أزمة جفاف تجتاح مديرية الطلح بشبوة .. مديرية الطلح.. معاناة مستمرة.. طرقات وعرة.. اتصالات متقطعة.. كهرباء منعدمة

> «الأيام» محمد عبدالعليم:

> يسكن مديرية الطلح حسب تقديرات الاهالي 17 ألف نسمة وتضم أكثر من 300 قرية وتجمع سكاني، ولكن المديرية تعيش هذه الأيام أزمة حقيقية في مياه الشرب إضافة إلى المعاناة الأخرى نتيجة وعورة الطرقات وغياب الكهرباء وعدم فتح شبكة اتصالات وعدم اهتمام السلطة بالمحافظة بهذه المديرية.. فالطرقات والكهرباء ما تزال المديرية محرومة منهما حتى الآن .. ويذهب محافظ ويأتي آخر ومديرية الطلح في دائرة النسيان.

ولمعرفة المزيد عنها قامت «الأيام» بزيارة الى المديرية والتقت الأهالي وإليكم معاناتهم في الاستطلاع التالي.

موقع مديرية الطلح
مديرية الطلح تقع في أقصى شرق شبوة وتبعد مسافة 100 كم عن العاصمة عتق، وترتبط الطلح بثلاثة طرق رئيسية: جنوباً ترتبط بمديرية عرماء عبر عقبة في سلسلة جبلية تسمى عقبة نيس، ومن جهة الشرق ترتبط بمناطق حضرموت (حريضة والضليعة) عبر طرق اسفلتية تنتهي قبل الحدود الخرائطية التي تفصل شبوة عن حضرموت.. ومن الغرب تربط بمديرية جردان عبر عقبة باراح في سلسلة جبلية.. وتعتبر جميع الخطوط المؤدية إلى مديرية الطلح سيئة جداً ووعرة للغاية مما يشكل متاعب للمواطنين أثناء تنقلاتهم.

الطريق الاسفلتي .. حلم بعيد
سيظل أهالي الطلح يحلمون بخط اسفلتي يربط المديرية بعاصمة المحافظة عتق.. حيث يمتد خط اسفلتي من عتق - عيان باتجاة العبر وصاخر.. ولكن العمل ما يزال جارياً فيه ويسير ببطء شديد وحسب ما يسمعه أهالي المديرية فإن هناك طريقاً يتفرع عن هذا الخط ويمتد عبر جردان - الطلح ولكن على الواقع الآن لا شيء ينبئ ببدء العمل في هذا الخط الفرعي.. رغم أنه مطلب شرعي ومهم لأهالي تلك المديرية التي تعتبر جزءاً من هذا الوطن.

مشكلة الاتصالات
لا تزال خدمة الاتصالات السلكية معدومة ويعتمد الأهالي على تلفونات الاسقاط وأجهزة الجوال التي تصل تغطيتها إلى بعض الأماكن المرتفعة، وتغطي نحو 30% من المديرية.. وهم يحملون وزارة الاتصالات والسلطة المحلية إهمال موضوع الاتصالات وعدم إدخال شبكة الاتصالات إلى المنطقة.

إن المديرية بحاجة إلى افتتاح شبكة اتصالات بها، إذ أن الإرسال يصل الى بعض مناطقها بشكل متقطع، ومناطق أخرى بعيدة لا يصلها الإرسال.

الفانوس .. بديل عن كهرباء الطلح
بالاضافة إلى حرمان مديرية الطلح من الاتصالات بشكل تام، فإن مشاريع الكهرباء كذلك غائبة عنها ويعتمد الأهالي على مولدات الكهرباء الخاصة .. وفي جميع مناطق مديرية الطلح يعد الفانوس هو البديل عن الكهرباء وهو الذي يبدد ظلامها الدامس.

الحمار.. وسيلة النقل المتوفرة
الحمار هو الوسيلة المثلى في مديرية الطلح في نقل الامتعة إلى البوادي من الماء والطعام والاعلاف وغيرها، وليس هنالك أسرة في المنطقة لا تمتلك حمارا رغم امتلاكهم السيارات والحراثات.

مياه الشرب .. والأزمة الخانقة
تعيش هذه الأيام مديرية الطلح أزمة خانقة في مياه الشرب، إذ توجد أكثر من 300 قرية تعاني من أزمة المياه، وتركز اعتماد الأهالي في البحث عن الماء على الكرفانات والاحساء وهي عبارة عن حفر دائرية في الأرض قطرها متر وبعمق 5 أمتار.. ويستخدم الأهالي الاحساء لحفظ الماء وهي على شكل خزان أرضي.

ويشتري الأهالي هذه الأيام صهريج الماء (البوزة) نتيجة أزمة الجفاف بسعر 2000 - 3000 أما المناطق البعيدة فيصل سعره الى 7000 ريال.. مما يجدد مطالبة الأهالي بحفر كرفان بشكل عميق وواسع لضمان إمدادهم بالمياه أيام الجفاف.

إطلاق النار.. من عادات الزواج السيئة
يشد الانتباه في مديرية الطلح إطلاق النار بكثافة أيام الاعراس من الصغار والكبار، وهي عادة قديمة لدى الأهالي، ولكن إطلاق النار يتم بعشوائية قد يترتب عنها إزهاق نفس بريئة.

تكاليف الزواج.. إحدى مشاكل المديرية
تعتبر ولائم الاعراس من عادات مناطق الطلح رغم الأعباء الكبيرة التي تضيفها إلى تكاليف الزواج، ففي الطلح يكلف الزواج مبلغا لا يقل عن 800 ألف ريال وقد تصل تكلفته الى مليون ومائتي ألف، وهذه مبالغ خيالية جعلت كثيراً من ابناء المنطقة وخاصة شريحة الفقراء يعزفون عن الزواج نتيجة تكاليفه الباهظة والكبيرة جداً.. وتقام احتفالات الزواج على مدار يومين، يتبادل خلالهما الشعراء الزوامل والقصائد الشعرية التي تنال اعجاب المستمعين.

أهالي الطلح يتحدثون عن أبرز معاناتهم
< الأخ سالم محمد بن جحاف: إن ابرز المشاكل التي تعانيها مديرية الطلح هذه الأيام هي أزمة المياه، وهي بحاجة إلى دعم الجهات المسؤولة ومساعدة الدولة في ايجاد سياسة لحفر كرفان لأهالي المديرية، كما تشتد معاناة الأهالي من الطرقات كونها وعرة جداً وبحاجة الى تعبيد، بالإضافة الى حاجة المديرية إلى إنشاء ثانوية ورفدها بالمعلمين في التخصصات العلمية، الى جانب حاجتنا الكبيرة لإدخال الاتصالات إلى عاصمة المديرية .. وأنوه بأنه انتشرت في المنطقة ظاهرة مخالفة للشرع وهي المغالاة في المهور، حيث تصل تكلفة الزواج الى أكثر من مليون ريال، وهذا صعب الزواج على الشباب وخاصة الفقراء.

< عوض أحمد بافاضل قال: تعاني المديرية هذه الأيام أزمة نضوب المياه الصالحة للشرب، وقد أثبت إنشاء السدود الصغيرة في المديرية فشله بشكل كبير، لذلك فإن المديرية بحاجة إلى كرفان واسع يحفظ الماء للأهالي.. أما الكهرباء فمنعدمة في المديرية وكلما زار المنطقة مسؤول أثناء الانتخابات قطع على نفسه الوعود التي تنتهي بانتهاء الانتخابات. كما أن المجلس المحلي ما يزال ينقصه الوعي إذ لم يقدم شيئاً للمنطقة وخاصة في مجالي الطرقات والكهرباء.

< سالم يسلم باسمير قال:

الوضع في مديرية الطلح لم يتغير، فهو الوضع نفسه قبل الوحدة وبعد الوحدة.. إذ أن المنطقة ما تزال محرومة من الكهرباء والطرقات.

وكذلك تعاني هذه الأيام ازمة حادة في الماء فسعر (البوزة) 7000 ريال، فهل نعمل لنؤمن القوت لأطفالنا أم لتأمين الماء؟.. أما المجلس المحلي فإنه لم يقدم شيئاً للمنطقة خاصة في الطرقات وغيرها.

< محمد عبدالحق عبدالعزيز:

تعيش المنطقة أزمة جفاف شديد بسبب تأخر الأمطار وهذا أدى الى مضاعفة المتاعب على الأهالي.

ومن أسباب معاناة الأهالي الدائمة وعورة الطرق، وسمعنا أن هناك نية لاعتماد خط عتق - جردان - الطلح لكن إلى الآن لم نر على الواقع شيئاً رغم أن الخط هام ويعتبر شريان الحياة لأهالي الطلح.

< ويشارك الأخ مبخوت حسن بافاضل في الحديث بقوله: إن المعاناة كبيرة من الطرق لكونها شبه معطلة وترهق الأهالي كثيراً عند التنقل خاصة إلى العاصمة عتق.

إن المنطقة تعيش هذه الأيام مشكلة حقيقة نتيجة الأزمة في مياه الشرب ونطالب بضرورة الالتفات اليها من الجهات المسؤولة وضرورة رفد المنطقة بعدد من المشاريع في المياه والكهرباء والاتصالات والتعليم وغيرها.

لقطات من الاستطلاع
- يشكو شباب المديرية من البطالة وعدم تمكنهم من مواصلة الدراسة لفقر أسرهم.

- استنجد الأهالي بالسلطة المحلية بالمحافظة لتوفير خدمة الاتصالات بالمنطقة معتبرين أنه عمل ليس بالصعب ولكن «البعيد عن العين بعيد عن القلب».

- انتقد الاهالي دور المجلس المحلي بالمديرية الذي لم يقدم شيئاً خاصة في الطرقات والكهرباء.

- المغالاة في المهور أدت الى عزوف قطاع واسع من الشباب عن الزواج، حيث يفوق المهر المليون في بعض المناطق.

- أزمة المياه اعتبرها البعض نتيجة لغياب المشاريع الاستراتيجية في مجال المياه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى