عراقيون: إضراب صدام عن الطعام هو المحطة الاخيرة في حياته

> بغداد «الأيام» د.ب.أ :

>
برزان التكريتي أثناء محاكمته يوم أمس
برزان التكريتي أثناء محاكمته يوم أمس
يرى عراقيون أن إضراب الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين عن الطعام الذي دخل فيه منذ أكثر من أسبوعين هو المحطة الاخيرة في حياته وأنه سيناريو أمريكي معد مسبقا لانهاء حياته قبل صدور حكم المحكمة بحقه وطي صفحة في تاريخ العراق.

وقال مواطن يدعى وليد خالد /48 عاما/: "أعتقد أن صدام في أيامه الاخيرة وأن إضرابه عن الطعام هو سيناريو أمريكي معد مسبقا لانهاء حياته قبل أن تنطق المحكمة قرارها بإنزال أشد العقوبات بحقه في قضية الدجيل".

ورأت أنفال إبراهيم /53 عاما/ ربة بيت أن "إضراب صدام حسين عن الطعام هي المحطة الاخيرة لطي صفحة الماضي بعد انتهى كل شيء .. احتلت البلاد ودمرت ودخلت في فوضى وحالة أمنية لا يمكن إصلاحها على المدى القريب".

وأخذ بعض العراقيين يستذكر صورة الرئيس السابق على شاشات التليفزيون وهو يتناول أشهى الاطعمة. وشتان بين ما آل إليه وضعه الان والنعيم الذي كان يعيش فيه قبل ذلك، وهكذا فدوام الحال من المحال.

وقالت غيداء فخري /44 عاما/ موظفة: "مازلت أتذكر صدام وهو يظهر على شاشة التلفزيون في جولاته وكيف أنه كان يتناول وجبات طعام فاخرة مع العراقيين".

وذكر مواطن آخر: "كانت وجبات صدام الغذائية فاخرة وتضم لحوم الغزال وفواكه ومعجنات ومكسرات تستورد من خارج البلاد".

واعتاد صدام الذي حكم العراق 35 عاما الظهور على شاشة التلفزيون وهو يطهو الطعام في قدر كبيرة بمشاركة أفراد حمايته الخاصة خلال زياراته للقرى العراقية ليتم توزيعه عليهم بعد ذلك وسط أجواء من الفرح والرقص الشعبي.

واضطرت السلطات العسكرية الامريكية في العراق لنقل صدام على وجه السرعة إلى المستشفى بعد تدهور حالته الصحية جراء إضرابه المتواصل عن الطعام في زنزانته احتجاجا على مقتل أحد أعضاء فريق الدفاع عنه على يد مسلحين وسط بغداد مطلع الشهر الجاري.

وتحاكم المحكمة الجنائية العراقية العليا منذ 19 تشرين أول/أكتوبر من العام الماضي صدام وسبعة من كبار مساعديه في قضية إعدام 148 قرويا من الشيعة في بلدة الدجيل (60 كم شمال بغداد) على خلفية محاولة اغتيال تعرض لها صدام في صيف عام 1982.

وأعلن جعفر الموسوي رئيس الادعاء العام في المحكمة الجنائية العراقية في تصريح صحفي "أن صدام حسين نقل إلى المستشفى يوم أمس الأول الأحد بعد إضرابه عن الطعام ويتناول حاليا السوائل فقط وهو بحاجة إلى عناية طبية"وقال إن "صدام لم يحضر جلسة المحكمة أمس الإثنين بسبب حالته الصحية".

وسبق لصدام أن أعلن الاضراب عن الطعام في وقت سابق من العام الحالي بسبب خلافات مع الهيئة القضائية في المحكمة لكنه سرعان ما عدل وأنهى الاضراب.

لكن إضراب صدام هذه المرة كان مختلفا تماما لانه جاء على خلفية اغتيال المحامي خميس العبيدي مطلع الشهر الجاري وهو أحد أبرز المحاميين العراقيين الذين يتولون الدفاع عن صدام وعدد من مساعديه إضافة إلى محامين آخرين من قطر والاردن ومصر وأمريكا.

والعبيدي هو ثالث محام عراقي ضمن فريق الدفاع عن صدام يقتل منذ بدء محكمة صدام حسين في تشرين أول/أكتوبر العام الماضي على يد مسلحين في ظل الوضع الامني المضطرب في البلاد.

وقالت الطبيبة ابتسام محمود أخصائية الطب الباطني: "أعتقد أن اقتصار تناول صدام على السوائل وهو بهذا العمر ستكون له انعكاسات خطيرة".

وأضافت الطبيبة أن "عدم تناول وجبات غذائية بصورة منتظمة والاقتصار على السوائل سيؤدي إلى تحلل السكر وارتفاع اليوريا وبالتالي يؤدي إلى الفشل الكلوي فضلا عن تلف أنسجة الدماغ".

وقلل رائد جوحي رئيس الهيئة القضائية في المحكمة الجنائية العراقية العليا من مخاطر إضراب صدام عن الطعام قائلا: "أريد أن أوضح مسالة مهمة للرأي العام وهي أن صدام حسين وأركان نظامه المضربين عن الطعام يتبعون نظاما غذائيا خاصا فهم يتناولون العسل الاصلي والشاي والقهوة المحلاة بالسكر ويشربون الماء المعالج بالاملاح ويدخنون السجائر ولا يتناولون الاطعمة التقليدية هذا هو إضراب صدام عن الطعام".

وأضاف في تصريحات صحفية أن "التيار الكهربائي والتكييف يعمل طوال اليوم ولا ينقطع دقيقة واحدة عن صدام فضلا عن توفير الرعاية الطبية ومشاهدة التلفزيون وقراءة الصحف والكتب".

وسبق لصدام حسين الذي اعتقل في 13 كانون أول/ ديسمبر 2003 أن خضع لعملية جراحية بسيطة في مستشفى تشرف عليه القوات الامريكية في المنطقة الخضراء بوسط بغداد.

وقال صدام حسين خلال جلسات سابقة للمحكمة إنه تعرض للتعذيب على يد الجيش الامريكي بعد اعتقاله داخل حفرة بالقرب من مسقط رأسه في مدينة تكريت أواخر عام 2003.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى