظافة.

رفعت هذه الحلول المقترحة في 17/5/2005م وإلى اللحظة لم يتم تنفيذ شيء مما ذكر.

اللهم نجِّ سكان بير باشا من أمراض خطيرة محدقة بهم وبأولادهم واجعل يوم الحساب قريباً وعسيراً على المتسببين بهذه الكارثة البيئية الخطيرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى