نائب السفير الاميركي: تحرك المراقبين الدوليين في مراكز الاقتراع لن يكون مختارًا مسبقًا من السلطة

> «الأيام» باشراحيل هشام باشراحيل:

>
د. نبيل خوري
د. نبيل خوري
أجرت «الأيام» حواراً مع السيد د. نبيل خوري، نائب سفير الولايات المتحدة الأمريكية بصنعاء كُرس حول الاستحقاق الانتخابي الذي ستشهده اليمن في سبتمبر المقبل ونظرة أمريكا إلى هذا الحدث اليمني الكبير كواحدة من الدول الكبرى المانحة والداعمة لعملية الديمقراطية في اليمن. كما وضعت «الأيام» على طاولة الرجل الثاني في السفارة الأمريكية أسئلة ذات صلة بالانتخابات المحلية التي لا تقل أهمية عن الانتخابات الرئاسية وتأثيرها على العلاقات اليمنية الأمريكية وكيف ينظر إليها الغرب.. وتالياً نص الحوار مع د. نبيل خوري وإجاباته:

< قام مجلساا الشورى والنواب صباح يوم الاثنين الماضي بتزكية خمسه مرشحين للانتخابات الرئاسية كيف تنظرون أنتم كدبلوماسي أمريكي للترشيحات الجديدة من خلال التزكية الجديدة؟

- أولاً هذه لحظة تاريخية مهمة في تاريخ اليمن لحظة تم فيها ترشيح الرئيس لفتره انتخابية جديدة وترشيح مرشح عن أحزاب المعارضة وثلاثة مرشحين آخرين مستقلين. هذا يكرس مبدأ التنافس ويكرس مبدأ أن هناك برامج انتخابية مختلفة ستعرض على الشعب وعلى الناخبين وكنا قد علقنا أولاً على ترشيح المعارضة لشخص اتفقوا عليه لخوض الانتخابات مقابل الرئيس وهذا كان قراراً جيداً من المعارضة. ثانياً علقنا على الاتفاق ما بين حزب المؤتمر واللقاء المشترك في 18 حزيران ، كأرضية مشتركة او لنقل حد أدنى من المبادئ والتفاصيل الانتخابية التي يتفق عليها الطرفان الخصمان لخوض المنافسة الانتخابية. وقد وصلنا أن عدة اختلافات برزت حول تطبيق هذه الاتفاقية ولكن حسب اخر المعلومات اليوم ان هنالك اتفاقاً شبه نهائي على خوض الانتخابات على أسس متفق عليها وهذا شيء جيد ونهنئ الجميع عليه .

< ما هو دور السفارة الامريكية في دعم هذه الاتفاقية؟

- نحن هنا في السفاره انتظرنا لهذا الاسبوع لكي نبدأ ببعض التعليقات وبعض المداخلات علها تفيد بتحضير الأجواء وتهدئتها بحيث تكون المنافسة منافسة حرة ونزيهة وخالية من العنف بطبيعة الحال ولذلك أنا قمت بتهنئة كل المرشحين نزلت في صحيفتكم ومن بعدها بدأت بسلسلة لقاءات بين الاحزاب وبين الشخصيات بما في ذلك اللجنه العليا للانتخابات والاستفتاء وذلك لاستطلاع الرأي ولدعم الروح الديمقراطية وروح التنافس المفتوح.

كذلك فإننا دعمنا تقارير مؤسسة الان - دي - آي المعهد الديمقراطي الوطني ومنظمة الايفس وهي اللجنه الدولية للاشراف على الانتخابات واليو - ان - دي - بي صندوق التنمية. وهذه المؤسسات تعمل بمنح من الحكومة الامريكية والحكومات الاوروبية وبعض المنظمات الدولية ودعمها ضروري لكي يكون هناك خبراء على الارض يعطون آراءهم ويساهمون في تدريب الخبراء اليمنيين الذين سيشاركون في اللجان المختلفة وايضاَ لكي يراقبوا الانتخابات ولكي يعطوا تقارير حول ما تم اصلاحه وما لم يتم اصلاحه في العملية الانتخابية ونحن كسفارة ندعم هذه المؤسسات ونعترف بتقاريرها ولذلك بناء على هذه التقارير فإن السفارة والحكومة الامريكية ستعلن استنتاجاتها بعد الانتخابات ما إذا كانت حرة ونزيهة.

< تقريراحدى هذه المنظمات وهو المعهد الوطني الديمقراطي الـNDI انتقد بشدة عمليات التسجيل انتقد فيها على سبيل المثال عدم قدرة المجموعات التأكد من السجلات، طرد المراقبين من بعض المناطق، التسجيل لافراد من القوات المسلحة.. ما تعليقكم على هذا ؟

- أنا اطلعت على التقرير الاخير للـ NDI وكان له تقريران بالفعل كان له تقرير سابق حول الانتخابات الفرعية في ريمه وكان انتقاده شديد اللهجة للأخطاء التي ارتكبت في تلك الانتخابات وأظن ان الكل اعترف بهذه الأخطاء كان الخلاف ليس حول ما اذا ارتكبت أخطاء أم لا بل حول ما يمكن فعله تجاه الذين ارتكبوا هذه الأخطاء وأظن القضية الآن أمام المحاكم. برأيي كان يمكن البت بهذه الأخطاء بسرعه أكبر وهذا الشيء يجب معالجته لأن المحاكم التي تعالج نتائج انتخابية وطعوناً انتخابيه يجب ان تكون مخصصة ومتخصصة بالموضوع ويجب ان يكون لها عدد كاف من الخبراء والموظفين لكي تبت بسرعة قبل ان تنتهي ولاية الشخص الذي انتصر في الانتخابات وهذا جار الآن ولكن متأخر بعض الشيء . التقرير الثاني كان التقرير الأخير حول عملية التسجيل ، أظن ان هذا التقرير كان متوازناً ومعتدلاً بحيث انه أشار الى ايجابيات وسلبيات ، يعني انه أثنى على جهود اللجنة العليا للانتخابات بالنسبة للإجراءات والإصلاحات التي قامت بها ونفذتها وبالوقت نفسه أشار الى استمرار بعض الأخطاء التي تكررت من حملات سابقة، وهذه الأخطاء تعكس نوعا ما تقاليد تعود الكثيرون عليها من المدن الكبرى الى المدن الصغرى وتعكس عدم تنفيذ اجراءات فورية بحق من يرتكب هذه الأخطاء لذلك تقرير الان - دي - آي اقترح اقتراحات محددة لتفادي هذه الاخطاء ، الان - دي - آي على كل حال تعمل عن كثب مع اللجنة العليا للانتخابات، واللجنة العليا أخذت ببعض هذه المقترحات ونتتظر لنرى التنفيذ على الأرض .

< لا يفصلنا عن الانتخابات سوى شهر وعشرين يوماً وستكون في العاشر من سبتمبر القادم. في الديمقراطيات الغربية نلاحظ ان الحملة الانتخابية في بعض دول العالم تطول الى عدة أشهر وربما سنة بحالها بينما بقيت لدى المرشحين حاليا فترة قصيرة جدا هل تعتقد ان هؤلاء المرشحين سيقدرون على ايصال رسالتهم الانتخابية في هذا الوقت القصير ؟

- طبعا هذا يعود للمرشحين أنفسهم والى الأحزاب، بالفعل في أمريكا الحملة الانتخابية تأخذ شهوراً طويلة واحيانا سنتين خاصة في الانتخابات الرئاسية ولكن في بريطانيا المدة أقصر والأنظمة البرلماني تختلف عن الأنظمة الرئاسية المهم بالنهاية هو ان تكون هنالك فترة كافية وان تكون هنالك استعدادات حزبية ومن قبل الدولة لعرض آراء المرشحين على الناخبين وهنا أظن فترة شهرين قصيرة نوعا ما وكذلك فترة الطعون إما بالتسجيلات المزورة أو الأصوات المزورة لا تسمح الوقت الكافي للمواطن لكي يحضر نفسه أو يمثل أمام المحاكم الى آخره ، ومع ذلك أنا اقترحت ان يكون هنالك برنامج اعلامي معلن من أول الحمله لكي يعرف أولاً المواطن ما هي مواعيد المناظرات والخطابات الانتخابية ولكي يكون هنالك شفافية بحيث يعرف الجميع مسبقا اذا كانت هناك فرص متكافئة أو لا للأحزاب كلها لكي تقدم آراءها أمام الناخبين وممكن ان يكون هنلك نوع من التشويق في تقديم البرامج بحيث بالفعل يستفيد المواطن ولا يضجر من العملية كلها.

أظن حاليا ان هنالك اتفاقاً على عدة أمور أحدها هو تنقية لوائح التسجيل لأنه باعتراف الكل انه كانت هنالك أخطاء ، ولكن هنالك اتفاق على أسلوب ربما لن ينقيها 100% لأن هذا يستغرق اجراء قانونياً طويلاً نوعا ما ولكن حد أدنى من القبول للأطراف المشاركة بأن ما سيقدم للمحاكم من أسماء مكررة وأسماء أشخاص دون السن القانونية الى آخره أسماء منتقاة بشكل متجرد وليس منتقاة من منطقة ضد منطقة أخرى أو حزب ضد حزب آخر . أظن هذا بمساعدة اللجان الدولية سيتم الاتفاق عليه قريبا ويفتح المجال لدخول انتخابات بأدنى مستوى من الشك باللوائح الانتخابية، أظن ان الإعلام ايضا هنالك نشاط جاهد لكي تكون هنالك حملة اعلامية قدر المستطاع في الشهرين المتاحين للكل ليعرض آراءه ونحن كغربيين ندعم فكرة المناظرة حول أمور محددة وليس خطابات سياسية حول المبادئ والقيم ، بل حول مصالح للمواطنين محددة بالمنطقة والتحدث عن مشاريع تنموية وغير ذلك لكي يتشجع المواطن على الضغط لمصالحه ولكي يكون الناخب المرشح مضطرا لان يحدد مواقفه من أشياء محددة وليس ان يعمل خطاباً عاماً وكفى .

< هل سيكون هناك مراقبون من الولايات المتحدة؟

- بالفعل من خلال المعهد الوطني الديمقراطي سيكون هنالك مراقبون دوليون و كما علمت ان الاتحاد الاوروبي سيكون لديه مراقبون وايضا هنالك مراقبون محليون من الاحزاب أو مستقلون يعملون في لجان مختلفة، يعني بشكل عام أظن انني متفائل من ناحية ان هناك اهتماماً كبيراً من كل الاطراف لتصحيح أخطاء الماضي ومراقبة العملية الانتخابية بحيث يكون من الصعب التلاعب بها .

< هل سيوجد هؤلاء المراقبون خلال عملية التصويت فقط أم طوال العملية الانتخابية التي تشمل عمليات الفرز والصناديق وغير ذلك؟

- الفكرة ان يكونوا موجودين بالعملية بالكامل بدءاً من الحملة الانتخابية والتحضير للانتخابات، سيكون هنالك وفد أظن هذا الاسبوع يطلع على الاجراءات التحضيرية ويكون له آراء فيها ومن ثم يوم الاقتراع سيكون هنالك مراقبون في مراكز الاقتراع وفرز الاصوات، بالطبع لا يمكن ان تراقب كل مركز وكل شخص ولكن النظام الانتخابي والقوانين المتفق عليها اليوم تسمح على الاقل بلجان محلية تمثل فيها أحزاب المعارضة والحزب الحاكم في كل مراكز الاقتراع بمعنى على الاقل ان هذه اللجنة الصغيرة تمثل الآراء المختلفة ستراقب، المراقبين الدوليين لن يكون هنالك عدد كاف ليراقبوا كل مركز ولكنهم سيختارون بشكل علمي المراكز بحيث توزع ما بين الدوائر الكبيرة والدوائر في الريف وبحيث تعطيهم فكرة كافية لإعطاء تحليلهم واستنتاجهم في النهايه وهناك وعود من السلطة بان هؤلاء المراقبين سيسمح لهم الاتجاه الى أي منطقة يختارونها أي لن تكون مختارة مسبقا من السلطة، سنرى كما قلت في النهاية في هذه البقعة من العالم من الصعب ان تمنع كل أشكال التلاعب ولكن المهم جدا ان أحزاب المعارضه توعي ناخبيها بانه لا يكفي ان تنتقد السلطة بل يجب عليها ان تمارس رقابة على نفسها وعلى من يساندها ايضا والسلطه لا يكفي ان تقول انها حيادية يجب ان تفرض هذا الحياد على موظفيها وعلى القوات المسلحة. المهم جدا ان لا يكون هنالك استعمال غير قانوني لقوات الامن في أماكن الاقتراع والموظف الذي يخرق القانون ليخدم رئيسه يجب ان يفصل وان يعطى درس للموظفين الآخرين كي لا يرتكبوا هذه الآخطاء باسم الدولة وباسم رؤسائهم .

< ما مدى أهمية هذه الانتخابات بالنسبة للعالم الغربي؟

- الانتخابات دائما مهمة لأنها لحظة تناوب السلطة بشكل سلمي ولأنها تمنح فرص الاختيار وتمنح الفرص لدراسة آراء الشعب ومن يختار الشعب .

< وكيف ترى تأثير هذه الانتخابات على العلاقات اليمنية مع بلدك؟

- سأبدأ بالخاص وأنتقل الى العام. من ناحية خاصة جدا هنالك ما يسمى ببرنامج الالفية الثالثة (MCC) هذا البرنامج هو اتجاه جديد في المعونة الامريكية ويبنى على مرحلتين لدخول عتبة هذا البرنامج على أساس برنامج اصلاحي يتم الاتفاق عليه بين الدولة الطالبة للدعم والبرنامج الذي تديره وزيرة الخارجية وآخرون في أمريكا.

هذا البرنامج بالنسبة لليمن تم الاتفاق فيه على أساس ان الاولوية تخصص لمحاربة الفساد وثانيا الديمقراطية بجانبيها حرية التعبير والحكم الرشيد، وهذا المنطق يعني ان الانتخابات تمثل نقطة تركيز للاثنين لأن هذه الانتخابات اذا جرت بحرية ونزاهة معنى ذلك ان حرية التعبير والحكم الرشيد مبدآن ينفذان وبالوقت نفسه اذا لم تجر الانتخابات بصفة نقية يعني ذلك الفساد، والفساد يؤثر على الحياة السياسية والحياة الاقتصادية معا لذلك هنالك برنامج جيد جدا يحضر من قبل وزراة التخطيط وهناك من يعمل فيه من الوزير وغيره بإخلاص وبجدية ولكن هذا البرنامج ربما سسينجح او يفشل وهذا يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالانتخابات، البرنامج هذا لدخول العتبة لإصلاح جدي وصادق وهو يمول من قبل أمريكا ولكن بحدود العشرين او الثلاثين مليون دولار للبرنامج ، ولكن اذا ما تم تنفيذ هذا البرنامج خلال العام الاول من دخول هذا النادي عندها يسمح بمساعدات أكبر بكثير للتنمية بمعنى مشاريع ليست اصلاحية بل تنموية واليمن يمكن ان يكون حظه كبيرا يعني ان الكمية التي تحصل عليها اليمن من امريكا اليوم قد تتضاعف عدة مرات اذا تمت هذه الاصلاحات بنجاح في الفترة الاولى ولذلك من ناحية محددة جدا ومن ناحية مادية جدا هنالك أهمية تركز على هذه الانتخابات وهنالك مراقبة للعملية الانتخابية.

واذا ما انتقلنا الى العبرة العامة من ذلك فهي ان سمعة اليمن في الخارج ما اذا كان اليمن سيستطيع بالفعل ان يبني مؤسسات الدولة الحديثة بشكل تحصل فيه على ثقة المواطن اليمني والاسرة الدولية أم لا . يعتمد على انتخابات حرة ونزيهة ويعتمد على الاصلاحات التي تأتي بعد الانتخابات. إن مصداقية اليمن على المحك.

< كثيرون ينسون ان انتخابات 10 سبتمبر تشمل ايضاً انتخابات المجالس المحلية.

- فعلاً فالانتخابات المقبلة ستكون على مستوى رئاسي وعلى مستوى المجالس المحليه بنظري و رغم ان الأنظار تتجه نحو الانتخابات الرئاسية ربما الانتخابات الاهم بالنسبة للمواطن العادي هي انتخابات المجالس المحلية لان المجالس المحلية هي للناس العاديين وتلامس هموم القرى الصغيرة والدوائر الصغيرة فمرشح المجلس المحلي قريب من الشعب يعني الانسان العادي ما هي حظوظه بالالتقاء برئيس الجمهورية ومرشح المعارضة لرئاسة الجمهورية قليلة جدا اما من يترشح لمنطقته في المجلس المحلي فهو جار له ويمكن ان يقرع على بابه ويتحدث معه ويحاوره وينقل اليه همومه ولذلك هذا المستوى مهم جدا والحزب المنتصر في الانتخابات المحلية يحضر نفسه للانتخابات البرلمانية لانه يبني نفسه على قاعدة شعبية فأنا أعتقد من ناحية الديمقراطية المجالس المحلية مهمة جدا ومن ناحية سياسية هي امتحان للاحزاب وكيف تستطيع ان تتجاوب مع حاجيات المواطن.

< من واقع الخبرة الطويلة ومن واقع ما رأيته من انتخابات سابقة في اليمن وخارج اليمن ما الذي تتمناه لهذه الانتخابات ؟

- أتمنى ان تظهر في هذه الانتخابات روح تنافسية وروح رياضية كما في كرة القدم حيث يتنافس الفريقان ويقبلان نتيجة المبارة بدون زعل وبدون اتهامات متبادلة وان تكون المنافسة مفتوحة وان تناقش الحملة الانتخابية القضايا التي تهم المواطن العادي وان يقوم المرشحون بواجبهم وأبحاثهم ويقدموا ما هو أبعد من الخطب العامة والكلمات الرنانة وان يقدموا برامج عملية وان يعطوا المواطن بالفعل المعلومات الكافية لكي يختار بحرية ومعرفة وهذا يعتبر تحدياً كبيراً.

ولكن نتمنى ان تتم هذه الانتخابات بهذه الروح ولا يكون فيها أي عنف وفي النهاية ينتصر من ينتصر اذا جرت الانتخابات بحرية ونزاهة وبروح مخلصة لمصلحة المواطن فالمنتصر هو البلد والوطن وليس الشخص الذي يأخذ الكرسي.

< شكرا جزيلا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى