الانتخابات على الأبواب

> د.هشام محسن السقاف:

>
د.هشام محسن السقاف
د.هشام محسن السقاف
الذين تابعوا بعض الكلام الذي صرح به مرشحون للانتخابات الرئاسية يومي 6 و7 يوليو الجاري سوف يصابون بالدهشة، فعلاوة على أنهم جماهيرياً غير معروفين، فإن مستويات الكلام كانت أدنى مما يجب أن يتكلمه رجل عادي لا نصيب له من التعليم، ناهيك عن بعض الدروشات والخزعبلات التي سمعناها، وكلها مقولات تصلح لأن تكون استهلاكاً للوقت في سوق الملح بصنعاء أو الشنيني بتعز أو السيلة في عدن لا أن تكون تصريحات مسئولة لمرشح رئاسي في الجمهورية اليمنية.

أما أولئك الذين دخلوا حلبة المنافسة المرتقبة من باب تحسين الحال وجرياً وراء الوعود المغرية مقابل تشتيت الأصوات أو سحبها من المنافسين الحقيقيين وبخاصة من المرشح الأقوى الشخصية الوطنية المعروفة المهندس فيصل بن شملان .. فهؤلاء لهم شأن يغنيهم وهم جاهزون عند الطلب في كل انتخابات.

إن اختيار أحزاب اللقاء المشترك للمهندس فيصل بن شملان مرشحاً رئاسياً عن أحزاب هذا اللقاء هو بمثابة ضربة معلم دون أدنى شك لاعتبارات يعرفها القاصي والداني عن بن شملان نزاهة وتجربة وعلماً ولا ضير أن يكون التنافس على سدة الحكم في بلد مأزوم يتم بأعلى قدر من المسئولية في اختيار المرشحين، بدلاً من الضحك على الذقون بتقديم مسرحيات انتخابية هزلية الضحك فيها يشبه البكاء ولا تقدم شيئاً ذا بال في مسيرة الديمقراطية اليمنية بقدر ما تهيل على هذه الديمقراطية التراب بغية وأدها في المهد. فالمرشح الرئاسي الأبرز المواطن علي عبدالله صالح وهو صاحب خطاب ليبرالي يضع الديمقراطية في صميم مفرداته، بل هي علاج لكل أنواء وأمراض مجتمعنا حسب رؤيته، لن يكون سعيداً أن تتنافس معه نكرات أو مجهولون لا يفقهون في حال السياسة شيئاً، رغم الحق الدستوري الممنوح لهم، بقدر ما يسعى الرجل إلى منافسة حقيقية هي بدون شك ستكون فتحاً ديمقراطياً لليمن إذا سارت على المبادئ الديمقراطية، وستعيد جزءاً من البريق الدولي الذي خبا بعد تراجع فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح عن قراره عدم الترشح في الدورة الانتخابية الرئاسية القادمة استجابة لنداء الجماهير في ميدان السبعين يوم السبت 24 يونيو الماضي.

ومما لا شك فيه أن اهتماماً دولياً بهذه الانتخابات سوف يكون بمثابة ترمومتر لقياس مصداقية التغيير الديمقراطي السلمي في بلد أفقده الفاسدون والمتنفذون كل ما يملك ولم يتبق لديه شيء سوى بصيص الديمقراطية التي ستخرجه حتماً من عنق الزجاجة، بجدية التغيير نحو الأفضل.

وقد أشارت رسالة التهنئة التي بعث بها السيد نبيل الخوري القائم بأعمال السفارة الأمريكية بصنعاء إلى أنه وباختيار مرشح للرئاسة من قبل المعارضة، وعلى أساس اتفاقية المبادئ الموقعة في 18 يونيو 2006م فقد كرس المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك أنفسهم للعملية الديمقراطية في اليمن مؤكدين أن الانتخابات القادمة ستعطي خياراً حقيقياً للناخبين وتفتح المجال لمناقشة علنية لكل القضايا المهمة في البلاد («الأيام» 6/7 يوليو 2006م).

إن التراضي بالاحتكام إلى الديمقراطية وصناديق الاقتراع يجب أن يمر عبر مفردات دعائية لا تذهب إلى التخوين والتكفير والتهديد بقدر ما تسخر البرامج السياسية للتحدث عن نفسها، وفي ظل حيادية الدولة وأجهزتها إذا أردنا فعلاً انتخابات حرة ديمقراطية ونزيهة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى