المحطة الأخيـرة..أيام العرب في مارون الراس

> علي سالم اليزيدي:

>
علي سالم اليزيدي
علي سالم اليزيدي
عبرت تلك المرأة اللبنانية المواطنة من قلب بيروت حيث تسقط القنابل وتدمر البنية التحتية في هذا البلد العربي الغالي بفعل آلة الحرب والدمار العدوانية الإسرائيلية تحت مسمع ومرأى العالم قالت بكل فخر وإباء عظيمين: اليوم نحن نعرف ليش بنحارب وما فائدتنا لكل هذه الجسور اذا كنا بلا كرامة! امرأة من الزمن المقاوم في الواقع العربي المتردي حيث تعرض البضاعة العربية المستسلمة لمن يضمن الدور لهذه الدولة العربية أو تلك من المشاريع الشرق أوسطية القادمة، الجميع بلا استثناء أصحاب المقام الرفيع في الحكم وأتباعهم، أولئك الذين حاصروا الاحتجاجات الشعبية وقمعوها أم من سير المسيرات الحكومية اتقاءً للإحراج ونثر العاطفة والمادة دقة الطبل القديمة، صوت العرب الرافع والمقاوم بالنار في مارون الراس حيث تعبر الكرامة وينطق الشرف ويقف العرب الحقيقيون صموداً وتصدياً وموتاً وفداءً في مارون الراس حيث الموقف العربي اللبناني الإنساني لا يباع ولا يساوم، إلا أنه يقاوم!

مارون الراس وكل ما حوله من مدن وقرى وتضحيات وشهداء كشف أننا في عالمنا العربي كالفريسة التي وقعت في شرك وهي تتمرغ فيه غير قادرة على الخروج منه أو حتى على استعادة عقلها وإرادتها وتوازنها لكي نفكر مجرد التفكير، كنا أول الساكتين ورمينا بألسننا إلى قطط الشر لتقول عنا ما تريد، تسابقنا في تجريد أنفسنا من حقنا وكل ما نقف عليه في الساحة العربية، ولم نخجل بل كما قال الشاعر مظفر النواب: حتى مع صمتنا هذا تنافخنا صوناً للشرف فما.. ! صرخنا من أول يوم ليس من الألم الذي تسكبه إسرائيل على رؤوس الأطفال والنساء في لبنان، بل لنعلن الإدانة على أنفسنا بأننا لن نقاوم وأن إسرائيل قد تحولت، ودون اعتراض منا، إلى كرباح بيد أمريكا تؤدبنا به، بل سيف مسلط علينا ويلزم كل الدول العربية بالتزام حدودها المرسومة لها وإلا..!

أيام العرب، كل المقاومة العربية، كل خريطة العالم العربي تقف اللحظات العظيمة في مارون الراس ولم يكترث الشهيد والمقاوم والمكافح اللبناني العربي وهو في خندق مارون الراس إلى أننا سكتنا رسمياً ولكنه يعلم ونحن نعلم أننا عالم عربي نمثل كتلة سكانية في الشرق الاوسط، أكبرها في مصر (ما يقارب 70 مليونا) والتي ينظر إليها من زاوية أنها ثروة بشرية ضخمة وقوة سياسية مؤثرة فينا، وأن تراث ثورة يوليو الذي نحتفل به اليوم ذخيرة لا تنفد، كل هذا لا يسقط في الميدان والامتحان درس مارون الراس.

مارون الراس والمقاومة الباسلة في وجه العدوان وصمت العرب الرسمي وادعاءات الشرق الأوسط البكير وتخاذل الأنظمة! يقول يدنا ليست قصيرة.. اذا رغبنا في المقاومة والبقاء وإعادة منطق السلام بلسان العرب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى