لم يبق شيء سوى الركام من مقر حزب الله في بيروت

> بيروت «الأيام» علاء شاهين:

>
مدنية لبنانية أصيبت في غارة اسرائيلية يساعدها أحد السكان على الخروج من مبنى مدمر في مدينة صور جنوب لبنان يوم أمس
مدنية لبنانية أصيبت في غارة اسرائيلية يساعدها أحد السكان على الخروج من مبنى مدمر في مدينة صور جنوب لبنان يوم أمس
كان الشيء الوحيد الذي لم يمس خلال الغارات الاسرائيلية التي دمرت مقر الامانة العامة لحزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية يوم أمس الاحد هو راية الحزب الصفراء المعلقة الى جانب علم لبناني ممزق.

وقد سوى القصف الاسرائيلي العنيف العديد من الابنية بالارض في المنطقة التي تطلق عليها الجماعة الشيعية اسم "المربع الامني" والتي تضم ايضا مكاتبها الرئيسية. كما اغلقت اطنان الركام والسيارات المحطمة عددا من الطرقات التي بدت شبه خالية.

وبقي عدد من صور وملصقات زعيم حزب الله المدعوم من ايران السيد حسن نصر الله وتلك الخاصة بصور الزعيم الايراني آية الله علي خامنئي ثابتة على جدران قريبة بالاضافة الى علم الماني علقه انصار الفريق الاوروبي خلال كأس العالم معلقا في احد الشوارع الضيقة.

وقال علي الامين الذي بقي مع شقيقته وامه بسبب عدم توفر مكان لهم في وقت فرت فيه كثير من العائلات من المنطقة بالفعل "العالم تركنا وحدنا لنذبح." واضاف الامين 40 عاما وهو مهندس مدني "اصوات الانفجارات كانت مرعبة لم نستطع النوم طوال الليل ونحن قلقون من ان يتصـاعد الامر فهي حرب مفتوحة الآن."

وكانت اسرائيل قد واصلت لليوم الخامس على التوالي هجومها العسكري على اهداف حزب الله والعديد من المنشآت المدنية في لبنان أمس الاحد ورد حزب الله بإطلاق صواريخ على حيفا ثالث اكبر المدن الاسرائيلية مما ادى الى مقتل ثمانية اشخاض.

وتسببت الهجمات التي بدأت عقب قيام مقاتلي حزب الله بأسر جنديين اسرائيليين وقتل ثمانية آخرين في مقتل 111 شخصا على الاقل في لبنان كلهم تقريبا مدنيون وتوعد رئيس وزراء اسرائيل ايهود اولمرت لبنان "بعواقب واسعة النطاق".

وقال الاشخاص القلائل الذين بقوا في شوارع الضاحية الجنوبية من بيروت ان حجم الدمار الذي خلفه القصف اعاد الى الاذهان ذكرى الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982 عندما قصفت اسرائيل جنوب وغرب بيروت وغزت قواتها البرية البلاد لطرد المقاتلين الفلسطينيين.

الا ان جميل خليفة (39 عاما) الذي كان يتناول رقائق البطاطا ذهب الى ابعد من ذلك قائلا "ان الامور تبدو اعنف واصعب واضخم من عام 82 الناس وخصوصا النساء والاطفال مرعوبون حتى من البقاء في الملاجئ".

واضاف "غير انني معتاد على ذلك وليس لدينا مكان آخر سوى هذا المكان ونحن باقون." وشاركه حسن النجار (69 عاما) الرأي مضيفا ان "هجمات حزب الله على اسرائيل ما زالت ترفع من روحنا المعنوية ورؤوسنا عالية." وقال شهود انهم رأوا عناصر من حزب الله بثياب مدنية يتجولون على دراجات نارية لتفقد الاضرار كما افادوا بأن عشرات العائلات تغادر في شاحنات باتجاه المنطقة الشرقية من بيروت والتي تقطنها غالبية مسيحية حيث وزع عناصر من التيار الوطني الحر بزعامة السياسي المسيحي الماروني ميشال عون خبزا وحليبا على النازحين.

وكانت المئات من العائلات من جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت قد تركت ديارها ولجأت الى 21 مدرسة على الاقل في العاصمة غير ان عمال الاغاثة قالوا ان تلك المراكز تفتقر الى الخدمات الاساسية وقال غسان مكارم وهو احد المتطوعين "ليس لديهم اغطية وملاءات ومستلزمات طبية كافية." واضاف "الوضع مقرف". رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى