مشروع مياه الطريحي أنهى معاناة عدة قرى في الوضيع بأبين

> «الأيام» سالم لعور:

>
الشيخ الطريحي يشير الى مضخة جاءت دعماً من الدولة لاستكمال مشروعه الخيري الذي أسهم فيه بـ 15 مليون ريال على نفقته الخاصة
الشيخ الطريحي يشير الى مضخة جاءت دعماً من الدولة لاستكمال مشروعه الخيري الذي أسهم فيه بـ 15 مليون ريال على نفقته الخاصة
شهدت مديرية الوضيع بمحافظة أبين، منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي وحتى الآن، إنشاء عدد من مشاريع المياه سواء بتمويل حكومي أو بمساهمة من الأهالي، ومنها المشروع الموحد لمياه الوضيع الذي افتتح في عام 75م وظل يوفر مياه الشرب لسكان المديرية حتى العام 84م حيث واجه صعوبات تسببت في تعثر العمل فيه.

كما تم خلال الخمسة عشر عاماً الأخيرة إنشاء عدد من مشاريع المياه الجديدة (المصغرة) نجح بعضها في تلبية احتياجات المواطنين والبعض الآخر عجز عن مواصلة العمل وتقديم خدماته إما بسبب الحفر العشوائي للآبار أو لعدم وجود الإشراف الحكومي على تلك المشاريع، ويعد مشروع مياه (امصرة - الوضيع) من المشاريع التي تواصل عملها، حيث ما يزال يقدم إمدادات المياه لمناطق صرة النخعين ومدينة الوضيع، رغم أن هناك قرى أخرى كثيرة بالمديرية ماتزال محرومة من المياه حتى الآن.

ومن يقوم هذه الأيام بزيارة لبعض القرى الواقعة في محيط مدينة الوضيع يمكنه أن يلمس مدى ابتهاج الأهالي بعودة ضخ المياه مجدداً إلى المدينة من مشروع مياه (امصرة- الوضيع)، وذلك بعد فترة انقطاع طويلة سببتها أعمال العبث والتخريب التي طالت أنابيب شبكة إمدادات المياه، حيث أثمرت جهود عمال وإدارة المشروع إصلاح الأضرار وإعادة الأمور إلى طبيعتها، ولأن عملية إعادة إصلاح الأنابيب لم تستكمل بعد وتحتاج اإى بعض من الجهود والوقت، فما زال السكان في قرى الحبيل المستفيدة من المشروع بانتظار وصول المياه إليهم.

الوضع نفسه يعانيه أهالي قرى السوداء في مديرية الوضيع، وخاصة قرى ومناطق آل محوري، وآل باقيناش (الطلح)، وآل سعد وآل قشاشة ومنطقة الخصفاء وجميعها تشكل رقعة واسعة من مديرية الوضيع ماتزال محرومة كليا من المياه ويواجه سكانها متاعب شتى جراء البحث عن الماء، علماً أن فريقا هندسياً نزل إلى هذه المنطقة وكشفت المسوحات عن وجود أكبر حقل للمياه فيها على مستوى محافظة أبين.

لكن وبالانتقال إلى منطقة الطريحي في مديرية الوضيع لا تجد أثراً للمعاناة من شح المياه، فمن يصل إلى هذه المنطقة يسترعي انتباهه وجود خزان للمياه تم تشييده حديثاً في أعلى أحد جبال منطقة الطليحي ملحقا به 3 آبار يجري ضخ المياه إلى الخزان من إحداها، كما تتصل بالخزان شبكة من الأنابيب الحديثة يتم توزيع المياه إلى عدة قرى بالمنطقة ظلت ولعدة عقود من الزمن محرومة منها، لكنها وبعد تنفيذ هذا المشروع تجاوزت الأزمة وحصلت على ما تحتاجه من المياه.

اللافت للنظر أن هذا المشروع يقف وراء إنشائه وتشغيله رجل الخير والشخصية الاجتماعية الشيخ أحمد محمد الطريحي وهو من أبناء المنطقة والذي حرصت على اللقاء به ليتحدث عن دافعه في إقامة المشروع وما قطعه من مراحل في تجهيزه وتشغيله حيث قال:«بعد أن تعثر ضخ المياه من مشروع (امصرة- الوضيع) في فترات سابقة، لعدم مقدرة أهالي قرى الطريحي، السوداء، وآل ماطر بمديرية الوضيع الحصول على شربة ماء يشربونها ليطفئوا بها لهيب العطش ولتكلفة أسعار الصهريج (البوزة) التي تصل إلى 4000 ريال تحركت بدافع إنساني وشخصي صرف لا أبتغي منه مصلحة أو فيداً سوى لوجه الله من أجل التخفيف من معاناة أهالي هذه القرى المحرومة وحفرت 3 آبار ووفرتوملحقاتها المتضمنة شبكة خاصة من الأنابيب وبلغت التكلفة قرابة 15 مليون ريال على نفقتي الخاصة».

وواصل الشيخ الطريحي حديثه قائلاً: «في هذا المكان حدد لي والدي رحمه الله، أن أحفر بئراً - بعد أن وسم موقعها بحجر- اذا ما فتح الله علي ورزقني وأغناني من واسع فضله وعملت بوصية والدي دون الاستعانة بمهندسين إطلاقاً وحفرت أول بئر وعند المتر الأربعين اندفع الماء بقوة شديدة مما شجعني على حفر بئرين أخريين بجانبها ومد شبكة أنابيب».

وأشار إلى «أن الأخ نائب رئيس الجمهورية أسهم في دعم المشروع بتوفير مضخة واستكمال ما تبقى من الشبكة بمبلغ 15 مليون ريال وهو مبلغ يساوي المبلغ الذي أنفقته شخصياً للمشروع الذي تم لاحقاً إدراجه تحت إشراف الدولة من خلال الأخ شهاب ناصر مدير عام مشاريع المياه بمحافظة أبين».

مشروع مياه الطريحي حظي بتقدير وامتنان جميع أهالي القرى المستفيدة حيث لم يترددوا في توجيه عبارات الشكر والامتنان للشيخ أحمد محمد الطريحي وجهوده الخيرة في إنجاز هذا المشروع الحيوي الهام الذي أسهم من خلاله في التخفيف من معاناتهم جراء أزمة المياه، وحقيقة الآراء والانطباعات التي قيلت عن المشروع كثيرة ومنها ما جاء على لسان الأخ صالح محمد القاضي أحد المهندسين القدامى بمشروع مياه الوضيع حيث قال: «مشروع الطريحي أعتقد أنه سينجح لعدة أسباب منها الجهد المبذول من قبل الشيخ أحمد الطريحي منذ ست سنوات وسوف تستفيد منه أربع قرى وأدرج المشروع حالياً تحت إشراف الدولة ليحل معضلة المياه لسكان هذه القرى النائية».

أما الأخ صالح سالم ماطر من أبناء قرية آل ماطر المستفيدة من مشروع الطريحي فقد عبر عن سعادته بهذا المشروع وأشاد بالجهود الخيرة التي أسهمت في إنجاحه وقال: «نشعر الآن بشيء من الأمان بوصول الماء إلى كل منزل في قرانا بعد أن كنا نتجشم عناء قطع مسافات طويلة على ظهور الحمير لجلب المياه ولعدم القدرة على شراء البوز الباهظة الأسعار ونطالب الجهات المعنية بدعم مثل هذه المشاريع الأهلية المصغرة».

ختاماً نقول: لقد مهد الشيخ الطريحي بدعمه وتنفيذه لهذا المشروع الخيري الطريق أمام الدولة والسلطات المحلية بالمديرية والمحافظة لتشجيع هذه البادرة الطيبة وتقديم مختلف أوجه المساعدة والدعم اللازمين لتوسيع رقعة نطاق المشروع ليغطي احتياجات أكبر عدد من أهالي المديرية سيما وأنه ماتزال هناك بئران جاهزتان لم تستخدم مياهمها بعد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى