> التقط مكبر للصوت أمس الاثنين عبارة غير معتادة في لغة الساسة قالها الرئيس الامريكي جورج بوش في حديث خاص اذ ذكر أن على سوريا أن تضغط على حزب الله "كي يتوقف عن فعل هذا القرف" وإن وزيرة الخارجية الامريكية قد تذهب الى الشرق الاوسط.

وكان بوش يتحدث الى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير على مائدة الغداء في قمة الدول الصناعية الثماني الكبرى في سان بطرسبرج عن العنف المتزايد في الشرق الاوسط. ولم يدرك أي من الزعيمين على الفور أن مكبر الصوت مفتوح وانه كان يسجل حديثهما الصريح عن هذا الموضوع ومواضيع أخرى.

وقال بوش "أعتقد أن كوندي (وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس) ستذهب قريبا جدا (إلى الشرق الأوسط)."

ورد بلير قائلا "صحيح.. هذا هو ما يهم حقا وسيتطلب ترتيب الأمر بعض الوقت." وكانت رايس قد ذكرت أمس الأول الاحد انها تفكر في السفر الى المنطقة اذا كان ذلك سيساعد في تهدئة الامور.

واضاف بلير "اذا ذهبت فيجب أن تنجح.. بينما كل ما استطيع انا ان افعله هو ان اذهب واتحدث."

ورد بوش قائلا "المفارقة هي ان ما يجب أن يفعلوه هو أن يجعلوا سوريا تجعل حزب الله يتوقف عن فعل هذا القرف وسينتهي الامر."

ورغم كلمات بوش اللاذعة الا ان الرسالة التي تضمنتها هي نفسها التي وجهها خلال القمة وهي ان سوريا تساند مقاتلي حزب الله في جنوب لبنان وانها يجب ان تجبرهم على التوقف عن قصف اسرائيل واعادة جنديين اسرائيليين اسيرين.

ويعتقد مسؤولون امريكيون ان هجمات اسرائيل العسكرية على لبنان قد تتوقف اذا فعل حزب الله ذلك.

واعترض بوش فيما يبدو ايضا على رغبة كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة في وقف اطلاق النار فورا لوقف العنف بين اسرائيل وحزب الله. وقال بوش "لا يعجبني هذا التسلسل... فموقفه هو في الأساس وقف اطلاق النار ثم يأتي كل ما عداه."

وقال بلير "أعتقد أن الأمر الصعب حقا هو أنه ليس بوسعك أن توقف هذا الأمر إلا بالتوصل الى اتفاق على هذا الوجود الدولي." وتضمن بيان لمجموعة الثماني أمس الأول الاحد اقتراحا بان يناقش مجلس الامن تشكيل قوة امن دولية وتواجدا للمراقبة على الحدود اللبنانية الاسرائيلية وهي فكرة يدعو اليها بلير.

وقال بوش في وقت لاحق انه يميل الى أن يطلب من عنان الاتصال هاتفيا بالرئيس السوري بشار الأسد "ليجعل شيئا ما يحدث."

وأضاف "نحن لا نلوم إسرائيل ولا نلوم الحكومة اللبنانية."

وتبادل الزعيمان الحديث ايضا فيما يبدو عن جولة الدوحة لمحادثات التجارة العالمية المتوقفة.

وقال بوش "لا اريد الا بعض التحرك" فأجاب بلير "ربما يكون هذا مستحيلا". واعلنت في وقت لاحق خطط لعقد اجتماع في جنيف يشارك فيه وزراء من ست قوى تجارية رئيسية اعتبارا من يوم الاثنين لمحاولة انهاء جمود المحادثات.

ولاحظ بلير مكبر الصوت المفتوح في نهاية الامر فسارع لإغلاقه ولكن بعد أن سجل ما وصل الى وسائل الاعلام من حديثهما.

وخلال الحديث الخاص بين الزعيمين الحليفين منذ وقت طويل داعب بوش رئيس الوزراء البريطاني بشأن سترة اهداها اليه بلير فيما يبدو.

وقال بوش "شكرا على السترة. كان هذا لطيفا جدا منك. اعرف انك اخترتها بنفسك." فرد بلير "بالتأكيد".

كما ذكر بوش انه عندما يتحدث في المرة القادمة الى زعماء الدول الثماني فسيكون مختصرا في حديثه.

وقال "لن اتحدث اطول من اللازم مثل الباقين. بعض هؤلاء الناس يتحدثون وقتا اطول من اللازم. يتعين ان اعود الى بلادي فلدي ما افعله مساء اليوم."