> تزداد «الأيام» حلاوة.. تملأ الدنيا أريجاً مع نسمات كل صباح تنشر عبق أريجها في كل أرجاء يمننا الحبيب.. ننتظرها بكل شوق ولهفة، نترقب صدورها على أحر من الجمر.. تلبس حلة قشيبة وتتزين بأغلى حللها.. تحمل في طياتها كل مفيد، تزخر بشتى أنواع الإبداع والتألق.. عند تمعنك في سطور صفحاتها وتنهمك في قراءتها تشعر بلذة ومتعة التصفح، تنقلك بين الفينة والأخرى وتجعلك تنسج قصائد مرح وغزل يعجز فيه الوصيف عن الإلهام وعبارات الثناء والشكر لصانعي هذا النسيج الخلاب.. ترتسم على محياك علامات السرور والرضى فور تلقفك عدداً من أعدادها من البائع المتجول الذي بدوره يبشر ويعلن وصول العروس مفاخراً مفسحاً لها مكاناً واسعاً رحباً في قلوب قرائها.. جوهر ولب مضمونها يصب في مصلحة المواطن، تولي لتفقد معيشة هذا المواطن جل اهتمامها، همها الأول والأخير ترسيخ قاعدة هموم المواطن لما يعكس عليه سبيل المعرفة والراحة.. وهي بالتمسك بهذه القاعدة غدت الصحيفة الأولى التي تحظى بشعبية جارفة وأسرت لب وقلب كل متتبع لمختلف الأوضاع وعلى كافة الأصعدة.. تحتجب في يوم راحتها ولكنها استراحة المقاتل لتعود أكثر إشراقاً وبهجة تنير دياجير الظلام وتنشر عبث أريجها من جديد.