> ما أقسى الجرح على الجرح .. تتشظى جغرافية القطر الشقيق ويتم تقطيعها إلى أوصال .. ومعها تتعمق مآسينا وتتكثف إحباطاتنا ولا نملك إلا الدموع .. والدموع وحدها!

< أين تكمن المأساة ونحن عرب لا نتعلم حتى من أخطائنا وتجاربنا التي اتسمت بالهزائم والنكوص والخراب .. «ماذا يفيد العربي من عروبته وبيته من خراب» .. أعلنها في وقت مبكر الأديب اللبناني ميخائيل نعيمة رحمه الله.

< تموت أحلامنا في المهد وفي بلدان يسودها الاستبداد والقمع، تعاني أكثر من نصف شعوبنا الأمية والجهل .. فكيف يمكن أن يجيء انتصار، وكيف يمكن أن يتم التصدي ونحن نرى الواحة الديمقراطية الوحيدة في العالم العربي لبنان طوال أكثر من ثلاثين عاماً وهي في حروب وتقاتل منذ السبعينات وحتى اليوم.

< لا يملك العرب شيئاً لا للحاضر ولا للمستقبل يعيشون بلا استراتيجيات وبلا أهداف .. وبلا أمل .. نرفع الشعارات غير القابلة للتنفيذ .. نمارس المغامرات وبدون استيعاب إلى أين ستسير بنا وماذا سنحقق بها وإلى أين ستقودنا؟

< هل كتب علينا أن ننتقل من مأساة إلى أخرى ومن هزيمة إلى أخرى.. لا نعود حتى إلى تاريخنا القريب لنتعلم منه .. هزيمة 1967م، مآسي الحرب الأهلية في لبنان .. الحرب اللبنانية الفلسطينية عام 1982م .. وغيرها من الحروب وما أكثرها.

< وإلى متى نحارب بالوكالة ليستفيد الغير من حروبنا وكوارثنا .. تختفي من قواميسنا كلمة البناء ونجيد الهدم والخراب وحدهما.

< وما أكثر ما يمكن أن نقوله عن نظمنا الهرمة وعن حكامنا الذين فقدوا البصر والبصيرة ويقودون شعوبهم إلى المزيد من المهالك .. يحتكرون الحكم ويرفضون مشاركة شعوبهم في صنع القرار.

< قلوبنا مع الشعب اللبناني في محنته..!